«دفاعا عن التراث» كتاب جديد للدكتور جابر عصفور، صدر عن الدار المصرية اللبنانية، ويقع في 286 صفحة من القطع المتوسط ، ويحتوى بعد الإهداء والمقدمة على أربعة أبواب هي :"عن القص"، و"ناثرون ومفكرون"، و"إضاءات وملاحظات"، و"محاكمة ألف ليلة وليلة"، وتتضمن هذه الأبواب 25 فصلا. ويعد هذا الكتاب هو الثاني للدكتور جابر عصفور الذي خصصه للتراث العربي، بعد "غواية التراث" الذي صدر أيضا عن الدار المصرية اللبنانية.
ويرى الدكتور جابر عصفور في مقدمة كتابه الجديد أن الدفاع عن التراث، خصوصا الإبداعي والأدبي، له أشكال وأساليب متعددة.. منها إبراز القيم المتجددة من هذا التراث، الذي ليس هناك ما يهدده في وجوده أو يقوم بتشويهه في أذهان المعاصرين، سوى المتزمتين، الذين يفسدون على الناس حياتهم، ولا يزالون إلى اليوم يمارسون ترويع الناس بتعاليمهم التي لا علاقة لها بسماحة الدين بأي حال من الأحوال.
ويستشهد الدكتور عصفور في هجومه على المتزمتين بابن قتيبة حين يقول: حتى ابن قتيبة (ت: 276ه) الذي مال إلى الحنابلة، ووقف مدافعا عن مذهب أهل السلف، وكتب عن تأويل مشكل القرآن الكريم ومختلف الحديث الشريف، لم يجد حرجا في أن يهزل وفي أن يروي حكايات للجنس فيها نصيب كبير، وأن تصل به رحابة الصدر إلى عدم التحرج من ذكر الأعضاء الجنسية التي رأى أن ذكرها ليس إثما بحال، وكان في ذلك كله متبعا عادة السلف الصالح في إرسال النفس على سجيتها والرغبة بها عن الرياء والتصنع.