قال الكاتب والمفكر فهمي هويدي، إن العلاقة الحالية بين مؤسسة الرئاسة والجيش في مصر تدخل في إطار "التفاهم الحذر"، مستبعدا أن يؤدي الصراع القائم بين القوى السياسية إلى تدخل الجيش في المشهد السياسي. جاء ذلك خلال مقابلة مع وكالة "الأناضول" للأنباء، مضيفا أن القول بأن تدخل الجيش "مطلب جماهيري" هو مجرد "انطباعات إعلامية" أو أمنيات أكثر منها حقائق.
واعتبر أن تأجيل انتخابات مجلس النواب في مصر إثر صدور حكم قضائي الخميس، "مخرجا آمنا" و"مرضيا" لكل الأطراف، حيث يعد فرصة "لالتقاط الأنفاس" من جانب الحكم والمعارضة معا.
كما أكد هويدي أن استشارة الرئيس لجماعة الإخوان المسلمين حق من حقوقه، كما يفعل الرئيس الأمريكي عندما يستشير حزبه.
ووصف هويدي أداء المعارضة ب" غير المسئول" في كثير من الأحيان، واصفا قرارها بمقاطعة الانتخابات البرلمانية بأنه يعكس "الخوف من الفشل"، وكذلك فإن أداء مؤسسة الرئاسة عليه ملاحظات تتعلق بعدم تقديم رؤية للمستقبل تحيي الأمل لدى المواطن.
وأكد الكاتب المصري أن يوم الحكم في قضية "مذبحة بورسعيد" لن يمر بسلام، مشيرا إلى أن التحدي هو كيف ستتعامل معه السلطة بالقدر الذي يحتوي الحدث ولا يسمح له بتجاوز الحدود في تداعياته.
كما استبعد تدخل الجيش في حال حدوث تداعيات لقضية بورسعيد، لافتا إلى أنه طالما يوجد اشتباك بين المعارضة والسلطة، سيظل الجيش بعيدا حتى لا يحسب على أي طرف، قائلا: "فالخط الأحمر الذي يستدعي تدخل الجيش هو حدوث ما يهدد الوطن، وليس مجرد صراعات بين القوى السياسية".
واعتبر هويدي تأجيل الانتخابات البرلمانية مخرجا آمنا يرضي جميع الأطراف خاصة المعارضة التي كانت ترغب في ذلك، والرئاسة بشكل لا يحرجها، بل على العكس يحسب لها، لكونها احترمت أحكام القضاء.
كما أكد أن البلاد في النهاية المستفيدة من وجود برلمان، لأنه لا يوجد في الوقت الراهن سوى مؤسستين منتخبتين: الرئيس ومجلس الشورى