تعاملت أيباك ومنذ اليوم الأول بعدائية شديدة تجاه الثورة المصرية من ناحية، ونحو الأخوان المسلمين وحلفائهم الإسلاميين من ناحية أخرى. فبعد أقل من شهر على تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك عن الحكم، خرج بيان عن أيباك «يملى على المصريين شكل الديمقراطية المأمولة فى بلدهم، والتى تقوم فى نظر اللوبى الصهيونى على «مقاومة التطرف، والحفاظ على السلام مع إسرائيل». لذا لم يكن مستغرباً أن يركز المؤتمر على مصر التى خصص لها أربع جلسات، عقدت الأولى مع انطلاق المؤتمر، وتحدث فيها كل من برايان كاتوليس من مركز التقدم الأمريكى، وستيف كوك من مجلس العلاقات الخارجية، حيث قدما تقييماً لحكم الرئيس مرسى خلال الشهور الثمانية الماضية. كما ناقشا الأجندة المصرية المتعلقة بالسياسة الخارجية، وما يعرف فى مصر باسم «أخونه الدولة»، وتأثير ذلك كله على الأمن الإسرائيلى.
أما الجلسة الثانية التى عقدت فى أولى أيام المؤتمر، فقد وخصصت لمناقشة الوضاع فى شبه جزيرة سيناء، وجاء عنوانها «الخطر الغربى.. تطورات خطيرة فى سيناء».
وتحدث فى هذه الجلسة كل من جوناثان هاريس مدير مساعد للسياسات الحكومية بأيباك، إضافة إلى أيهود يارى وهو باحث بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى. وبحثت الجلسة كيف خدمت سيناء السلام بين مصر وإسرائيل كونها منطقة عازلة بين القاهرة وتل أبيب، وكيف أصبحت اليوم بعيدة عن سيادة القانون وسط غياب شبه كامل لسلطة الدولة المركزية المصرية، إضافة لزيادة السلاح المهرب والذى يصل كثير منه لداخل قطاع غزة.
وأشارت المناقشة إلى زيادة نفوذ ووجود تنظيم القاعدة داخل سيناء، وتأثير ذلك كله على أمن إسرائيل، وعلى مستقبل معاهدة السلام بين القاهرة وتل أبيب.
أما العلاقات المصرية الأمريكية فقد ناقشتها الجلسة الثالثة، الجلسة الثالثة، تحدث فيها السفير الأمريكى الأسبق فى القاهرة إدوارد ووكر، والسفيرة الأمريكية السابقة لدى باكستان والرئيس الحالية لمعهد الشرق الأوسط ويندى شمبرلين، وتوم بيرويلو مستشار معهد التقدم الأمريكى، وادارت الجلسة كارميل اربيت مدير مساعدة بمنظمة أيباك للسياسات الحكومية.
وتعرضت الجلسة لأسس العلاقات المصرية الأمريكية والتى لخصها المتحدثون فى نقطتين، أولا معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل والتى رعتها الولاياتالمتحدة، والمساعدات التى تقدمها واشنطن للقاهرة لخدمة مصالحها فى الشرق الأوسط.
وتساءل الحاضرون عن مستقبل العلاقات بعد صعود جماعة الاخوان المسلمين للحكم بعد فوزهم بالانتخابات البرلمانية والرئاسية، ووصول محمد مرسى لمنصب الرئيس. ورأى المتحدثون أن العلاقات المصرية الأمريكية فى أسوأ مراحلها منذ عقود. أما الجلسة الرابعة والأخيرة فقد عقدت تحت عنوان «أصل وأيديولوجية الاخوان المسلمين»، وتحدث فيها الباحث بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إريك تريجر. وتحدث تريجر عن كيف وصل الإخوان لحكم مصر من خلال التعرض لفوزهم بكل من الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وما تبع ذلك من محاولات السيطرة على مراكز القوة فى الدولة المصرية. وناقش أيضا صراع القوى الليبرالية من القوى الاسلامية وزيادة المخاطر لدى المحللين الغربيين عن مستقبل العلاقات مع مصر تحت حكم الإخوان، وتأثير ذلك كله على أمن إسرائيل.