قبل حسم نتائج النزاع المستمر في سوريا منذ عامين صدرت مجلة "دمشق"، وهي مجلة أدبية فكرية تلبي أشواق السوريين عموما والمثقفين خصوصا إلى الحرية، كما تقدم المجلة ما يشبه الفرز لوجوه ثقافية اختفت أو كان عليها أن تختفي ولأصوات جديدة تعبر عن "سوريا الحرة". والمجلة التي تصدرها مؤسسة دمشق للدراسات والنشر في لندن تحمل شعار "أرض الحرية وسماء الخيال" جاء عددها الأول أقرب إلى بانوراما للحرية والإبداع في سوريا وخارجها، إذ يكتب فيها أيضا مفكرون وأدباء ونشطاء من لبنان وفلسطين والعراق واليمن كما تنشر ملفا خاصا بالشعرالفارسي المعاصر ترجمته الإيرانية مريم سمرقندي. وسجل الشاعر السوري، نوري الجراح، رئيس التحرير أن مجلة دمشق هي "الجزء الرمزي المحرر من تراب هذه المدينة العظيمة المحتلة والمكافحة لأجل خلاصها من ربقة الاستبداد" متهما نظام الرئيس السابق حافظ الأسد والحالي بشار الأسد بإخضاع الثقافة ومطادرة المثقفين ودفعهم إلى الصمت أو المنافي. وقال في افتتاحية عنوانها "منبر ثقافي حر لأجل سوريا حرة.. مايشبه البيان" إن السوريين فتحوا سجونهم وقبورهم وخرجوا إلى الهواء الطليق ينشدون الحرية "ولشدة القتل والفتك بهم شهورا طويلة وهم في ثورتهم السلمية لم يبق لهم إلا السلاح.. دفاعا عن نسائهم وأطفالهم وأرواحهم.. خرجت شوارعها تطالب بالحرية فاقتلعت حناجر مغنيها" في إشارة إلى المطرب السوري إبراهيم قاشوش صاحب أغنية (يلا ارحل يابشار) الذي عثر على جثته في يوليو2011 في نهر العاصي وكان مذبوحا واقتلعت حنجرته. وأضاف أن المجلة كمنبر شهري ستكون فضاء لتفاعل حر للمفكرين والأدباء والفنانين مشددا على ما يسميه الوجه الثقافي للثورة في الشعر والرواية وأفلام الرسوم المتحركة الساخرة والموسيقى والغناءإضافة إلى الكاريكاتير والفن التشكيلي حيث برع فيهما فنانون منهم علي فرزات ويوسف عبدلكي وعاصم الباشا وموفق قات وثائر هلال وجمال الجراح وبشار العيسى ومنير الشعراني وأحمد عدي أتاسي.
ونوه بمشروعات ثقافية وفنية ولدت خلال العامين الماضيين ومنها (تجمع الفن والحرية) و(مركز الجمهورية للدراسات الفكرية) و(رابطةالكتاب السوريين) و(رابطة الصحفيين السوريين) و(دولتي) وهو مشروعللتدريب على المواد السمعية والبصرية والنصية عن التحول الديمقراطي والعدالة الانتقالية. والمجلة التي يعلو اسمها شطر من بيت لأمير الشعراء أحمد شوقي يقول فيها "وعز الشرق أوله دمشق" يقع عددها الأول في 400 صفحة كبيرة القطع، ويضم مختارات من القصة الكردية القصيرة ترجمة الشاعرالسوري جان دوست ومراجعة الشاعر السوري مروان علي، وملفا عنوانه (يا حرية) من الشعر الفارسي المعاصر يضم قصائد لعدة شعراء. وقال الجراح إن المجلة التي طبعت في القاهرة وتصدر غدا الاثنين سيطبع جانب كبير منها (حوالي 200 صفحة) في الداخل "في الجزء المحررمن سوريا" نظرا لصعوبة طباعتها كاملة بسبب ظروف البلاد.