سددت الهيئة العامة للبترول نحو مليار دولار للشركاء الأجانب من مستحقاتهم لديها مقابل توريد المواد البترولية فى السوق المحلية، تبعا لما قاله أسامة كمال، وزير البترول والثروة المعدنية فى تصريحات خاصة للشروق، مشيرا إلى أن المليار دولار تأتى فى إطار خطة إعادة هيكلة مديونيات الهيئة لدى الشركات المتفق عليها خلال الفترة الماضية. كان أسامة صالح، وزير الاستثمار، قد أشار خلال الفترة الماضية إلى أن متأخرات الشركاء الأجانب لدى قطاع البترول المصرى تصل إلى 6.4 مليار دولار فقط، مضيفا أن مصر غير قادرة على سداد هذه المديونيات فى ظل تراجع احتياطى النقد الأجنبى، وهو ما يسبب اختناقات من حين لآخر فى مشتقات البترول فى السوق المحلية.
وقد اضاف وزير الاستثمار أنه قد تم الاتفاق مع بعض الموردين الأجانب لتسوية المديونيات المستحقة لهم على الهيئة بالجنيه المصرى، حيث وافقت شركة بتروناس الماليزية، وبريتش جاز البريطانية على هذا الاتفاق، كما تجرى مفاوضات فى الوقت الحالى مع باقى شركات البترول الأجنبية لتوقيع اتفاق مماثل.
من ناحية أخرى، أكد كمال إلى أن «الهيئة ملتزمة بتسديد التسهيلات الائتمانية التى حصلت عليها خلال الفترة الماضية»، مشيرا إلى انها استخدمتها فى استيراد المواد البترولية لتوفيرها فى السوق المحلى، بالإضافة إلى التزامها بتسديد مستحقات البنوك.
كانت البنوك قد قررت تأجيل عروضها لإقراض الهيئة عقب خفض التصنيف الائتمانى للاقتصاد المصرى، حيث طلبت مراجعة العروض لإعادة النظر فى أسعار الفائدة على القروض المقدمة لهيئة البترول بعد زيادة الأعباء التمويلية نتيجة تخفيض مؤسسة موديز للتصنيف المصرى.
وكانت الهيئة فى انتظار العروض التى ستقدم من البنوك المحلية لإقراضها مبالغ تتراوح ما بين 1.7 و2 مليار دولار، حيث تقدمت بطلب إلى البنوك العاملة فى السوق المصرية، للحصول على القرض خلال الفترة المقبلة، وهو ما دفع البنوك المحلية إلى مطالبة المؤسسات المالية العالمية المشاركة فى تدبير القرض.
وقد اوقفت الهيئة العامة للبترول مفاوضاتها مع بنوك عالمية خلال العام الماضى، نتيجة تشدد المؤسسات فى شروط القرض، من حيث زيادة سعر الفائدة، بالإضافة إلى تقديم ضمانات إضافية تتفق مع مستوى مصر الائتمانى، الذى تعرض إلى تخفيضات متتالية طوال العام الماضى، وكان من ابرز هذه البنوك ستاندرد تشارترد وكريدى اجريكول مصر وأوف طوكيو وميتسوبيشى اليابانى وويست إل بى الألمانى ومجموعة سيتى جروب الأمريكية.