"علمني الصيد ولا تعطيني سمكة"، مثل صيني يطبقه البعض بصورة مختلفة، حيث يقولون "عالج لي حيواني ولا تعطيني صدقة"، فمن اللافت للنظر في بلد لا يجد فيه الأشخاص العاملون علاجا مناسبا لهم، أن تجد الحيوانات العاملة علاجا لها بالمجان، في إحدى الجمعيات الخيرية التي يمتد تاريخها إلى ثمانين عاما. فالحمير التي يستخدمها أصحابها في بيع الخضروات، والأحصنة التي تعمل في مجال السياحة، وغيرها من المهن التي يكون الحيوان فيها، العامل الأساسي لكسب الرزق، وإعالة الأسرة، ربما تتشرد أو تزداد فقرا إذا مرض هذا الحيوان أو مات ولم يقدر صاحبه على علاجه أو إنقاذه.
جمعية بروك الخيرية لعلاج الحيوانات العاملة والتي تعد الأولى من نوعها في مصر، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1934، هي إحدى الجمعيات التي تعمل فقط على علاج الحيوانات العاملة.
ويقول أحمد الشرقاوي، المتحدث الإعلامي باسم جمعية بروك الخيرية لعلاج الحيوانات العاملة، أن الجمعية أسستها سيدة إنجليزية الجنسية محبة للحيوان في عام 1934، وهي مشهرة، وتهتم برعاية الفصائل الخيلية (الأحصنة، والحمير، والبغال) العاملة، التي يعتمد عليها أسر كثيرة في مصر لكسب عيشهم، وبداية الجمعية كانت بسيطة، وتعمل على توفير العلاج لعدد محدود من الخيل في القاهرة، ومع الوقت وصل عدد أفرع الجمعية إلى 7 محافظات، تعمل على رعاية الخيول العاملة صحيا، إضافة إلى الأنشطة التوعوية التي تقدمها لأصحاب هذه الحيوانات لوقايتها من الإصابة بالأمراض.
وأوضح الشرقاوي أن الجمعية تمول من خلال التبرعات الإنجليزية والهولندية، وأنه إلى الآن لا يوجد حساب للتبرع في مصر، وتكون التبرعات على هيئة أموال، أو أجهزة نحتاجها في العلاج، أو مستلزمات للخيول، إضافة إلى أن بعض الأطباء البيطريين يتبرعون بوقتهم لإعطاء ندوات توعوية لأصحاب الخيول، أو المشاركة في أحد القوافل المتنقلة.
وأشار إلى أن المستشفى مجهزة بأماكن لاستقبال الحيوانات التي تأتي إلي الجمعية، ويتم استضافتها في المستشفى استضافة كاملة لتلقي علاجها.
وأكد الشرقاوي على أن طبيعة الحيوانات التي تستقبلها المستشفى لعلاجها هي الحيوانات العاملة فقط، والتي لا يستطيع أصحابها توفير نفقات علاجها، نوفر لها خدمات علاجية شاملة، وليست الحيوانات التي يملكها الأثرياء، أو التي لا تعمل ولا يعتمد عليها ملاكها في كسب رزقهم.
وأضاف الشرقاوي أن المستشفى تقدم خدمة "الموت الرحيم" للحيوانات الميؤوس من علاجها، وهي عبارة عن حقنة بها مواد معينة يأخذها الحيوان ويموت في خلال 10 دقائق، لافتا إلى أن الطريقة القديمة بضرب الخيول المصابة بالرصاص انتهت تماما، مشددا على أن الحيوانات التي تموت أو التي يقومون بإعدامها يتم دفنها في المدفن الصحي حتي لا يدفنها أصحابها بطريقة خاطئة، أو يقومون بإلقائها في النيل مثلما يحدث.
ولفت إلي أن أغلب الحيوانات التي تأتي للعلاج في المستشفى تكون إما تعرضت لحادث سير نتيجة الزحام في الشوارع، أو الأمراض التنفسية، أو بعض الأمراض والإصابات التي تحدث نتيجة تعامل مالك الحيوان معه بصورة خاطئة من خلال ضربه أو تحميله فوق طاقته، وهذه النقطة تحديداً نقوم بتصحيحها من خلال الندوات التوعوية التي نقوم بها لأصحاب الحيوانات.
وأوضح أن الجمعية التي يعمل فيها ما يقرب 38 طبيبا، قدمت علاجات في عام 2012 إلى 169 ألف حيوان في ال7 محافظات التي تعمل فيها الجمعية، لافتا إلى أنه بعد ثورة 25 يناير قدمت الجمعية علف مجاني للحيوانات التي تعمل في مجال السياحة، وتكرر ذلك بعد أحداث محمد محمود، وفي الأوقات التي توقفت فيها السياحة، حتي لا تموت تلك الحيوانات، ويُشرد أصحابها.