أطلق الاتحاد الأوروبي مشروعا لترميم مدينة "بومبي" القديمة يتكلف 105 ملايين يورو (142.05 مليون دولار)، وأكد أنه سيحرص على حماية هذه الأموال من المافيا. وأعلن الاتحاد عن بدء المشروع، أمس الأربعاء، وجاء ذلك بعد يوم من اعتقال الشرطة الإيطالية لخبير ترميم عمل من قبل في مشروع ترميم المدينةالرومانية القديمة بتهمة الفساد والتحقيق مع خمسة آخرين من بينهم المفوض الخاص الذي عين للإشراف على علاج مشكلة تدهور الموقع التاريخي.
وبومبي هي مدينة رومانية قديمة دفنت في ثورة لبركان فيزوف عام 79 ميلادية تضعها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في قائمة مواقع التراث العالمي.
وكانت إيطاليا أعلنت حالة الطوارئ في "بومبي" عام 2008 بعد أن شكا خبراء الآثار والتاريخ من تدني عمليات الحفاظ على الموقع المتداعي، مشيرين إلى سوء الإدارة ونقص الاستثمارات.
وقالت المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء إن هذه الأموال ستنفق على نظام صرف جديد وتعزيز بعض الآثار وتدريب الموظفين وهو ما يتضمن "مجموعة من الإجراءات لحماية أنفسهم من نفوذ (عصابة) الجريمة المنظمة -الكامورا- التي تستشري في أماكن كثيرة من المنطقة."
وتقع مدينة نابولي أكبر مدن جنوب إيطاليا على بعد 25 كيلومترا من بومبي وهي معقل للكامورا وهي عصابة المافيا المحلية في المنطقة التي تحقق ثرواتها من التهريب والعقود الحكومية التي تنطوي على فساد.
وعين مارسيلو فيوري مفوضا خاصا لمشروع ترميم سابق لبومبي. لكن المحققين الايطاليين يقولون ان فيوري ومدير الترميم في ذلك الوقت لويجي دامورا منحا عقودا مخالفة للقواعد لشركة كاكافو لخدمات الترميم باسعار مبالغ فيها.
وتتهم الشرطة فيوري باساءة استغلال السلطة وتحقق مع دامورا في مزاعم احتيال.
وجدد انهيار جدران وأعمدة في الموقع منذ عام 2008 القلق بشأن حالة الموقع الاثري.
ويقول الادعاء ان المسؤولين انتهكوا شروط حالة الطواريء ودفعوا أموالا مغالى فيها في مشروعات ترميم مختلفة ووافقوا على أعمال غير ضرورية في بومبي وهي من أهم المزارات السياحية في ايطاليا.
وذكر الادعاء ان أحد العقود كانت تكلفته الاصلية 449882 يورو وانتهى بان تكلف نحو خمسة ملايين يورو.
وأعيد اكتشاف مدينة بومبي بعد ان دفنها بركان فيزوف عام 1748، وتجتذب نحو 2.3 مليون سائح كل عام ولحقت بها أضرار جديدة عام 2011 بسبب أمطار غزيرة.