أعلن رئيس الوزراء التونسي حمادي جبالي عزمه تشكيل حكومة جديدة، إثر الغضب العارم الذي اجتاح البلاد بعد اغتيال المعارض شكري بلعيد. وقال رئيس الوزراء في إعلانه التلفزيوني إن الحكومة ستتكون من مواطنين بلا انتماء سياسي وستكون مهمة الوزراء الجدد مقتصرة على تصريف شؤون وزاراتهم حتى إجراء انتخابات في أسرع وقت ممكن.
وكان شكري بلعيد، أمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين المنتمي لتحالف الجبهة الشعبية اليسارية في تونس قد اغتيل الأربعاء في تونس.
وشهدت العاصمة التونسية ومدن عدة أخرى مظاهرات للتعبير عن الغضب.
وقالت الشرطة إن شخصين نفذا الهجوم على بلعيد، ثم تمكنا من الفرار.
وقد دان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الحادث وقطع زيارته إلى فرنسا، وأعلن عدد من الأحزاب السياسية الانسحاب من الجمعية التأسيسية المكلفة بوضع الدستور، ودعا إلى إضراب عام.
واغتيل بلعيد أمام منزله في العاصمة التونسية صباح الأربعاء.
وهذا هو أول حادث من نوعه في تونس منذ بدء الثورة في البلاد.
وقال عبد المجيد، شقيق بلعيد، ومسؤولون تونسيون، إن بلعيد أصيب في رقبته ورأسه خلال الهجوم عليه وهو في طريقه إلى عمله.
جريمة بشعة اغتيال بلعيد دفع متظاهرين للدعوة إلى" ثورة ثانية" في تونس
ووصف عبد المجيد مقتل أخيه بأنه "جريمة بشعة" وقال" أشعر بإحباط وحزن".
" رجل أطلق النار على بلعيد ولاذ بالفرار مع شخص آخر كان ينتظره على دراجة نارية"
خالد طروش ، المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية وقالت زوجة بلعيد في تصريحات إذاعية إن رصاصتين أطلقتا على زوجها.
ولم يعرف على الفور من المسؤول عن قتل السياسي التونسي المعارض، الذي حذر من قبل من تنامي العنف السياسي في تونس، التي توصف بأنها مهد ثورات الربيع العربي.
وقالت وزارة الداخلية التونسية إن الرجل الذي قتل السياسي المعارض فر على دراجة نارية يقودها شريك له.
وقال خالد طروش، المتحدث باسم الوزارة، إن رجلا أطلق النار على بلعيد ولاذ بالفرار مع شخص آخر كان ينتظره على دراجة نارية.
ولم تعتقل الشرطة على الفور أي مشتبه به.
"ثورة ثانية" ونظم متظاهرون احتجاجات أمام وزارة الداخلية في العاصمة.
وتقول تقارير إن الشرطة استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين رددوا هتافات تطالب ب"ثورة ثانية".
وفي مدينة سيدي بوزيد، مهد ثورة تونس التي أسقطت الرئيس بن علي عام 2011، أطلقت الشرطة أيضا قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين المحتجين على اغتيال بلعيد، حسبما أفادت وكالة فرانس برس.
وقالت الجبهة الشعبية التونسية المعارضة إنها قررت الانسحاب من الجمعية التأسيسية المكلفة بكتابة الدستور احتجاجا على مقتل بلعيد.
ودعت المعارضة أيضا الى إضراب عام احتجاجا على الاغتيال.
وقالت مراسلة بي بي سي في تونس سهام حسين إن معظم المواطنين على الأرجح سيلبون الدعوة للإضراب نظرا للتراجع الكبير حاليا في شعبية حزب النهضة، الحزب الإسلامي الرئيسي في الحكومة.
وأوضحت المراسلة بأنه من المتوقع أن تغلق الشركات والجامعات والمدارس الخميس.
"هناك العديد من الاعداء لثورتنا السلمية. وهؤلاء مصرون على إفشالها" الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ومن ناحيته، ألغى المرزوقي زيارة كانت مقررة لمصر للمشاركة في قمة منظمة التعاون الإسلامي.
"حمام دم" وفي تصريحات من ستراسبورغ، مقر البرلمان الأوروبي، قال المرزوقي، قبل عودته إلى تونس، إن اغتيال بلعيد لا يجب أن يعيق الثورة التونسية.
وأضاف" هناك العديد من الأعداء لثورتنا السلمية. وهؤلاء مصرون على إفشالها".
ودان زعيم حركة النهضة الحاكمة في تونس راشد الغنوشي عملية الاغتيال، وقال إن القتلة يريدون "حمام دم" في تونس.
وأوضح قائلا "يريدون حمام دم لكنهم لن ينجحوا في ذلك. لا يسعنا سوى أن ندين هذا العمل الجبان الذي يهدف إلى (تقويض) الثورة واستقرار تونس".
وقال جوهر بن مبارك رئيس شبكة دستورنا التونسية لراديو بي بي سي عربي، إن اغتيال بلعيد هو يوم "فاجعة كبرى في تونس"
ما زياد العذاري عضو المجلس التأسيسي لحركة النهضة فقال "ان هذه الجريمة النكراء موجهة لكل التونسيين ولأحلامهم في بناء مسار ديمقراطي حقيقي".
شخصية علمانية معارضة وبلعيد شخصية علمانية بارزة كانت تعارض التوجهات الإسلامية للحكومة التونسية التي جاءت إلى السلطة في أعقاب أول انتخابات شهدها البلد في شهر أكتوبر/تشرين الثاني 2011.
ويضيف المراسلون أنه رغم أن حزب بلعيد لم يفز بعدد كبير من المقاعد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فإنه ظل شخصية معارضة بارزة في تونس.
واتهم بلعيد السبت الماضي من وصفهم ب"المرتزقة" بتنفيذ هجمات على اجتماع لحزب الوطنيين الديمقراطيين.
وقال إن "حركة النهضة الحاكمة تسخر هؤلاء المرتزقة".