قال القيادي اليساري عبدالغفار شكر، وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أحد الاحزاب التي شكلت عقب ثورة 25 يناير، إن تأخر الثورة فى تحقيق أهدافها ومطالبها «يرجع إلى غياب علاقة نضال مشترك ومتشابك بين النخبة وشباب الثورة»، مضيفا خلال حواره المطول مع «الشروق»: «النخبة انشغلت بقضية الحكم فى حين انشغل الشباب بقضية الواقع وتصفية النظام القديم ومؤسساته، والسعي إلى بناء نظام جديد خال من الفساد». 11 فبراير.. خطيئة مغادرة الميدان كنا أمام ثورة شعبية تطورت تلقائيا، وافتقدت القيادة السياسية بعد نجاح نظام مبارك فى محاصرة التعددية السياسية، وإضعاف الأحزاب السياسية، واحتواء عدد كبير من قيادات الأحزاب الرئيسية فى المشهد السياسي، والتي تعاملت مع السلطة الحاكمة باعتبار أنه يمكن التفاهم معها». لذا فهذه الاحزاب «لم تكن مؤهلة لقيادة الثورة لحظة تنحى مبارك، فلو كنا فى مجتمع يضم أحزابا قوية "عفية" لديها قدر من الجماهيرية، كانت ستتمكن من التقاط الفرصة التاريخية المتاحة، وتسعى إلى الوصول إلى السلطة وتفرض أجندتها الثورية على المجلس العسكري، أما فى مصر فالأحزاب التي من المفترض تسميتها بالأحزاب الرئيسية كالوفد والتجمع والناصري، كانت وصلت إلى درجة من الضعف لم تعد قادرة على قيادة أى حركة جماهيرية.
«الجمعية الوطنية للتغيير كانت تصلح كإطار لإدارة العملية الثورية لأنها كانت تضم فى عضويتها ممثلين لجميع القوى السياسية فى مصر، وتداولت أسماء لشخصيات تشكل منها المجلس الرئاسي، ولكن القرار لم يكن بيد الجمعية بل المجلس العسكرى الذى كان يدير البلاد وقتها، وسرعان ما خرج الإخوان المسلمون من الجمعية الوطنية وبدأوا مسارا آخر».
استفتاء 19 مارس «الخطأ كان فى الانقسام بين صفوف القوى الثورية، وفى رؤيتى طول الفترة الزمنية ما بين تشكيل لجنة التعديلات الدستورية والجدل الدائر حول الدستور والانتخابات أولا كان له دور فى ذلك الانقسام، اما شباب الثورة الذى شكل قوى حقيقية تتحرك على الأرض وتفاجئ القوى السياسية دائما بتحركاتها، فقد ركزت على الضغط تجاه تحقيق مطالب جديدة أبرزها استعادة مبارك من شرم الشيخ وحل مجلسى الشعب والشورى.
انتخابات وتحالفات «لم تكن هذه التحالفات قائمة على وحدة الموقف السياسى أو الأيديولوجية أى لم يجمعها وحدة الهدف أو السياسة، فى الوقت الذى تواجد تحالف انتخابى وحيد متسق مع نفسه وهو تحالف التيار السلفى الذى مثله حزب النور والأصالة والبناء والتنمية.
لذا فالانتخابات البرلمانية السابقة أجريت بين تحالفات لم يكن لديها منطق فى تشكيلها، قامت نتيجة حالة الارتباك التى سيطرت على القوى السياسية بعد الثورة، إلا أن هذه الانتخابات كانت فرصة طرحت الاحزاب الجديدة التى شكلت بعد الثورة نفسها على الجماهير، والتي كان من بينها حزب التحالف الشعبى.
تلك التحالفات ظهرت بعد تفكك القوى السياسية الرافضة لفكرة الانتخابات أولا، حيث وافق الوفد على المشاركة فى التحالف مع الاخوان بالإضافة إلى أحزاب مدنية أخرى.
وتحالف (الثورة مستمرة) لم يتخذ الاستعدادات الانتخابية الكافية لأنه تشكل فى وقت متأخر على خلفية تفكك تحالف الكتلة المصرية، ضم أحزاب محدودة العدد وصغيرة وتمتلك موارد مالية ضعيفة، حصلنا على 100 ألف صوت بميزانية مالية مليون جنيه، فقد كان تحالفا ضعيفا ماليا ودعائيا، ولم تمتلك العدد الكافي من المرشحين».
الانشغال بمهاجمة «العسكرى» «المعركة التى دارت بين القوى الثورية والمجلس العسكري، عكست عدم الرضا عن إدارة الاخير للمرحلة الانتقالية، بعدما كشفت طريقة إدارته الاتجاه نحو ترميم النظام القديم وليس استكمال الثورة، وطرحت مرة أخرى فكرة تشكيل مجلس رئاسي وحكومة إنقاذ وطني، لم يكن هذا الصراع على حساب الثورة ولكن كان يصب فى صالح تحقيق أهدافها».
جنرالات الفضائيات «من يرغب فى كسب شعبية الشارع، لابد أن يخاطب الجماهير عبر وسائل الإعلام، فهى إحدى أدوات القوى السياسية للوصول إلى المواطن العادي وإقناعه بأفكارهم، والاحزاب الجديدة التي تكونت بعد الثورة مشغولة بعدة أمور، اهمها تكوين رأى عام مؤيد لها لذا فهى تتجه إلى مخاطبة الجماهير عبر وسائل الإعلام، إلا أن الطرف الآخر يبرر فشله فى مخاطبة الشعب وكسبه من خلال وسائل الإعلام بأن القوى الأخرى مشغولة بوسائل الإعلام رغم أنه هو نفسه مشغول بوسائل الإعلام».
الفشل «الرئاسي» لتيار اليسار الخطيئة الكبرى أن القوى الثورية امتلكت عدة مرشحين ومن بينهم تيار اليسار الذى مثله أبو العز الحريري وخالد على، بذلنا جهودا فى طريق وحدتهم ولكننا لم نتمكن.
تأييد ثورى للنائب العام رفضنا إقالة النائب العام لم يكن لشخصه بل كان ضد إهدار استقلال السلطة القضائية، ومحاولة لتطويع القضاء من قبل السلطة التنفيذية.
الموقف من الجمعية التأسيسية لم تخطئ القوى المدنية المنسحبة عندما رفضت إصدار مثل ذلك الدستور باسمها، تجربة الجمعية التأسيسية الاولى اثبتت أن سيطرة تيار بعينه على أغلبية العضوية داخل أى هيئة أن الاغلبية تستطيع تمرير ما تشاء فى الوقت المناسب وهذا ما حدث فى الساعات الاخيرة من صياغة الدستور داخل الجمعية التأسيسية التى تمكنت من تمرير عشر مواد دستورية دون علم باقى ممثلى القوى المدنية التى أصرت على الاستمرار فى عضويتها بالجمعية وخوض التجربة، وخروج الدستور الجديد يتيح من خلال التشريعات التى تقوم عليه إقامة دولة استبدادية أشبه بولاية الفقيه، ويعطل الحريات والحقوق.
إدارة الغرياني للجمعية لتأسيسية كانت كما تريد جماعة الإخوان المسلمين وأخرج الدستور على النحو الذى يرضيهم، فهو كان جزءا من الظاهرة ولم يكن خارجها، وأدى ما هو مقتنع به.
الإعلان الدستوري الموقف الذي اتخذته القوى السياسية فى معارضة الإعلان الدستورى كان موقفا سياسيا ناضجا، لأن تمريره دون معارضة يعنى الاستسلام لإجراءات قمعية أكثر من ذلك، وتعطيل الرئيس مرسى للإعلان الدستورى هو كان انعكاسا لقوة المقاومة التى دشنت ضده.
الاستفتاء على الدستور الجديد لم يكن هناك تناقض بين موقف جبهة الإنقاذ الراغب فى المقاطعة وبين التصويت بلا بعد ذلك، لأن الجبهة تابعت ذلك اليوم بشكل جيد، وكان واضحا أن الإخوان لديهم خبرة انتخابية أكبر وقدرة كبيرة على الحشد والتعبئة، واستطاعوا تعويق الناخبين الرافضين للدستور من خلال ذهاب انصارهم صباحا للتصويت ثم الوقوف مرة أخرة فى الطوابير أمام اللجان الانتخابية لتعطيل الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم.
جبهة الإنقاذ والانتخابات البرلمانية الجبهة ستصحح أخطاءها بأنها ستخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة انتخابية موحدة باستثناء عدد محدود من الدوائر الانتخابية التى تشارك بقائمتين بسبب تعذر المشاركة فيها بقائمة واحدة نتيجة كثرة اعداد المرشحين، وفى نفس الوقت نجرى تنسيقا بين أعضاء الجبهة على مقاعد الفردى بحيث لن تجرى منافسة فيما بين أعضاء الجبهة على هذه المقاعد.