احتضنت صالة «آرت سبيس» اللندنية، مؤخرًا، معرض استعادي للفنان البريطاني ساشا جيفري، عرض من خلاله 16 عملا فنيا تم اختيارها بعناية فائقة. وتأتي هذه الاختيارات بمثابة فرصة للتعرف على اشتغالات هذا الفنان الواعد، الذي خطف الأضواء الفنية والنقدية، وفي سوق فنية من الصعب اختراق ساحتها.
فأن يحتفى بفنان، لم يتجاوز الأربعين عاما من عمره، وعلى شكل معرض استعادي عالمي لاشتغالاته على مدى 15 عاما والمحصورة بين 1997 ولغاية 2012 - يُعد سابقة فنية.
وبقدر ما تمنح هذه المختارات، المنتقاة من مجاميعه السبعة، فرصة الاقتراب من عالم هذا الفنان الشاب وهواجسه، فإنها، في الوقت عينه، تتيح للمتلقي الإطلال على عوالم تبدو لا جامع بينها، أقله على سطح اللوحة الواحدة، ذلك أن ما تقترحه هذه الأعمال الفنية، نجد مراجع ومصادر لها في الأدب الروائي مثلما في الشعر والسينما.
فهو يستعير من الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز «واقعيته السحرية»، ومن اللبناني - الأمريكي جبران خليل جبران «تأملاته»، ومن النمساوي - التشيكي فرانز كافكا «كوابيسه ومنولوغاته الداخلية»، ومن البرازيلي باولو كويلو «روحانياته»، ومن المخرج الأمريكي ستانلي كوبريك «عمق اللقطة السينمائية وثرائها الفني»، أما نتائج تلك التأثيرات، فنجد تحققاتها منثورة على سطوح هذه الأعمال المعروضة في هذه الصالة الأنيقة.
ولو أضفنا إلى تلك التأثيرات المعرفية شيئا، فإن أول ما يستوقف المتأمل في هذه الاشتغالات هو عناية الفنان بفكرة أو ب«ثيمة» المكان؛ إذ فضلا عن كونها دالة حضور بشري، فهو فضاء رحب وفي مدينة كوزموبوليتانية مثل لندن في آن. ومثل هذه ال«ثيمة»، في المقابل، تبدو، كأنها تراهن على ما يستحضره المكان من معان.