تخطت الفنانة سلوى السباخي الرسم بالألوان، واتخذت ريشتها القهوة؛ وسيلة لاستلهام إبداعات أفكارها وأحاسيسها، عبر لوحات ورسومات تُجسد الواقع الفلسطيني . تتزاحم اللوحات والرسومات في مرسم الفنانة، سلوى السباخى، في مدينة غزة، واللافت أنها لوحات غير تقليدية من ناحية استخدام الألوان .
والسباخي ، فتاة درست الفنون الجميلة في جامعة الأقصى في مدينة غزة ،ونظرا لتفوقها وتميزها " تَعينت في ذات الجامعة لتدريس الفنون الجميلة " . "الصُدفة قادتني للاحتراف" أشارت الفنانة سلوى إلى أن أختها التي تكبرها بسنوات هي حاضنتها الأولى في الرعاية والتشجيع، يليها والدها الذي وفر لها المناخ الأُسرى والمادي.
وأوضحت أنها احترفت فن الرسم؛ أثناء دراستها الجامعية التي تخصصت فيها بالرسم، مشيرة إلى أن فكرة بداية الرسم بالقهوة جاءت من أنها تحتسي القهوة بشكل كبير، وفي إحدى ليالي شهر رمضان وبينما هي منهمكة في رسم لوحة بألوان رسم اعتيادية، كان أمامها مزيد من فناجين القهوة المحتسية، "وقعت فجأة فرشاة الرسم في الفنجان، وبينما أنظف الفرشاة على ورق الرسم تنبهت أنني ارسم بها، لتظهر رسومات معينة جميلة"،على حد قولها.
"لوحات تُعبر عن "قضايا وجمال المرأة" الاهتمام بالمرأة وقضاياها وتجسيد ملامح جمالها وأنوثتها، هي في مقدمة أوليات اللوحات والرسومات التي ترسمها الفنانة سلوى بالقهوة .
وأكدت سلوى، أنها تهتم بالمدرسة التجريدية في الرسم ، بمعنى التعبير عن الواقع برموز معينة نتيجة حدث أو موقف معين استثارها واستلهم ما بداخلها من مشاعر وأحاسيس تجاه هذا الموقف، موضحة أن"رسم ملامح وتعبيرات المرأة والفتاة في غزة أكثر اللوحات التي أشعر بها، ومُجَرد ما تشاهد اللوحة والرسم فهذا يُغنِي عن التعبير بالكلمات " .
"للطبيعة والقضية الفلسطينية نصيب" شاركت السباخى في ورشات عمل فن تشكيلي وإنتاج محلي لمعارض جماعية تشمل لوحات فنية للطبيعة وأشغال فنية؛ كالنحت، وحرق الخشب، والطينة، والأشغال اليدوية كالتطريز ،إضافة إلى الأدوات التراثية الفلسطينية وطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، ورسم صور لمناضلين فلسطينيين ودوليين، كالرئيس الراحل ياسر عرفات، والزعيم اليساري الراحل جيفارا .
"ندفع من جيوبنا ومؤسسات حماس تستغلنا" تشير هنا الفنانة سلوى إلى أن مهنة الرسم بكافة أنواعها مُكْلِفة ماديًا، وتكون عبئًا كبيرًا على الفنان في ظل الحالة، التي يعيشها قطاع غزة المحاصر، مضيفة "ندفع من جيوبنا دون عائد مادي عند إقامة المعارض أو المشاركة فيها".