"توقعنا تكثيف التواجد الأمني في جميع محطات مترو الأنفاق بعد زيارة وزير الداخلية بس مفيش فايدة".. هكذا لخص عدد من العاملين في المترو، بخطوطه الثلاثة، الوضع الأمني داخل المحطات بعد تعهد وزير الداخلية السابق، اللواء أحمد جمال الدين، بتكثيف التواجد الأمني خلال زيارته للخط الأول الخميس الماضي بعد تصاعد وتيرة الاعتداءات على العاملين وآخرها اقتحام البلطجية لمحطة "حلوان" وإصابة العاملين بأسلحة بيضاء. رئيس النقابة المستقلة للعاملين في المترو، رفعت عرفات، أكد ل"الشروق" أن الوضع الأمني في المترو لم يتغير سوى في محطتين هما "حلوان والمرج الجديدة" بالخط الأول، مشيرا إلى أن جميع المحطات لم تشهد أي اختلاف بعد زيارة الوزير السابق، "والمحطة اللي فيها أمن بيكون يا دوب أمين شرطة و2 عساكر غلابة."
وانتقد عرفات انتظار الجهات المسئولة تعرض المترو وعامليه وقوع الكوارث حتى يتنبهوا ويهتموا به لبعض الوقت، مؤكدا أن وزارتي الداخلية والنقل وشركة المترو تمتلك الإرادة لحل المشكلات القائمة، لكنهم ينتظرون وقوع الكارثة للتحرك. لافتا إلى أن "الصرافين والمشرفين في المحطات جايبين شوم وحطينها ورا أبواب الغرف داخل المحطات للدفاع عن أنفسهم لصد أي اعتداء عليهم."
واتفق معه رئيس مكتب اشتراكات المرج، بهاء مطاوع، الذي قال إن الأمن انتشر بكثافة في محطتي حلوان والمرج الجديدة فقط، في حين ظل الحال كما هو عليه في المحطات الأخرى رغم استغاثات العمال وشكواهم الدائمة.
وأشار مطاوع ل"الشروق"، إلى أنه بعد حادثة "حلوان" انتشر الأمن، كما انتشرت قوات الشرطة في محطة المرج الجديدة وتم إخلاء الأماكن التي احتلها الباعة الجائلون، الذين كانوا يعوقون مرور الركاب، ويسببون زحاماً شديدا نظراً لاحتلالهم مساحات واسعة، مؤكدا أن بعضهم تسلل إلى الداخل وبدأ البيع على رصيف المحطة.
وحذر رئيس مكتب الاشتراكات مطاوع من ظاهرة جديدة، هي ركوب بعض الصبية من طلاب المدارس بين وحدات العربات، ما تسبب في وقوع وفيات وإصابة عدد منهم، مستشهداً بواقعة قريبة في محطة "عين شمس" يوم السبت الماضي حيث ركب أحد الصبية بين العربات، وفور وصول القطار إلى رصيف المحطة قفز منه فسقط بين العربات وبُترت ساقه.
وحمل مطاوع الأمن مسئولية هذه الحادثة، موضحا أن الأمن كان، في السابق، ينتشر بطول رصيف المحطة، أما الآن فمن النادر رؤية شرطي على المحطة.
وطالب مطاوع، وزير النقل، بمخاطبة وزير الداخلية لزيادة عدد قوات الشرطة بالمحطات، مثلما كان في السابق بتخصيص ضابط وأمين شرطة وعشر جنود لكل محطة، أو مخاطبة رئيس الوزراء والاتفاق مع وزير الدفاع على أن تتواجد بكل محطة نقطة شرطة عسكرية للتصدي، لأي حوادث اعتداءات للعاملين والسائقين والحفاظ على أمن المترو.