نفى يوسف بن جاوون، رئيس الطائفة اليهودية بالإسكندرية، تصريحات الدكتور عصام العريان مستشار الرئيس المصري للشؤون الخارجية، التي اتهم فيها نظام الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، بطرد اليهود المصريين من البلاد، في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط. وأكد بن جاوون (50 عاما)، أن "عبد الناصر لم يطرد سوى بعض اليهود من ذوي الجنسيات الأجنبية الذين ثبت أن ولاءهم لم يكن لمصر"، مضيفًا: "نحن عشنا وتربينا في مصر، وممتلكاتنا كما هي ننفق منها على أعضاء الجالية المسنين كمساعدات رفقا بهم، كعوائد العقارات المحيطة بمعبد النبي دانيال التي يعود عمرها إلى عام 1910".
واستنكر بن جاوون، صحة ما تردد عن سعى اليهود في مصر إلى حصر ممتلكاتهم للمطالبة بتعويضات، قائلا: " لن نقدم أية مساعدة في هذا الصدد، إذا كانوا يريدون أي أوراق أو أية مستندات ملكية، فهم من تركوا مصر وباعوا ممتلكاتهم أو تركوها للمصريين ممن كانوا يعملون معهم".
وأضاف: "تلك التصريحات لا تعنينا من قريب أو من بعيد، ولم يهتم أي فرد من أعضاء الجالية بها؛ لأننا لم تسلب منا أي ممتلكات، نحن مصريون ولدي أنا شخصيًا شهادة الجنسية المصرية الملكية الخاصة بجد جدي من الملك فؤاد، وشهادة جنسية والدي موقعة من الملك فاروق، وأنا لدي بطاقة رقم قومي، حتى إن جواز سفري لم تدون فيه أية دولة منذ عشرات السنين، وكنت أقطن في عمارة الإيموبيليا في القاهرة، وجميع أعضاء الطائفة اليهودية كذلك لديهم هويات مصرية، في النهاية نحن نعيش هنا."
وكان عصام العريان، القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين، قد أثار ضجة في الأوساط المصرية والإسرائيلية قبل أيام، بعد أن أطلق دعوة لعودة اليهود المصريين في إسرائيل إلى بلاده، وقالت تقارير إعلامية إسرائيلية: "إن دعوة العريان تثبت أن لليهود المصريين حقوقًا قد سُلبت منهم في مصر بعد خروجهم منها في عهد عبد الناصر"، كما أشارت التقارير إلى أن رئيسة الطائفة اليهودية في القاهرة كارمن وينشتاين المقيمة بالإسكندرية حاليًا، لا تزال تحاول رصد ممتلكات اليهود الذين هاجروا من مصر، للمطالبة بتعويض ضخم عن نزع ملكيتهم وطردهم من ممتلكاتهم.
ومن جهته قلل بن جاوون، من أهمية تصريحات العريان وقال إنها لم تلق أي اهتمام في أوساط اليهود في مصر، معتبرًا أن: "هذه التصريحات هدفها إثارة ضجة مفتعلة، لأن يهود مصر المنحدرين من أصول مصرية لم يغادروا البلاد أصلا حتى يعودوا إليها، وأن اليهود الذين تركوا مصر ليسوا من أصول مصرية؛ بل هم من جنسيات مختلطة، وأغلبهم أوروبيون وليسوا مصريين".
وأوضح بن جاوون، أن: "اليهود المصريين لم يبق منهم سوى أعداد قليلة، وجميعهم من آباء وأجداد مصريين، لذا لم يتركوا مصر"، لافتًا إلى أن والده " كان الخياط الخاص بالرئيس عبد الناصر، وكان يفصل له جميع بذلاته الرسمية"، وأنه لا يزال يحتفظ بالصور التي تجمع والده بالرئيس عبد الناصر.