حالة من الغضب، تُسيطر علي عمال هيئة النقل العام، رغم فضهم لاعتصامهم داخل مستشفى الهيئة مساء الأحد الماضي، بعد قرار رئيس هيئة النقل العام، منى مصطفى، بإيقاف رئيس الإدارة الطبية بالهيئة، مصطفى عرفان، عن العمل وتحويله للنيابة الإدارية في واقعة وفاة السائق بجراج "أثر النبي"، ياسر حسني، مساء السبت الماضي بعد رفض مستشفى الهيئة استقباله وعلاجهه وعدم منحها إياه خطاب تحويل لأي مستشفى أخرى رغم إصابته بجلطة.
وأكد العمال ل"الشروق" أنهم قرروا فض اعتصامهم بعد إحالة عرفان للتحقيق انتظاراً لنتيجته واستعادة حق زميلهم؛ مشددين على أنه في حالة التقصير في التحقيقات أو عدم الاستجابة لمطالبهم الباقية سيعاودون الإضراب بشكل موسع على مستوى جراجات الجمهورية.
واتهموا قيادات المستشفى، والإدارة الطبية للهيئة بأكملها وعلى رأسه-ا مصطفى عرفان، بالإهمال وعدم اكتمال إنشاء المستشفى رغم تظاهرهم مرات عديدة فيما سبق، اعتراضاً على تدني مستوى الخدمة الطبية المقدمة، وهو ما تسبب في رفض استقبال زميلهم وإغلاق الأبواب في وجه أسرته مما جعلهم يبحثون عن مستشفى أخرى طوال الليل؛ مما أدى لتدهور حالته الصحية وانتهى الأمر بوفاته.
وطالب العمال، بإعادة هيكلة القطاع الطبي بالكامل واعتماد الكادر الخاص بتحسين أحوال العاملين بهيئة النقل العام، وصرف 72 شهر لحالات الوفاة والعجز وصرف شهرين عن كل سنة للمعاش المبكر، وشراء 3 سيارات إسعاف مجهزة بوحدة رعاية مركزية كاملة وتطوير وتجهيز المستشفى الهيئة، وتوفير الأدوية الأصلية وليست البديلة.
وهددوا بالإضراب العام والاعتصام المفتوح في جميع فروع الهيئة في حالة عدم تنفيذ مطالبهم. من جانبه، أكد نائب رئيس النقابة المستقلة للعاملين بالنقل العام- طارق بحيرى ل"الشروق" أن العمال قرروا فض الاعتصام بعد قرار إيقاف عرفان والتحقيق معه، لافتاً إلى أن جراج "أثر النبي" الذي ينتمي إليه زميلهم المتوفي لازال مضرباً عن العمل صباح أمس حزناً على الراحل ورغبة في استعادة حقه من المقصر، فيما توقفت جراجات "فتح" و"العامرية" عن العمل لمدة ساعتين فقط صباح أمس تضامناً مع "أثر النبي" ثم استأنفوا العمل بعد ذلك.
وانتقد "بحيري" سوء الخدمة الطبية المقدمة من قبل إدارة الهيئة للسائقين والعاملين بها على الرغم من تخصيص ما يزيد عن 30 مليون جنيه سنوياً، مشيراً إلى أن السائق المتوفي ليس الحالة الأولى التي توفيت نتيجة الإهمال الطبي في مستشفى الهيئة، ولكن هناك حالة أخرى لم يتم الإعلان عنها، فضلاً عن عشرات المرضى.