"وضع اللغة العربية اليوم وضع حرج، وتحتاج إلى التعاون والعمل على كل المستويات الرسمية والجماهيرية لرفع التحديات التي تواجهها" هذا ما اتفقت عليه المداخلات في الندوة التي نظمها النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، واشترك فيها كل من محمد الأمين بن محمد المختار (موريتانيا)، ومحمد حسين طلبي (الجزائر)، وأدارها عبد الفتاح صبري (مصر) .
محمد الأمين تناول مسيرة الاهتمام العالمي باللغة العربية بدءاً بيوم اعتمادها لغة رسمية من لغات في الأممالمتحدة وذلك في 18 ديسمبر ،1973 وحتى قرار تخصيص يوم للاحتفال بها، "فقد اختارت لها المنظمة اليوم نفسه (18 ديسمبر)، ولاحظ الأمين أن هذا الاختيار جاء مخالفاً لطبيعة الاختيارات الأخرى بالنسبة للغات الأممالمتحدة الرسمية كالإنجليزية التي يُحتفَى بها في يوم ميلاد شكسبير، والصينية التي اختير لها يوم ميلاد سان دي مؤسس الأبجدية الصينية، فكان من المفترض أن يكون الاحتفاء باللغة العربية في يوم ميلاد أحد أدبائها أو علمائها العظام أو يوم إنشاء أول مجمع لها، ومع ذلك فإن هذا الاختيار كانت له حسنات كبيرة، فقد أصبح يوماً للتدارس حولها، وزاد من الاهتمام الرسمي والشعبي بها، وظهرت جمعيات للعناية بها، كما ظهرت أيضاً مشاريع للحفاظ عليها .
وأضاف محمد الأمين أن اللغة العربية ليست "في خطر" كما يظن البعض، لأنها اللغة الرسمية ل 422 مليون نسمة، ولغة الدين لما يزيد على مليار من البشر، لكنها تعاني إهمالاً من طرف أهلها حيث تعاني مشاكل، منها أن مناهج التعليم تركز على القواعد الجافة ولا تساعد الطالب على تذوق جماليات اللغة والانجذاب لها، كما أن الإعلام لا يهتم بتوظيف ذوي الكفاءة في الأداء اللغوي خصوصاً المحاورين، وكذلك فإن انعدام التمويل الموجه للبحث اللغوي على مستوى المجامع أو مراكز البحوث المهتمة باللغة، وانعدام التواصل بين المجامع اللغوية والإعلام كلها مشاكل تعيق اللغة .
محمد حسين طلبي دار حديثه حول نقاط ذات دلالة في راهن اللغة، أولها التعريب في الجزائر الذي قال إنه لايزال بعد 50 سنة من الاستقلال يعاني مشاكل مزمنة، ولم تكن هناك إرادة للوصول إلى الأهداف المرجوة منه.
وقال طلبي إن هناك أيادي خفية لاتزال حتى اليوم تعمل على عرقلته، وبرأ طلبي الأمازيغ من تهمة أنهم يعيقون هذا التعريب، وقدم أمثلة على دفاعهم المستميت عن اللغة العربية في وجه المستعمر، ودور علمائهم في ذلك أمثال عبد الحميد بن باديس والدكتور عثمان سعيد .
كما أشار إلى تعليم العلوم لأبناء العرب بلغات أجنبية وهو ما يجعلهم غائبين عن واقعهم منجذبين إلى ثقافة ولغات قوم آخرين ويفسد هوياتهم بشكل كامل، ما يجعلنا نفقد أجيالاً كثيرة بسبب المناهج والتدريس .