رأى المؤلف والسينارست رياض سيف أن الدراما الأردنية تمر بمرحلة حرجة وقاسية وتحتاج إلى "معجزة" تعيدها إلى مكانتها مشددا على عدم استطاعتها تقديم نجوم يشار لهم بالبنان في المحافل العربية إلا وفق استثناءات محدودة اعتمد أصحابها على جهودهم الفردية الخاصة بعيدا عن دوّامتها . قال سيف خلال ندوة في جامعة البتراء "إن الدراما الأردنية لم تبن على أساس خطة مبرمجة ولم تكن يوما قادرة على تحديد اتجاهاتها وأغراضها وهويتها الخاصة عبر أعمال تلفزيونية تؤكد الاستمرارية واتباع منهج يضمن التدفق المنسجم مع السوية" .
وتابع: لقد بنيت على خلفية مزاجية تتألق حينا وتخبو حينا آخر حسب أهواء القائمين على الإنتاج وبناء على حساباتهم في الربح والخسارة فضلا عن التوجه إلى الاستسهال في إنجاز أعمال ذات كلفة متدنية ما أدّى إلى هبوط المستوى وإعطاء صورة سيئة عن العمل الدرامي الأردني وتسبب في إحجام محطات عربية عن القبول أو حتى التعامل مع المعنيين في هذا المجال.
وثمة إشكالية رئيسة تتمثل في عدم وجود مؤسسة إنتاجية وطنية خاصة أو عامة تهتم بالدراما وتعمل على الارتقاء بمقوماتها كونها صناعة وطنية تبرز وجه المجتمع وتحقق عائداً مادياً ومعنويا وأثراً حضارياً مهماً وللأسف يتعامل بعض المنتجين على اعتبار الفنان سلعة ترضخ للعرض والطلب ما أفقد الأخير احترامه وجعله مجرّد آلة متحركة مقابل مبلغ من المال.
ورأى سيف وهو مؤلف "بوابة القدس، والاجتياح، وعرس الصقر، والتراب المر، وتل الصوان، والفيلم الخليجي تورا بورا،وغيرها" أن الدراما الأردنية وباستثناء بعض الأعمال القليلة أخذت منهجاً كلاسيكياً متكررا لا يرقى إلى تطور العصر الذي نعيشه ولا يعالج ما يجري على الساحة من موضوعات تمس صميم الإنسان الأردني والعربي .
وأردف: لذا بقيت في إطارها المحدود المتعارف عليه حتى على مستوى العمل البدوي فقد كرر نفسه وظل يدور في حلقة مفرغة ولا ينقل من البادية سوى قشورها وكأنها عالم منفصل عمّا نعيشه .
وأضاف: لعل أخطر من هذا كله هو الجو الفني العام والافتقاد في بعض الأحيان إلى المحبة والشفافية والتعاون بين الفنانين أنفسهم ما يفرز جوا مشحونا بالتأزم نتيجة تغليب الذات على المصلحة العامة وعدم التوافق على مبادئ “شرف المهنة” التي تحفظ هيبة وكرامة الفنان من الاستغلال والمساومة في زمن أصبح الأخير بحاجة إلى لقمة عيشه ويضطر إلى قبول ما يعرض عليه .
واستطرد: الدراما الأردنية لم تكن يوما خالصة لإنتاج محلي إلا بالقليل منها وهي في معظمها تابعة إلى جهات إنتاجية خارجية سواء عبر الإنتاج المباشر أو التنفيذي وبالتالي ارتبطت بسياسات المحطات ذات الأجندات المختلفة وصارت مرهونة لها.