نظم بيت الشعر في الشارقة، مساء أمس الأول، وبحضور كل من محمد دياب الموسى المستشار في الديوان الأميري في الشارقة، وعبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر، أمسية أدبية احتفالية، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، حضرها عدد من الأدباء والباحثين والمهتمين باللغة العربية والإعلاميين . في بداية الأمسية، تحدث يوسف أبولوز مقدم الأمسية عن جماليات اللغة العربية، وعالميتها، وأشار بطريقة حميمية إلى توأمة الشارقة والثقافة واللغة العربية، مؤكداً أن اللغة العربية تمثل ضميرنا وذاكرتنا، واستشهد بعدد من الشعراء الذين تحدثوا عن فرادة هذه اللغة، وفي مطلعهم مالك حداد صاحب المقولة الشهيرة “العربية وطني والفرنسية منفاي” رامياً بذلك إلى اغترابه عن اللغة الأم وكتابته بالعربية، كما توقف عند علاقته الشخصية بالفصحى، لغة القرآن الكريم، التي اكتشف في ما بعد أن كثيراً من مفرداتها التي تعلمها على يدي أبويه في البيت، إنما كانت من معجم الفصحى نفسها .
وقدم د . رشيد بوشعير محاضرة حول “أهمية اللغة العربية وعالميتها”، بين فيها أن اللغة العربية تحقق شروط العالمية حقاً، فهي أداة اتصال، كما أنها تقبلت التقعيد منذ العصرين الأموي والعباسي، وأنها مرنة، ليست متقوقعة على ذاتها، ومفرداتها محددة المعاني، ومعجمها ثري، إضافة إلى امتلاكها رصيداً علمياً وثقافياً كبيرين، وإذا كانت لغة شكسبير (1564-1616) غير مفهومة من قبل الناطقين بالإنكليزية، بيد أن اللغة العربية القديمة، لماتزل مفهومة من قبل الأجيال الجديدة “كما هو الحال مع قصائد شعراء ما قبل الإسلام” .
وفي ما يتعلق بتأثير العربية على اللغات السواحلية والإفريقية، أشار بوشعير إلى أن العربية هي إحدى اللغات الرسمية في منظمة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، يضاف إلى ذلك أنها لغة القرآن الكريم، والدستورالإلهي الذي يجب على كل مسلم أن يعرف قدراً يسيراً منه لأداء شعائره الدينية على نمط خاص.
وأكد أن آراء الباحثين اتفقت قديماً وحديثاً على أن اللغة العربية قديمة، وعريقة . ثم تحدث عن تأثير اللغة العربية في اللغات العالمية مثل الفرنسية والألمانية والإنكليزية، والإسبانية ناهيك عن تأثيرها في اللغات الإفريقية، وأورد الباحث عدداً من المفردات من باب ما يمكن تسميته بعلم اللغة المقارن حيث أكد أن أصول هذه المفردات إنما هو عربي، وحدث له بعض التغيير بحسب خصوصية كل لغة أخرى