«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شيوخ المنصة.. من الشاشة إلى مليونيات التأييد والوعيد

قبل الثورة كانت ظاهرة الشيوخ والدعاة الذين يظهرون عبر الفضائيات الخاصة، تثير جدلا فى أوساط جمهورهم وفى أوساط المهتمين بهذا النوع من الإعلام فقط، ولكن مع اندلاع ثورة يناير واتجاه العديد من هؤلاء الشيوخ لأداء أدوار سياسية، امتدت الظاهرة لتمس الوطن بأكمله.

«الشروق» تفتح هذا الملف، لتعرض سيرة ومسيرة بعض أشهر شيوخ الفضائيات، الذين جمعهم الوجود على منصة تأييد الرئيس يوم 2 ديسمبر، فى مليونية الشرعية والشريعة، بميدان نهضة مصر، ثم جمعتهم مليونيات التأييد بعد ذلك.

عبدالله بدر.. الدعوة بالموعظة غير الحسنة

بطاقة شخصية:

عبدالله بدر عباس، مواليد شبرا بالقاهرة، عام 1960

تخرج فى جامعة الأزهر، كليه أصول دين، قسم تفسير.

عمل معيدا بقسم التفسير، وكان يعد رسالة دكتوراه قبل أن يتم فصله من الجامعة لاعتقاله.

فى عام 2009 تداول بعض محبى الداعية عمرو خالد فيديو لشيخ غير معروف، يسب فى أستاذهم واصفا إياه بالكلب، والسافل، وأنه أخطر على الإسلام من اليهود. كان الموقف السائد حينها هو تجاهله.

لم يكونوا يعرفون أن هذا الشيخ سيصبح بعد سنوات قليلة من أشهر الأسماء فى مصر كلها.

ربما كانت حدة طباع عبدالله بدر لها علاقة بتعرضه لفترات طويلة من الاعتقال، فقد تم اعتقاله عام 1994 على خلفية علاقته بالجماعات الإسلامية، وكذلك عام 2006 على خلفية دروسه للرد على زكريا بطرس، القس المسيحى الذى يعيش بالخارج ويثير الشبهات حول الإسلام، مما توسع للهجوم على المسيحيين بشكل عام، وكذلك تم اعتقاله عام 2010.

كشف أحمد مولانا، عضو المكتب السياسى بالجبهة السلفية، عن أن عبدالله بدر أثناء فترة اعتقاله الأولى، طلب من رفاقه العفو عن أمن الدولة والتوقف عن انتقاد حسنى مبارك، وكان أول مُعتقل يخرج على التليفزيون المصرى ليعلن تبرئه من التيارات الإسلامية فى برنامج «حوار مع التائبين»، فاعتدى عليه أحد أعضاء الجماعة بضربه وكسر ذراعه.

اشتهر عبدالله بدر بعد الثورة بحدة هجومه على المعارضين، حتى أنه دعا إلى تعليقهم على أبواب المساجد، وإلى سحلهم.

كانت أشهر مواقفه هجومه على الفنانة إلهام شاهين، حيث رماها بالزنى، قائلا «كم رجلا اعتلاكى باسم الفن»، وهو ما أدى إلى صدور حكم عليه بالحبس سنة مع الشغل يوم الاثنين الماضى.

قام مقدم مليونية الشرعية والشريعة بوصف بدر بأنه «الصوت الذى نحبه، ويكرهه الطرف الآخر».

فى كلمته، قال بدر: «لو نبح الكلاب فلن ينالوا من رئيس مصر، أنت ترى والعالم يرى هذه الجموع التى تقول لك اضرب يا مرسى ونحن معك»، وهاجم الإعلاميين، قائلا «دور الإعلام جاى.. والإبراشى وإبراهيم حمالات كمان دورهم جاى».

بعد صدور الحكم، قال نادر بكار المتحدث باسم حزب النور، على حسابه بموقع تويتر، كأنما يسدل الستار عليه مبرئا تياره منه: عبدالله بدر بغير ألقاب.. رجل مدعٍ لم يأخذ دكتوراة كما يقول.. سليط اللسان يسىء إلى الإسلام بلسانه وألفاظه ولم أر له درس علم قط.

لعل بدر الآن يتذكر كلمات أستاذه الشيخ عبدالحميد كشك، حين قال له ذات يوم «يابنى لا تتحمس كثيرا وتجعل الناس خلفك هم الذين يسيرونك بحماسهم، فإنهم لن ينفعوك وانظر إلىّ فأنا كان ورائى ألوف ولو كانوا ذبابا ولو فعلوا طنينا لكان لهم موقف».


محمد حسان.. السياسة من فوق جبل عرفات

بطاقة شخصية:

محمد إبراهيم إبراهيم حسان

ولد فى 8 أبريل 1962، فى قرية دموه بمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية.

تخرج فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة.

التحق بمعهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة لكن لم يكمل بسبب طلبه للتجنيد.

أتم حفظ القرآن فى سن 8 سنوات، وبدأ الخطابة فى سن 13 عاما.

سافر إلى السعودية، حيث تتلمذ على يد شيوخ على رأسهم ابن العثيمين وابن باز.

عمل مدرسا لمادتى الحديث ومناهج المحدثين فى كليتى الشريعة وأصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود.

«المظاهرات لم ولن تكون على الإطلاق منهج من مناهج التغيير.. ممكن يكون الناس ماشية فى المظاهرة 5 ساعات، وأقسم بالله ما تصليش الظهر، الراجل عايز ربنا يغير وهو ما قضاش فرض.. أهى الأمة عمالة تنعر وخلاص».

كان هذا هو رأى الشيخ حسان قبل الثورة فى المظاهرات والاحتجاجات، وهو موقف متسق مع سيرته، فالشيخ حسان لم يعرف عنه أبدأ قبل الثورة أى اهتمام سياسى. فى أثناء الثورة اتخذ الشيخ حسان مواقف وسطية، لم يؤيد مبارك صراحة كما لم يؤيد الثورة، واكتفى بالدعوة مرات إلى تطهير الميدان من المندسين المخربين، وإلى الحفاظ على الأمن والممتلكات.

بعد الثورة بأيام برز الشيخ حسان بكونه أول من دعا السلفيين إلى إعادة النظر فى مواقفهم من الانتخابات والأحزاب، داعيا إياهم للمشاركة فيها.

كما ظهر قريبا من المجلس العسكرى منذ استعانة اللواء الروينى به، فى حل أزمة فتنة كنيسة صول بأطفيح.

كانت قمة مواقفه تأييدا للمجلس العسكرى فى خطبته فوق جبل عرفات، بينما هو بملابس الإحرام، فى 1 ديسمبر أى بعد أحداث محمد محمود مباشرة، رفض تخوين الجيش، وقال «أقسم بالله لو انكسر الجيش مثل الشرطة لن يأمن أحد فى غرفة نومه»، وهو ما استدعى ردا مستنكرا شديد اللهجة من الشيخ وجدى غنيم مذكرا إياه بجرائم المجلس العسكرى.

فى فبراير 2012 على أثر الأزمة بين المجلس العسكرى والإدارة الأمريكية، بسبب قضية منع سفر الأمريكيين العاملين بمنظمات المجتمع المدنى، أعلن حسان عن حملة للاستغناء عن المعونة الأمريكية بجمع قيمتها من المصريين، وأطلق عليها حملة المعونة المصرية.

جمعت الحملة ملايين الجنيهات، وتم خلالها الخصم من رواتب الموظفين فى العديد من الهيئات كتبرعات إجبارية، لكن الأزمة انتهت واختفى فجأة كل هذا الحديث، مما جعل النشطاء مثل نوارة نجم يعيدون التذكير بهذه القضية، متسائلين عن مصير هذه الأموال.

فى 1 ديسمبر الماضى، أعلن الشيخ حسان فى برنامجه بقناة الرحمة تأييده لقرارات الرئيس مرسى، داعيا المعارضين له التعبير «بأدب جم» عن رأيهم، ومؤكدا قدرة الإسلاميين على حشد عشرات الملايين، كما شدد على أن للرئيس مرسى «حقا بنص القرآن وبنص السنة، ثم حقا بإرادة هذا الشعب العبقرى».

«فجر الإسلام أشرق على مصر»، هكذا استهل الشيخ حسان خطبته فى حشود مليونية الشرعية والشريعة، محدثا من أمامه: «فليشهد العالم عامة وشعب مصر خاصة، أن المصريين يريدون شرع الله.. منذ ساعتين وأنا أمشى بالسيارة فى أمواج من الناس لا آخر لها ليعلم الجميع أن مصر مسلمة وستبقى إن شاء الله مسلمة».

مما دفع الكاتب علاء الأسوانى للرد عليه عبر حسابه بموقع تويتر، مستنكرا: «هل كان المصريون يعبدون الأصنام قبلك؟»، ثم أعاد سؤاله عن مصير التبرعات، «لقد سأل الناس عمر بن الخطاب عن فائض جلباب ظنوا أنه اختص به لنفسه، ألا نسأل الشيخ حسان عن ملايين الجنيهات التى جمعها؟».

صفوت حجازى .. الداعية العسكرى

بطاقة شخصية:

صفوت حمودة حجازى رمضان، مواليد 11 أبريل 1963، مركز سيدى سالم فى محافظة كفرالشيخ.

خريج كلية الآداب قسم مساحة وخرائط عام 1979.

حصل على الدكتوراة فى العقائد ومقارنة الأديان من جامعة ديجون بفرنسا.

عمل فى المدينة المنورة بالسعودية 1990 1998

تتلمذ فى هذه الفترة على يد العديد من الشيوخ، على رأسهم عطية محمد سالم، الأستاذ وعميد شئون الطلاب بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، الذى حصل منه على إجازات فى الفقه والحديث والسيرة.

«بتليفون واحد تقدروا تقولولنا قولوا إيه وماتقولوش إيه، إحنا دلوقتى فى حجركم، بلاش تخلونا نروح لحجر حد تانى»،

كانت هذه هى كلمات الداعية صفوت حجازى إلى مسئولى الدولة، بعد غلق قناة الناس، وذلك فى حوار مع جريدة الشروق 27 أكتوبر 2010.

أبدى الشيخ صفوت دهشته من التعليمات التى تمنع الحديث عن الشيعة، حيث إن المسئولين قد طلبوا منه قبل 5 سنوات الهجوم على المذهب الشيعى، وهو ما قام به بالفعل.

كانت هذه هى أشهر محطات الشيخ قبل الثورة، فيما عدا ذلك كان داعية متوسط الشهرة على قنوات اقرأ والناس، انتماؤه للإخوان معروف، لكنه ليس وجها بارزا فى المعارضة أو الوسط السياسى.

أتت الثورة ليكتسب حجازى شخصية جديدة، فقد شارك فى أحداثها منذ بدايتها، وأصبح من أبرز الوجوه التى تظهر فى الإعلام تعبيرا عن الثورة حتى أن أحمد منصور، مذيع قناة الجزيرة، استضافه فى برنامجه «شاهد على الثورة» لعشر حلقات.

فى الأيام الأخيرة من الثورة كانت فكرة إنشاء مجلس يجمع رموز الثورة قد بدأت تتبلور، حتى تكللت الجهود يوم 16 فبراير بإعلان مجلس أمناء الثورة، وتم اختيار صفوت حجازى أمينا له.

طاف حجازى بالجامعات المصرية بعد الثورة مباشرة، ليحكى للشباب ما رآه فيها من بطولات وآيات، ومن اللافت أنه كان يجيب عن السؤال عن انتمائه الإخوانى، بأنه يفخر بكونه إخوانيا سلفيا وسلفيا إخوانيا. كانت أول إشارة للانفصال بين حجازى والثوار بعد أحداث 9 مارس، حين تم اعتقال 120 شابا وصدور أحكام عسكرية عليهم بالحبس من سنة إلى 3 سنوات.

تروى الناشطة منى سيف، منسقة مجموعة لا للمحاكمات العسكرية، أن حجازى قام بالتوسط لدى المجلس العسكرى لإطلاق سراح 40 شابا فقط من المجموعة، هم المنتمون إلى حركات سياسية، لأن الباقين بالضرورة بلطجية. حين أسفر الضغط عن الإفراج عن المجموعة كاملة، حاول حجازى إقناع بعضهم بعمل مؤتمر صحفى يشكرون فيه المشير، لكنهم رفضوا.

بدا واضحا انحياز الشيخ إلى صف الإخوان والإسلاميين بشكل عام، ضد المظاهرات والمليونيات الثورية، حتى حدث الفراق الكامل فى أكتوبر 2011 حين فجر حجازى قضية شقة العجوزة.

اتهم حجازى شبابا لم يسمهم، لكنه قال إنهم مشهورون ويتحدثون فى الإعلام، بأنهم يوم موقعة الجمل يأسوا، فذهبوا إلى شقة أحدهم بالعجوزة «عشان يسكروا ويجيبو نسوان»، مما أثار غضبا شديدا عليه من القوى الثورية.

وكرد غير مباشر نشرت جريدة التحرير شهادة صحفية على فتوى صفوت حجازى لهند الحناوى، طليقة أحمد الفيشاوى، صاحبة قضية إثبات النسب الشهيرة فى 2004.

قالت هند إن حجازى هو من أفتى للفيشاوى بعدم الاعتراف بابنته، وباخفاء زواجه، بل وتطوع بالاتصال بها شخصيا، وقال لها «يمكنك أن تجهضى نفسك وليس عليك أى حرج دينى».

كانت أحداث محمد محمود فاصلة فى علاقة حجازى بالثوار، فقد هاجمها واتهم المندسين بالتسبب فيها، ثم كانت تصريحاته المفاجئة بعد إعلان المشير طنطاوى موعد الانتخابات الرئاسية، حين قال: «هما جماعة الألتراس بتعمل إيه فى التحرير، هم ليسوا بثوار ولم يكن لهم أى دور فى ثورة يناير».

لذلك تعرض حجازى للسب والطرد من اعتصام التحرير يوم 1 ديسمبر، حين دخله متوجها نحو المستشفى الميدانى محاولا أن يأخذ بعض أدويته بحجة توصيلها للإخوة فى سوريا لأنهم أولى، مما اعتبره الشباب محاولة متعمدة للفض.

كان حجازى من أبرز الداعمين للرئيس مرسى منذ الجولة الأولى فى الانتخابات، واشتهر عنه قوله فى أحد المؤتمرات: إذا صرخت سيدة مسلمة مصرية فى أى مكان وقالت «وامرساه» فسينتفض لها مرسى من قصر القبة، ويقول: لبيك يا أختاه.

شهدت هذه الفترة خلافا بين حجازى والتيار السلفى، بعد تصريحه فى أحد المؤتمرات قائلا: «السلفيون الذين أعلنوا عن تأييدهم لأبوالفتوح هم ذاتهم الذين كانوا ضد الثورة وحرموا المشاركة فيها»، واصفا إياهم بأنهم كانوا يسعون للحفاظ على ولى نعمتهم، حسنى مبارك، الذى يدينون له ولنظامه بإطلاق أيديهم فى العمل فى المساجد».

وكذلك بمجرد انكشاف زيارة الشيخ ياسر برهامى لأحمد شفيق، بعد ظهور نتائج الانتخابات، شن حجازى هجوما شرسا عليه، قائلا فى برنامجه «فضفضة» بقناة الناس: أنت لم تذهب لحقن الدماء، ولكنك ذهبت لطلب الأمان من شفيق بعد أن ينجح، ومنع اعتقال السلفيين، وإبقاء المادة الثانية للدستور، وتعرفوا نصيبكم كام لما يبقى رئيس جمهورية.

وأتى الرد السلفى على لسان الشيخ عبدالمنعم الشحات، الذى ذكره بزيارته للقذافى التى لم يعيره بها أحد.

دعم صفوت الرئيس مرسى فى كل قراراته، حتى أنه كتب على حسابه بموقع تويتر «والله ثم والله لو نزلت ملائكة من السماء، ووضعت دستور مصر لرفض من فى التحرير».

فى مليونية الشرعية والشريعة، وقف حجازى يهتف على المنصة: ياللا يا مرسى قولها قوية.. قراراتك كلها ثورية.

خالد عبدالله..فتاوى لوم الضحيةبطاقة شخصية:

خالد عبدالله مصطفى، ولد فى 3 سبتمبر 1964، بالقاهرة

خريج كلية الهندسة جامعة القاهرة.

يلقى دروسا دينية ببعض المساجد ومقدم برامج على قناة الناس الفضائية.

قبل الثورة لم يكن لخالد عبدالله شهرة تذكر خارج جمهور قناته السلفية، الذين كانوا يشاهدون هجومه على عمرو خالد ومعز مسعود ومصطفى حسنى.

أتت الثورة لتحمل التغيير الأهم فى خطابه الذى وصل بشهرته إلى مصر كلها، وهو هجومه المستمر على معارضى المجلس العسكرى، ثم الإخوان، وتحديدا شخص الدكتور محمد البرادعى الذى أفرد له مساحات كبيرة من حلقاته، اتهمه خلالها مرارا وتكرارا بالعمالة، وبالتواطؤ فى الحرب على العراق، وبالعلمانية. كما هاجم أعضاء حركة 6 أبريل متهما إياهم بالتمويل والعمالة.

أشهر مواقفه على الإطلاق هو تعليقه على سحل وتعرية فتاة التحرير فى مثل هذه الأيام من العام بالماضى بأحداث مجلس الوزراء، حيث ألقى باللوم على ملابسها، وتساءل «إيه اللى وداها هناك؟».

كما قرأ ما كتبه البرادعى مستنكرا لما حدث، فعلق عليه ساخرا وهو يضحك «يا واد يا مؤمن»، لتتحول العبارتين إلى أشهر العبارات فى الإعلام المصرى.

كانت مواقفه الحادة ضد المعارضين ظاهرة منذ وقت مبكر، فقبل جولة الإعادة حين ثار الكلام عن تشكيل مجلس رئاسى مدنى من مرشحى الثورة بمن فيهم الدكتور مرسى، خوفا من التزوير لشفيق، قال باستهانة: «من هم هؤلاء الناس كى يشكلوا مجلسا رئاسيا مدنيا؟ هيا دى بلاوى الانتخابات التى رضينا بها»، ولم يفوت كالعادة الهجوم على البرادعى، «أنا مش فاهم حكاية الدكتور البرادعى وموضوعه، فهو لا حضر الانتخابات، ولا ليه دعوة بمصر، ولا يعرف حاجة عن مصر، وعايش حياته كلها مترف منعم» معتبرا وصف البرادعى كمحرك للثورة بأنه «فيلم هندى».

كان خالد عبدالله أول من أثار قضية الفيلم الأمريكى المسىء، بل انفرد فى الإعلام كله بكونه الوحيد الذى عرضه على الشاشة، مما أدى لمطالبة بعض النشطاء بمقاضاته بتهمة إثارة الفتنة الطائفية.

لكن القضاء قال كلمته بخصوصه فى قضية أخرى، فقد أصدرت محكمة القضاء الإدارى يوم 3 نوفمبر حكما بوقف بث برنامجه ومنع ظهوره على الشاشة لمدة 25 يوما، فى قضية كان قد رفعها العقيد عمر عفيفى المقيم بأمريكا، بسبب هجوم خالد عبدالله عليه إبان أحداث محمد محمود متهما إياه بتحريكها، وواصفا إياه بأنه لا يصلح للعمل فى جهاز أمنى، وأنه تم طرده منه، وأنه له علاقات بالولايات المتحدة الإرهابية، وبالمنظمات الغربية المشبوهة، وأنه يحصل على 5 ملايين جنيه تمويلا كل عام، وهو ما لم يقدم عليه دليلا.

رغم ما حدث استمر خالد عبدالله على السياق ذاته، حتى أنه فى أثناء فترة منعه قال فى مداخلة هاتفية قبل مليونية الشرعية: «لو التقينا بالعلمانيين هنحرقهم».

كما طالب الرئيس مرسى بإلقاء القبض على حمدين صباحى، وممدوح حمزة، والبرادعى، وعمرو موسى، والسيد البدوى، وسامح عاشور، ممن وصفهم بالمتآمرين والمتورطين فى الاعتداء على أنصار الرئيس أمام قصر الاتحادية، ووجه رسالة تهديد إلى صباحى والبرادعى، قائلا «إن لم ترجعوا عما تفعلون سترون أياما أسود من الليل».

فى مليونية الشرعية والشريعة، قال عبدالله: «نحن نخوض معركة فاصلة مع القوى الليبرالية والعلمانية من أجل تطبيق شرع الله.. وإن اتحدت كل القوى ضد تطبيق الشريعة فلن يهزوا لنا ساكنا».

محمد عبدالمقصود.. السلفية بنكهة إخوانية

بطاقة شخصية:

محمد عبدالمقصود محمد عفيفى.

ولد فى 14 يوليو 1947 بمحافظة المنوفية.

تخرج فى كلية الزراعة جامعة الأزهر، وحمل الماجستير والدكتوراه منها

يعمل دكتورًا مهندسًا بمعهد البحوث ووقاية النباتات

«ما حدث من ثورة ليس خروجًا على الحاكم.. إنما تغيير للمنكر باللسان، والأمر المجمع على تحريمه هو أن نخرج على الحاكم بالسلاح». كانت هذه هى كلمات الشيخ محمد عبدالمقصود للشباب المتحلقين حوله بسعادة فى ميدان التحرير يوم 2 فبراير، ليكون منفردا وسط كل الرموز السلفية باتخاذ موقف الانحياز الواضح للثورة.

ولا يبدو ذلك الموقف بعيدا عن حياة الشيخ، التى كان فيها من رواد السلفية الحركية، وأقرب للإخوان.

لا ينسى محبو الشيخ أنه حين اعتقل عام 2006 مع 82 من تلاميذه فى قضية تتهمهم بتجهيز شبكة تقوم بتسفير الشباب للجهاد فى العراق، عرض عليه الأمن أن يخرج مراعاة لسنه ومقامه، فرفض الخروج بدون تلاميذه، وهو ما حدث بعدها بتسعة أشهر.

بعد الثورة كان الشيخ من رواد العمل الحزبى السلفى، فأنشأ حزب الأصالة، لكنه أوكل رئاسته لأخيه اللواء المتقاعد عادل عبدالمقصود، لأن الشيخ لا ينبغى له أن يتحزب.

انضم الشيخ إلى الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، التى تم انشاؤها بعد الثورة مباشرة، وهى المعروفة بقربها من الإخوان، حتى أن خيرت الشاطر عضو بها، وأمينها العام هو السلفى محمد يسرى مرشح حزب الحرية والعدالة فى مدينة نصر، المدعوم من خيرت الشاطر.

ولعل ذلك هو سبب اتساق مواقفه دائما معهم، فالشيخ هاجم جمعة 27 مايو التى أطلق عليها موقع الإخوان «جمعة الوقيعة»، معتبرا إياها «دعوة باطلة يقوم بها الاقباط والعلمانيون أى المعادون للدين، لجعل الفوضى هى الاصل، والاطاحة بالمجلس العسكرى تعتبر خيانة لاشك فيها، وهم لايزالون على ما عندهم من بطء اهلا للثقة والاستمرار».

لكن موقفه من المجلس العسكرى بدأ يهتز مع مرور الوقت، حتى أنه تحدث بصراحة فى برنامجه فى أكتوبر 2011 عن تلقيه ورقة من مدير القناة تطلب عدم انتقاد المجلس العسكرى بأمر هيئة الاستثمار، واستنكر ذلك، قائلا «المجلس العسكرى ليسوا ملائكة وليسوا معصومين وهناك فارق بين الهجوم على المجلس العسكرى وهذه ليست طريقتنا وبين انتقاد أمور أو استغراب أو اندهاش».

ثم فى شهر ديسمبر أثناء أحداث مجلس الوزراء صرح الشيخ بأن المؤتمر الصحفى للجيش غير مقنع، وان المجلس العسكرى هو المسئول عن التجاوزات ما لم يكشف الطرف الثالث الأدلة بشفافية.

حين أتى وقت الانتخابات الرئاسية وقف عبدالمقصود موقفا مختلفا عن أغلب الرموز السلفية، الذين إما دعموا أبوالفتوح كالمنتمين لحزب النور وللدعوة السلفية، او التزموا الحياد.

أعلن الشيخ انحيازه الكامل للإخوان، وقال إن تراجعهم عن قرار عدم الترشح لا بأس به بسبب ظهور مستجدات، وأيد خيرت الشاطر معتبرا أنه «قد يكون هو السبب فى إقامة المشروع الإسلامى». وقال «الله عز وجل حمى الثورة بالإخوان فى الوقت الذى ظل فيه السلفيون يطلقون البيانات بتحريم التظاهرات والخروج على الحاكم».

وخلال حوار له ببرنامج «مصر تقرر» على قناة الحياة، انتقد أتباع أبواسماعيل واصفا إياهم بأنهم فى حالة هوس، ويمارسون الإرهاب الفكرى، مشيرا إلى انه فى حال سحب ترشح أبواسماعيل فإن بعضهم لن يصوت للشاطر.

بعد رفض ترشح الشاطر بسبب وجود أحكام عسكرية عليه، أيد عبدالمقصود فورا محمد مرسى، وظهر معه فى عدة مؤتمرات انتخابية، واصفا إياه بأنه «المرشح الإسلامى الوحيد»، وقال إن الحديث عن أن أبوالفتوح مرشح إسلامى هو «ضحك على الذقون».

وفى الأزمة الأخيرة أعلن عبدالمقصود تأييده لقرارات الريس وللدستور بشكل كامل، رغم موقفه المعلن السابق قبل انتخابات الرئاسة من اشتراط اضافة كلمة «أحكام الشريعة» للمادة الثانية.

ذهب الشيخ إلى مليونية الشرعية والشريعة، لكنه لم يتحدث فيها، ثم ألقى خطابا بعدها بأيام على مؤيدى الرئيس أمام رابعة العدوية قال فيه إنهم يجب شرعا ان يدعموا الرئيس مرسى، قائلا ان من أهان السلطان فقد أهان الله ووصف المنسحبين من التأسيسية بالرويبضة، كما هاجم رموز المعارضة قائلا «إن العميل الأمريكانى والعميل الشيعى وثالثهم كلبهم يريدون أن يسرقوا منا عروبتنا وإسلامنا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.