أعلنت «الرابطة الوطنية لحماية الثورة»، وهي منظمة غير حكومية محسوبة على حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، أنها ستنظم تظاهرة، السبت في العاصمة تونس، للمطالبة بمحاكمة صديق سابق للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، يواجه تهمة "التآمر على أمن الدولة". وقال هشام كنو، عضو الهيئة المديرة للرابطة لفرانس برس: "التظاهرة تهدف إلى المطالبة بمحاكمة كمال اللطيف باعتباره الرمز الأول للفساد منذ فترة حكم بن علي".
ودعت الرابطة عبر صفحتها في "فيسبوك" التونسيين إلى التظاهر، وقالت إنه من المتوقع خروج تظاهرات في عدة مدن تونسية للمطالبة بمحاكمة اللطيف.
والشهر الماضي، أقام محام تونسي دعوى قضائية ضد كمال اللطيف اتهمه فيها ب"التآمر على أمن الدولة"، وهي جريمة تصل عقوبتها في القانون التونسي إلى الإعدام.
وقال اللطيف في تصريحات صحفية: إنه "لا يعلم من أين جاء المحامي بهذه التهمة".
وأصدر القضاء التونسي قرارا بمنع اللطيف من السفر، وكان اللطيف مقربا من الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي خلال السنوات الأولى من حكمه، ثم فقد حظوته لديه لأنه أراد الاعتراض على زواج بن علي من ليلى طرابلسي.
وقال مراقبون، إن رابطة حماية الثورة تريد بدعوتها إلى التظاهر تحويل وجهة الرأي العام عن مهاجمتها الثلاثاء الماضي مقر الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر مركزية نقابية في تونس)، وقرر الاتحاد تنظيم إضراب عام يوم 13 ديسمبر الحالي.
وطالب السلطات، بحل الرابطة التي قال في بيان، إن: "الأحداث التي عاشتها بلادنا في الأشهر الأخيرة، أثبتت أنها (الرابطة) ميليشيات تتحرك بأمر من الحزب الحاكم للاعتداء على كل من يخالفه الرأي".
ورفض راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة حل رابطة حماية الثورة، وقال في مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي: "أنا أدافع عن رابطة (حماية) الثورة لأنها منتج من منتجات الثورة، وهم مستقلون وليسوا تابعين لأي جهة".
ويقول معارضون، إن رابطة حماية الثورة التي حصلت على ترخيص قانوني بعد وصول حركة النهضة إلى الحكم، تضم نشطاء سابقين في حزب "التجمع" الحاكم في عهد بن علين وأنهم أسسوا هذا التنظيم "للركوب على الثورة".
وتورط محسوبون على الرابطة في أعمال عنف استهدفت صحفيين وسياسيين ونشطاء حقوق إنسان معارضين للحكومة.
وتشير وسائل إعلام إلى، أن كمال اللطيف يدعم حزب نداء تونس، الذي أظهرت استطلاعات للرأي أنه المنافس الأول لحركة النهضة في الانتخابات القادمة، وينفي اللطيف هذه المعلومات.