استنكرت جبهة الإنقاذ الوطنى دعوة الرئيس محمد مرسى للاستفتاء على الدستور منتصف الشهر الجارى، ووصفوه بالدستور ال«باطل» الذى سيعصف بحقوق المصريين وحرياتهم. ودعا عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر، جبهة الإنقاذ الوطنى لاجتماع عاجل بمقر حزب الوفد لم يبدأ حتى مثول الجريدة للطبع وذلك لبحث تداعيات الدعوة لإجراء استفتاء شعبى على مشروع الدستور يوم 15 ديسمبر الجارى، ومناقشة آليات العمل من أجل عدم تمرير الدستور بصيغته الحالية.
وعلمت «الشروق» من مصادر مطلعة ب«الجبهة» أن موسى يرفض فكرة مقاطعة الاستفتاء، لأنها غير مجدية ولن تدعم موقف الرافضين للدستور بأى شكل، ومن المحتمل أن يتدارس أعضاء جبهة آليات أخرى كحشد المواطنين للتصويت ب«لا» على الدستور، ما لم يتم التوصل لاتفاق مع الرئيس حول البنود التى تتحفظ عليها الجبهة.
وتعجب موسى من دعوة الرئيس القوى السياسية إلى الحوار، بالتزامن مع الدعوة للتصويت على الدستور، فى الوقت الذى يشن فيه حزب الحرية والعدالة حربا شرسة ضد المعارضين ووصل الأمر إلى تخوينهم وتكفيرهم، متسائلا «ما هو موقف الرئيس من هذه الادعاءات التى نسمعها، فمازلنا نسمع رأيا من هنا ورأيا مختلفا من هناك»، مطالبا إياه ب«تحديد موقفه الذى مازال يحمل الإبهام بل والتناقض».
وقال موسى «استمرار الوضع بهذا الشكل سيؤدى لتمرير دستور متعثر جدا حيث لا يمكن أن يؤدى إلى سلام اجتماعى ولا إلى دستور مقبول ومدعوم من مختلف طوائف الشعب»، مؤكدا أن «السلام الاجتماعى مهدد فى ظل صياغة الدستور بهذه العجلة».
من جانبه، علق محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور على كلمة الرئيس محمد مرسى خلال تسلمه مشروع الدستور من الجمعية التأسيسية بقوله «يتحدثون عن هيبة الدولة واستقلال القضاء ثم يحاصرون ويهددون الدستورية.. عن أى دولة يتحدثون؟ وبأى هيبة يتشدقون؟ شتان بين الديمقراطية والغوغائية».
وتابع على حسابه الشخصى بالموقع الاجتماعى «تويتر»: الدكتور مرسى يطرح للاستفتاء مشروع دستور يعصف بحقوق المصريين وحرياتهم.. يوم بائس وحزين، وكأن ثورة لم تقم وكأن نظاما لم يسقط.. الحق سينتصر.
وانتقد عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب مصر القوية والمرشح السابق للرئاسة على حسابه الشخصى ب«تويتر»، دعوة الرئيس للاستفتاء على الدستور قائلا «الرئيس لم يف بوعده فى العمل على إطلاق دستور توافقى.. الدعوة للاستفتاء على دستور دون توافق إصرار على تقسيم الوطن وترسيخ انقسام المجتمع».
فيما قال أحمد إمام، عضو لجنة الاتصال السياسى بالحزب «إن المكتب السياسى للحزب سيجتمع لتحديد موقفه سواء بالامتناع أو التأييد أو الرفض فى الاستفتاء على الدستور»، وأشار «نرى أنه حتى الآن لا تغييرات حدثت حتى يحدث تغير فى موقفنا».
وفى سياق متصل أدان حزب الدستور فى بيان له أمس «إقدام الرئيس محمد مرسى على دعوة المصريين للاستفتاء على مشروع الدستور»، معتبرا أن «هذه الدعوة تدفع مصر نحو أزمة لم تشهدها البلاد من قبل على مدى تاريخها».
وأكد الحزب فى بيانه «تصميمه على الاستمرار فى العمل من أجل إسقاط مشروع الدستور الحالى بكل الوسائل السلمية الممكنة، وفى الدفاع عن حقوقنا المشروعة التى رفعها الشعب المصرى فى ثورة 25 يناير 2011 عيش، حرية، عدالة اجتماعية».
وجدد الحزب تأكيده «التمسك بالنقاط التى وردت فى البيان الذى ألقاه البرادعى بميدان التحرير مساء الجمعة الماضية، وعلى رأسه ضرورة العودة إلى الأوضاع التى كانت قائمة قبل الإعلان الدستورى، والدخول فورا فى حوار وطنى جاد واعتبار مشروع الدستور الحالى فاقد للشرعية».
كما أعلن الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى رفضه التام لدعوة الرئيس محمد مرسى للاستفتاء على مشروع الدستور الذى أقرته الجمعية التأسيسية التى وصفها ب«الباطلة»، واعتبر أن الدعوة للاستفتاء على الدستور تأتى لتكمل «مسلسلا هزليا بدءا بتشكيل باطل للجمعية التأسيسية، وإصرار على سيطرة فصيل سياسى واحد عليها، وغياب تام للشفافية فى عملها خاصة فى جلساتها الأخيرة، وتحكم فى قراراتها من مكتب الإرشاد».
وأكد الحزب رفضه التام للإعلان الدستورى الذى أصدره رئيس الجمهورية، ولمشروع الدستور الذى اعتمدته الجمعية الباطلة، كما يرفض الاعتداء على القضاء، ويرفض دعوة الرئيس للاستفتاء على الدستور فى ظروف توشك أن تدخل بالبلد فى حالة من الصراع والانقسام يتحمل رئيس الجمهورية وحزبه وجماعته المسئولية عنها بالكامل، وشكك فى إمكانية إجراء استفتاء نزيه، مشيرا إلى تأييده كل المبادرات والجهود الرامية إلى إيجاد بديل توافقى.
ووصف خالد على، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، الدعوة للاستفتاء على الدستور، بأنها «اغتيال متعمد لأهداف الثورة»، معتبرا أن الإسراع بالدعوة للاستفتاء على الدستور على هذا النحو «تعد اغتيالا عمديا لأهداف الثورة، وإصرارا على تعميق أزمة الوطن، وترسيخا للانقسام المجتمعى».
وقال الناشط وائل غنيم «انتقلنا من مرحلة «خليهم يتسلوا»، مرورا بمرحلة «قوتنا فى وحدتنا»، إلى مرحلة «موتوا بغيظكم».. التاريخ لن يرحم.
وقال البرلمانى السابق عمرو حمزاوى، إن رئيس مصر المنتخب يستهين بشعبها ويفقد شرعيته، ويدعو للاستفتاء على دستور غير توافقى يعصف بالحقوق والحريات، واصفا الدعوة للاستفتاء على مسودة الدستور بأنها «انقلاب» جديد على الديمقراطية، مطالبا الشعب بالمقاومة.
كما دعا الكاتب الدكتور علاء الأسوانى، عضو مؤسس حزب الدستور، المتظاهرين وكل جموع الشعب المصرى إلى تطوير الاعتصام إلى إضراب عام شامل، ومحاصرة قصر الرئاسة.
وأضاف «من يريد أن يذهب إلى الاستفتاء مع احترامى هل يتصور أن الإخوان يتورعون عن التزوير؟، هل يتصور أن مرسى سيعلن أن الناس رفضوا الدستور؟.. لا أعتقد، فالمقاطعة لا تعنى جلوسنا فى المنزل، والمقاطعة سيصاحبها إضراب عام شامل مع محاصرة القصر الرئاسى حتى نجبر مرسى على الانصياع لمطالب الشعب».
ووجه الأسوانى رسالة لاذعة للدكتور محمد مرسى عبر حسابه على «تويتر» قائلا: «يا مرسى إعلانك باطل ولجنتك التأسيسية باطلة ودستورك باطل واستفتاؤك باطل، يا مرسى بديع والشاطر يأمران فتطيع، لكن مصر أكبر منك ومن مكتب الإرشاد».
وخاطب الأسوانى الذين يقولون إن حكم الإخوان صعب خلعه قائلا «أذكرهم بيوم 24 يناير، كان مبارك أقوى حاكم عربى، لديه جيش وشرطة وأدوات قمع جبارة ورضا دولى، أين هو الآن؟».
وأضاف الأسوانى «لن اشترك فى استفتاء باطل على دستور باطل كتبته لجنة باطلة حصنها مرسى بإعلان دستورى باطل، يا إخوان لم تخجلوا بعد من استفتاءات الزيت والسكر».
وأكد الناشط وائل خليل، عضو الجبهة الوطنية لاستكمال الثورة أن «لا» القادمة لن تكون فقط للاعتراض على مواد فى الدستور، ولكن ستكون أيضا احتجاجا على الأداء السياسى للرئيس مرسى وللإخوان، مضيفا «وعلى نفسها جنت براقش، لا للاستبداد والهيمنة.. كلمة واحدة.. لا».