اتهمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسرائيل، اليوم السبت، بخرق التهدئة الهشة التي جرى التوصل إليها في 21 نوفمبر بوساطة مصرية في غزة، بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية فلسطينيا كان يشارك في احتجاج عند السياج الحدودي للقطاع. وأكد مسؤولون طبيون، أن القتيل الفلسطيني، كان واحدًا بين ستة فلسطينيين أصيبوا بجروح إثر إطلاق النار عليهم أثناء مظاهرة، أمس الجمعة، قرب مدينة رفح الجنوبية، وتوفي متأثرًا بجروحه في وقت لاحق في المستشفى.
وزعم الجيش الإسرائيلي، أن هؤلاء الفلسطينيين حاولوا تخريب السياج الحدودي، وأن جنوده أطلقوا النار على أرجلهم بعد أن حاولوا تحذيرهم أولا للابتعاد عن السياج.
ووصفت حكومة حماس في قطاع غزة الحادث، بأنه خرق للتهدئة التي توسطت فيها القاهرة لإنهاء تصعيد في القتال عبر الحدود، الشهر الماضي، ووصفت الحركة أيضًا إلقاء القوات البحرية الإسرائيلية القبض على تسعة صيادين فلسطينيين يوم الأربعاء الماضي، بأنه انتهاك للتهدئة.
وأشار سامي أبو زهري، المتحدث باسم حماس، أن الحركة ناقشت الأمر مع مسؤولين مصريين من أجل ضمان وقف تلك الانتهاكات، وكان السماح للفلسطينيين بالاقتراب مسافة أكبر من السياج القائم على حدود غزة وزيادة المساحة المسموح فيها بالصيد في المياه الخاضعة لحراسة مشددة من إسرائيل، من بين الشروط التي طرحتها حماس وغيرها من الفصائل المسلحة في محادثات القاهرة.
ولم يشر أبو زهري في تصريحاته، إلى أن حركته تريد التخلي عن التهدئة، وأسفر القتال الذي استمر ثمانية أيام الشهر الماضي عن مقتل 166 فلسطينيًا، بينما قتلت الصواريخ التي أطلقت من غزة ستة إسرائيليين، واتسم رد فعل حركة الجهاد الإسلامي بنبرة أكثر تهديدًا من حماس، حيث قالت في بيان إن "استمرار الخروقات بهذا الشكل السافر سيضع التهدئة في مهب الريح، وسيدفع فصائل المقاومة للرد عليها بالطريقة التي تراها مناسبة".
وأوضحت إسرائيل بدورها، استعدادها لتخفيف إجراءاتها العسكرية حول قطاع غزة، ما لم يشكل الفلسطينيون تهديدًا، وعلق الجيش فرض المنطقة العازلة بعد تهدئة الحادي والعشرين من نوفمبر، لكنه قتل فلسطينيًا آخر في احتجاج مماثل عند السياج بعد يومين.