سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجدى وصفى مدير شئون الدعم ب«التموين» ل«الشروق»:30% من الدعم يباع فى السوق السوداء ..وترشيده يوفر 8 مليارات جنيه للدولة تنقية البطاقات التموينية يخرج فئات كثيرة تحصل على الدعم دون حق و«كوبونات» البوتاجاز نجحت
دافع مدير الإدارة العامة لشئون الدعم بوزارة التموين والتجارة الداخلية، مجدى وصفى، عن توجه وزارته العازم على «ترشيد الدعم»، المقدم للسلع التموينية، والوقود، رافضا الربط بين هذه الإجراءات التى يسمح فيها بصرف السلع المدعمة ب«البطاقات الذكية»، واشتراطات صندوق النقد الدولى لإقراض مصر 4.8 مليار دولار. وقال وصفى فى حواره ل«الشروق»: «الدعم سيصل لمستحقيه الفعليين، من خلال تقنين الكميات المناسبة لاستهلاك الفرد من السلع المدعمة»، مؤكدا أن 30% من السلع المدعمة يتم تسريبها للسوق السوداء، وتقوم النيابة بالتحقيق فى عدد من القضايا، مع تكثيف الحملات الرقابية لضبط المتلاعبين، وانتهى إلى القول: «تجربة توزيع البوتاجاز بالكوبون نجحت فى المحافظات التى طبقت فيها، وأنه سيتم تطبيقها فى محافظتى الإسماعيلية وبنى سويف.. وإلى نص الحوار:
• بداية.. حدثنا عن حجم الدعم المقدم للسلع التموينية والوقود؟
- إجمالى دعم السلع التموينية، يصل إلى 170 مليار جنيه شاملة رغيف الخبز، والسلع الغذائية المقررة بالبطاقات التموينية، مثل السكر والأرز والزيت والشاى، بجانب دعم المواد البترولية، مثل، السولار والبوتاجاز والبنزين بأنواعه. أما المواد البترولية فتحصل على نصيب الأسد من الدعم، بمبلغ 110 مليارات جنيه، ويليه رغيف الخبز ثم سلع البطاقات التموينية، لكن تظل عندنا بعض المشاكل المرتبطة بالدعم.
• ماهى؟
- أهم مشكلات الدعم، تتمثل فى إهدار كميات كبيرة من السلع المدعة، وسوء الاستهلاك والتهريب للسوق السوداء.
• وكم تبلغ الكميات المهربة للسوق السوداء؟
- تتراوح الكميات المسربة للسوق السوداء فى جميع السلع بين 20 و30% سواء فى الوقود أو الخبز أو المقررات التموينية الأخرى.
• وما دور وزارة التموين فى مواجهة هذه الظاهرة؟
- وزارة التموين تكثف من حملاتها الرقابية لضبط المتلاعبين، وبالفعل تحول العديد من القضايا للنيابة يوميا، وتعمل الوزارة الآن على ترشيد الدعم وليس إلغاءه؛ وذلك لوصوله لمستحقيه الفعليين، من خلال تقنين الكميات المناسبة لاستهلاك الفرد من السلع المدعمة من خلال صرفها بالبطاقات الذكية بالسعر المدعم، وبذلك يحصل كل مواطن على حقه بسهولة وكرامة.
- بداية أؤكد أنه لن يتم الغاء الدعم. والغرض من الترشيد القضاء على السوق السوداء، والفاقد فى الدعم، وذلك من خلال عدة آليات تتمثل فى توزيع البوتاجاز بالكوبونات، على مستوى الجمهورية، وهو الأمر الذى سيوفر على ميزانية الدولة أكثر من 4 مليارات جنيه سنويا.
ونظام الكوبون سيحدد حصص المستودعات من البوتاجاز، ويتيح للأسرة المكونة من 3 أفراد الحصول على اسطوانة بوتاجاز شهريا بسعر 5 جنيهات، أما الأسرة المكونة من أكثر من 5 أشخاص فتحصل على اسطوانتين، وتباع الأسطوانة خارج نظام الكوبونات، ب 25 جنيها للأسطوانة الصغيرة، و50 جنيها للكبيرة، وبالتالى سيتم توفير أكثر من 40٪ من الأسطوانات التى تذهب لمزارع الدواجن، ومصانع الطوب، والمطاعم، والفنادق السياحية.
والآلية الثانية، لبيع الدقيق لأصحاب المخابز بالسعر الحر أيضا، هى تحرير أسعار الدقيق عن طريق شراء المطاحن للقمح بسعر السوق الحرة وتبيع المخابز الخبز للحكومة بسعر التكلفة الحقيقى، لتبيعه الحكومة ممثلة فى شركة المصريين لتوزيع الخبز أو من خلال الجمعيات الأهلية أو المحليات للمواطنين بسعر 5 قروش دون زيادة فى الأسعار؛ وبذلك يتم القضاء على بيع الدقيق بالسوق السوداء بعد القضاء على وجود سعرين للسلعة، الأمر الذى سيؤدى إلى توفير أكثر من مليون ونصف مليون طن سنويا من القمح، أى ما يزيد على 3 مليارات جنيه، فضلا عن القضاء على مافيا تهريب الدقيق، خاصة انه أكثر من 60% من انتاج الخبر المدعم، فئة ال5 قروش، يذهب إلى أعلاف البهائم، لأنه أرخص سعرا من الأعلاف التى يصل سعر الطن الآن إلى أكثر من 4400 جنيه للطن خلال الشهر الجارى، على إثر ارتفاع أسعار الذرة الصفراء وفول الصويا عالميا، والآلية الثالثة تنقية البطاقات التموينية الخاصة بالسكر والأرز والزيت وحصرها حصرا دقيقا ليصل الدعم للمستحقين الفعليين، وهذا الاجراء يوفر نحو مليار جنيه، حيث إنه بعد الحصر الجيد سيخرج الكثير من المستفيدين من منظومة الدعم مثل أساتذة الجامعات وطبقات اخرى من المجتمع تتعدى دخولها الشهرية أكثر من 2000 و3 آلاف جنيه، بالإضافة إلى أنه سيحد من تلاعب البقالين التموينيين الذين يزورون بطاقات كثيرة للحصول على السلع المدعمة وبيعها بالسوق الحرة.
• وكم يوفر ترشيد الدعم لميزانية الدولة؟
- يوفر نحو 8 مليارات جنيه، فضلا عن أنه سيتم البدء قريبا فى منظومة الكروت الذكية لتوزيع السولار والبنزين، الذى سيوفر مزيدا من الأموال التى تصرف فى دعم الطاقة، فضلا عن ذلك فالوزارة تسعى خلال الفترة المقبلة فى المضى فى تحرير أسعار الدقيق ونظام الكوبونات بالنسبة للبوتاجاز ونظام الكروت الذكية بعد أن يتم الاتفاق النهائى مع وزارة البترول.
• التموين تعتزم تطبيق تحرير الخبز فى محافظة بور سعيد، ماذا تم فى هذه التجربة؟
- لم يتم تطبيق التجربة لعدم تحديد تكلفة الخبز، والجدل الدائر حولها الآن بين أصحاب المخابز والوزارة، وبعد بدء التطبيق فى بورسعيد سيتم تقييم التجربة لتعميمها فى باقى المحافظات، وتجربة تحرير الخبز فى حالة تطبيقها ستقضى نهائيا على تهريب الدقيق، وذلك أن سبب تهريب الدقيق يرجع إلى حصول المخابز على الدقيق بسعر 160 جنيها للطن، رغم أن سعره فى السوق الحرة يبلغ 2250 جنيها، وكذلك الأمر بالنسبة للمطاحن، حيث تحصل على القمح بسعر 450 جنيها للطن، فى حين أن سعره الحقيقى يصل إلى 2800 جنيه للطن، الأمر الذى يتطلب ضرورة إعادة هيكلة نظام إنتاج الخبز البلدى المدعم بما لا يحمل المواطن أى زيادة فى سعر الرغيف، وأن الوزارة قامت بتشكيل 3 لجان لتحرير صناعة الدقيق، على أن تحصل المخابز على الدقيق بسعر 2220 جنيها للطن، وأن تحصل المطاحن على القمح ب 2775 للطن، وذلك لضمان إنتاج الدقيق المدعم ثم تقوم الحكومة بشراء الخبز من المخابز بتكلفته الحقيقية وبيعه للمواطنين بسعره المدعم 5 قروش للرغيف، وتم اختيار تجربة تحرير الدقيق بمحافظة بورسعيد لأنها تضم 82 مخبزا ومطحنين فقط، وبالتالى يسهل السيطرة عليها.
• وما تقييمك لتجربة توزيع البوتاجاز بالكوبونات فى 5 محافظات؟
- بداية هى ليست كوبونات وإنما هى عبارة عن كروت، وتتم من خلال تسجيل كل أسرة مقيدة تموينيا أو غير المقيدين تموينيا، ما عدا الذين يتمتعون بخدمة الغاز الطبيعى، لدى البقالين التموينيين وربطهم على المستودعات الواقعة بدائرة سكنهم، ويتم التوزيع من خلال المستودعات أو التنمية المحلية والجمعيات الأهلية لتنظيم عملية توزيع الاسطوانات المنزلية بحيث تحصل الأسرة على اسطوانة واحدة كل 20 يوما.
وبشكل عام التجربة نجت فى المحافظات الخمس وهى المنوفية والمنيا والجيزة وسوهاج، ومن المتوقع تطبيقها فى محافظات أخرى خلال الفترة المقبلة.
• وماهى المحافظات المخطط البدء فيها فى المرحلة القادمة؟
- الوزارة تخطط الآن لبدء التجربة فى محافظة الإسماعيلية ومحافظة بنى سويف، وبعد التطبيق الثانى للتجربة ودراسة سلبياتها وإيجابياتها سيتم تعميمها على مستوى الجمهورية.
• يتوقع البعض أن يتم تزوير الكوبونات على غرار تزوير العملات؟
- لن يتم التزوير نظرا لأن الكوبونات مؤمنة تأمينا تاما بأكثر من طريقة ما بين علامة مائية مرئية وغير مرئية ونوع الورق الذى يصنع منه الكوبون.