يفتتح مسرح الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، بعد غد الأربعاء، موسمه المسرحي الرئيسي بالمسرحية الكوميدية الاجتماعية «الناس اللي تحت» لنعمان عاشور، من إخراج محمود اللوزي، أستاذ الدراما بالجامعة. تعتبر مسرحية «الناس اللي تحت» نقطة تحول في التجربة المسرحية المصرية، لأحد أهم الكتاب المسرحيين الأكثر تأثيرا في القرن العشرين. وقال اللوزي: "إن هذا المسرحية موجهة للشباب إلى حد كبير، حيث إنها تركز على أحلامهم وتطلعاتهم، فضلا عن إحباطاتهم".
وأضاف، "أعتقد أنها ستضرب على وتر حساس مع الجمهور المعاصر على الرغم من أنها كانت مكتوبة منذ أكثر من 50 عاما مضت."
ويواصل اللوزي حديثه: "بعد عقود من الاقتباس من الدراما الغربية والأحداث التاريخية، قدم عاشور هذه المسرحية الواقعية عام 1956 لتعكس واقع المجتمع المصري، فكانت «الناس اللي تحت» أول إنتاج لمناقشة المشاكل الاجتماعية للطبقة المتوسطة والفقراء والشباب بجرأة، وذلك باستخدام اللغة العامية وخلطها بالسخرية والكوميديا".
وتدور أحداث المسرحية في بدروم حول العلاقة بين الأغنياء والفقراء في مصر بعد ثورة 1952، وتتناول ساكني هذا البدروم وصراعاتهم مع مالك الأرض الذي يحاول طردهم. تضم المسرحية شخصيات من مختلف الطبقات الاجتماعية والاقتصادية وتوضح تحركات بعد الثورة التي دعت إلى العدالة الاجتماعية، كما تصور أيضا تطلعات الشباب الذين يرغبون في خلق حياة جديدة لأنفسهم خالية من الماضي الاستبدادي. ويقول اللوزي: "أي مسرحية جيدة وصلبة لها صلة بحياة الجمهور، ولكن هذا الإنتاج خاصة يحكي قصة مصر في لحظة التحول، والتي ترتبط إلى حد كبير بالوضع الحالي".
جدير بالذكر، أن هذه ليست المرة الأولى لعرض المسرحية، بل أنه في عام 1960 تم إنتاج المسرحية كفيلم سينمائي للمخرج كمال التلمساني وبطولة يوسف وهبي وماري منيب، كما تم عرض المسرحية عام 2007 للمخرج سمير العصفوري على مسرح قصر النيل بمناسبة الذكرى ال20 لوفاة نعمان عاشور.