مؤتمر «أريج» يناقش سبل تطوير أساليب تدريس الصحافة الاستقصائية

حث الصحافي البريطاني المخضرم تيم سيباستيان، أمس السبت، زملاء مهنته في العالم العربي على ممارسة النقد الذاتي والدفاع عن حرية التعبير كأدوات مهمة من أجل التحقيق في ممارسات أصحاب النفوذ، كما حذّر من انحسار دائرة التسامح وتقبل الآخر أمام انتشار عقلية العصابة واحتكار الحقيقة.

وقال سباستيان في ثاني أيام مؤتمر «أريج» للصحافيين الاستقصائيين العرب المنعقد في القاهرة "حرية التعبير، حرية النقد وحرية الإغضاب هي قطعا الحماية الوحيدة التي نتكئ عليها، يجب أن ندافع عنها".

المحاور الشهير، مدير الحوارات العربية الجديدة ومناظرات الدوحة سابقا ومؤسس برنامج «هارد توك»، على «بي بي سي» دعا أيضا زملاءه إلى "عدم الاعتقاد بأن التحقيق في أفعال المتنفذين سيكسبهم المزيد من الأصدقاء، على العكس، سوف تكونون عرضة للاتهامات والهجوم".

واستند الصحافي على حادثتين حصلتا مؤخرا مع «بي بي سي»، إذ امتنعت الشبكة عن نشر تقرير عن اتهامات بالتحرش الجنسي بأطفال ضد المذيع الشهير جيمي سافيل، الذي توفي العام الماضي، وفي الحادثة الأخرى نشرت الشبكة تقريرا تضمن اتهامات غير صحيحة بحق وزير بريطاني.

وتحدث عن صعوبة كسب ثقة الجمهور في معركة التحقيق، إذ يمكن لخطأ واحد أن ينسف سمعة تم بناؤها خلال سنوات من العمل الصحافي المتزن والمحترف، وتسائل سيباستيان "كيف يمكن لنا أن نبن جسور الثقة، عندما يكون الشيء الوحيد الذي يتذكره الناس هو أكبر خطأين ارتكبناهما؟".

وفي السياق ذاته، نوهت رنا الصباغ، المديرة التنفيذية لشبكة «أريج»، إلى أهمية أن يعترف الصحافيون المحترفون بأخطائهم وأن يقوموا بتصويبها، متسائلة: "كم منا كصحافيين يعترف بالأخطاء التي يرتكبها أثناء عمله؟"

وكان المشاركون قد استهلوا ثاني أيام مؤتمرهم بطاولة مستديرة جمعت أساتذة صحافة في جامعات عربية ناقشوا مع مسؤولي شبكة «أريج» سبل تطوير أساليب تدريس الصحافة الاستقصائية في كلياتهم، وعرضت شبكة «أريج» تدريب عدد من الطلاب ومساعدتهم في تنفيذ تحقيقات استقصائية مع زملاء في ميدان العمل الصحافي.

واستمرت الجلسات التقنية وورش العمل التدريبية، حيث شرح الخبير الصحفي السويدي نيلس هانسون كيفية مراجعة التحقيق الاستقصائي قبل النشر لضمان عدم الوقوع في أخطاء قانونية وكذلك حماية المصادر.

وقدم مدربا التحقيق باستخدام الكمبيوتر رعد نشيوات ومحمد عميرة نصائح حول كيفية التستر والتواري في فضاء الإنترنت، بحيث يحافظ الاستقصائيون على سرية عملهم، بينما شرح أستاذ الصحافة الاستقصائية مارك هنتر أفضل طرق سرد القصص بطريقة إنسانية شيقة.

وفي ورشة أخرى، تحدثت الصحافية المصرية عبير السعدي عن سبل التخطيط الجيد لحماية أمن وسلامة الصحافيين الاستقصائيين خلال وقبل فترة التحقيق.