لا يمكن إضافة شىء جديد على المديح الموجه إلى منظومة القبة الحديدية وإلى الذين طوروها واستخدموها. إذ تنظر الولاياتالمتحدة مثلها مثل إسرائيل بكثير من التقدير إلى هذا التطوير الإسرائيلى الذى هو من ثمار عمل رفائيل (هيئة تطوير الوسائل القتالية) والمسئولين عن الصناعات الأمنية. ويمكن القول إن القبة الحديدية هى تجسيد للعلاقات القوية بين إسرائيل وأكبر حليفة لها الولاياتالمتحدة. لقد بدأ التعاون بين إسرائيل والولاياتالمتحدة بشأن تطوير المنظومات الدفاعية ضد الصواريخ فى التسيعينيات الماضية وذلك فى الفترة التى تلت، حرب الخليج (الأولى)، ومع بروز الحاجة إلى تطوير صاروخ حيتس- 2 وحيتس- 3، والعصا السحرية، والتى كان هدفها مواجهة الصواريخ البعيدة المدى.
فى سنة 2006، عندما نشبت حرب لبنان الثانية، بقيت مستوطنات شمال إسرائيل من دون دفاع فى وجه القصف الصاروخى الكثيف لحزب الله. بعد مرور عام تعاظم القصف على بلدات جنوب إسرائيل من جانب «حماس»، وازدادت الحاجة إلى تطوير منظومة دفاعية مضادة للصواريخ القصيرة المدى. حينئذ بدأت فكرة تطوير إسرائيل لمنظومة القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى. وكما يعلم الجميع فإن تطوير مشروع من هذا النوع مكلف جدا ويفوق 200 مليون دولار، وهذا مبلغ لا تستطيع ميزانية الدفاع الإسرائيلية تحمله لوحدها.
ومن حسن حظنا الكبير أننا لم نضطر إلى تحمل هذا العبء لوحدنا، فقد وقفت إلى جانبنا حليفتنا الأقرب الولاياتالمتحدة. وهكذا فإن القسم الأكبر من تمويل مشروع القبة الحديدية جاء بواسطة القرار الذى اتخذه الكونجرس الأمريكى قبل ثلاثة أعوام تخصيص أكثر من 200 مليون دولاء لشراء أربع بطاريات من القبة الحديدية هى اليوم قيد الاستخدام، وهناك بطارية أخرى خامسة نُصت هذا الأسبوع بالقرب من تل أبيب، وبدأت فى اعتراض الصواريخ من غزة.
لقد سبق وكتبت أن القبة الحديدية لا تقوم بحماية الأرواح فقط وإنما تحول دون وقوع الحرب وتمنح متخذى القرارات مجالا أوسع للعمل الدبلوماسى، هى أيضا أفضل تجسيد للعلاقات الوثيقة التى تربط بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل