"قنديل اليوم يختلف تمامًا عن قنديل الأمس.. بعدما أصبحت تسيطر عليه علامات القلق والاكتئاب".. هكذا وصفت مصادر بمجلس الوزراء حال رئيس الحكومة الدكتور هشام قنديل أمس، مبررة ذلك بأنه يخشى من تداعيات الهجوم الشرس الذي يواجهه منذ حادثة قطار أسيوط، لاسيما هجوم قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة عليه.
وأوضحت المصادر المقربة من رئيس الوزراء، أن الفارق كبير بين هشام قنديل، الذي سافر إلى غزة بتكليف من رئيس الجمهورية، للإعلان عن دعم مصر للشعب الفلسطيني، بعد أيام من دعم الرئيس له عندما عرض برنامج حكومته خلال 3 أشهر، وبين قنديل بعد حادث قطار منفلوط الذي راح ضحيته 53 طفلاً، بالإضافة إلى المصابين.
وقالت المصادر، إن "قنديل فوجئ بحملة شديدة ضد شخصه وحكومته، وهو ما اعتبره هجومًا ممنهجًا ومنظمًا لم يتوقف عند حد وسائل الإعلام أو الفضائيات، ولكنها حملة شرسة من قبل المسؤولين في حزب الحرية والعدالة"، مؤكدة أن "الحملة الضارية سببت قلقاً وارتباكاً لرئيس الوزراء انعكس على أدائه عمله".
وطبقًا لما قالته مصادر مقربة من رئيس الوزراء، فإن "قنديل اليوم اختلف تمامًا عن قنديل الأمس، وبدت عليه حالة من الاستياء والاضطراب والقلق والاكتئاب بسبب تلك الحملة الضارية".
وبحسب المصادر، فإن "رئيس الوزراء منذ حضوره لمكتبه خلال اليومين الماضيين اعتكف أغلب الوقت داخله، واكتفى بمتابعة بعض الأمور تليفونياً"، موضحة أن "البعض نصحه بالهروب من مرمى نيران الهجوم عليه بتعديل بنود تعويضات ضحايا الحادث، التي تم الإعلان عنها، بحيث يجمع كل التعويضات التي أعلنت عنها مشيخة الأزهر، والتأمينات، والتنمية المحلية، وبنك ناصر الاجتماعي، ووزارة النقل، ومحافظة أسيوط، في حزمة واحدة تصل إلى 50 ألف جنيه للمتوفي، و12 ألفًا للمصاب".
ونقلت المصادر، رد قنديل على هذا الاقتراح، الذي نفذه في الحال، حيث قال: "مهما تم تعويض أسر الضحايا أو المصابين فإن ذلك لن يعوضهم عما فقدوه".
وقالت المصادر، إن قنديل، الذي كان يؤدي الصلاة أحيانًا بحديقة المجلس، أداها أمس بمكتبه.
وأكد المقربون منه، أن ما زاد من حزنه، الحديث عن إقالة الحكومة وتعديلها في الوقت الذي تسعى فيه مصر إلى عقد اتفاق مبدئي مع البعثة الفنية لصندوق النقل الدولي بشأن القرض الدولي، مؤكدة أنه كان من المقرر بالأمس التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق المبدئي لصندوق النقد الدولي، ولكن قنديل اكتفى بلقاء البعثة.