وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية- هيلاري كلينتون، إلى القدس أمس الثلاثاء؛ لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي- بنيامين نتنياهو، مع تزايد التوقعات بالتوصل قريباً إلى وقف لإطلاق النار يُسدل الستار على الاشتباكات بين إسرائيل ونشطاء غزة بعد ان استمرت أسبوعاً.
لكن حركة حماس -التي تدير قطاع غزة- عدلت تصريحات لأحد مسؤوليها بأن "التهدئة ستبدأ الليلة وقالت إنها ما زالت تنتظر الرد الإسرائيلي على المقترحات ولا تتوقع الآن صدور إعلان قبل غداً الأربعاء".
وكان مسؤول بالحكومة المصرية -التي تقوم قيادتها الإسلامية الجديدة بالوساطة في القاهرة- قد قال أيضاً إن من الممكن أن تبدأ التهدئة اليوم، لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن المناقشات لا تزال جارية.
وواصلت إسرائيل هجماتها الجوية، كما واصل المسلحون الفلسطينيون إطلاق الصواريخ على إسرائيل اليوم مع وصول كلينتون إلى القدس.
وقال مسؤول في حركة حماس إن "التهدئة ربما تعلن التاسعة مساء، لكن بعد مرور هذا التوقيت، قال المسؤول الكبير في الحركة- عزت الرشق "نحن لا زلنا في انتظار الرد الإسرائيلي، وسيكون الإعلان غدا إن شاء الله، لن يكون هناك مؤتمر صحفي الليلة".
وأضاف أن اتفاق التهدئة تعطل لأن الجانب الاسرائيلي لم يرد بعد على المقترحات.
وقال مسؤولون طبيون في غزة إن 27 فلسطينيا قتلوا أمس الثلاثاء، وقال الجيش والشرطة الإسرائيليان إن "جندياً ومدنياً قتلا عندما انفجرت صواريخ قرب الحدود مع غزة.
وذكرت مصادر طبية في غزة أن 134 فلسطينياً لقوا حتفهم في الهجمات الإسرائيلية منذ الاربعاء أغلبهم من المدنيين ومنهم 34 طفلا.
وقتل خمسة إسرائيليين إجمالاً بينهم ثلاثة مدنيين لقوا حتفهم الأسبوع الماضي.
واجتمعت كلينتون مع "نتنياهو" في القدس، وقال "نتنياهو" -في وقت سابق- "إن إسرائيل مستعدة لإبرام اتفاق طويل الأجل يهدف لإنهاء الهجمات الصاروخية الفلسطينية.
وقال خالد مشعل- رئيس المكتب السياسي لحماس، إنه يجب أن توقف إسرائيل العمليات العسكرية في غزة، وترفع الحصار عن القطاع مقابل التهدئة.
وقالت الولاياتالمتحدة وإسرائيل، إنهما تفضلان حلاً دبلوماسياً للأزمة على عملية عسكرية برية إسرائيلية محتملة في القطاع كثيف السكان الذي يقطنه 1.7 مليون نسمة.
واستهدف الجيش الاسرائيلي اليوم 130 موقعا في غزة بما في ذلك مخازن للذخيرة ومقر البنك الوطني الإسلامي.
وقالت الشرطة الاسرائيلية إن أكثر من 150 صاروخاً أطلقت من قطاع غزة بحلول المساء.
وفي قطاع غزة أعدم مسلحون اليوم ستة اشخاص يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل ونقلت إذاعة الاقصى التابعة لحماس عن مصدر امني قوله إنهم "ضبطوا متلبسين" وكان بحوزتهم معدات لتصوير المواقع، وأضافت الإذاعة أنهم قُتلوا رمياً بالرصاص.
وزار وفد ضم تسعة وزراء عرب- برئاسة وزير الخارجية المصري غزة، في علامة أخرى على تزايد التضامن العربي مع الفلسطينيين.
وأصبح موقف حماس أفضل نتيجة تولي إسلاميين السلطة في مصر ودول أخرى.
كما تلقى الرئيس المصري مرسي أمس اتصالا هاتفياً من الرئيس الأمريكي- باراك أوباما، هو الثالث من نوعه خلال نحو 24 ساعة؛ لبحث جهود التوصل إلى تهدئة.
وحذر "مرسي" "نتنياهو" من عواقب وخيمة إذا قامت إسرائيل بغزو بري، كالذي حدث في 2008-2009 وأسفر عن سقوط أكثر من 1400 قتيل في غزة، لكنه كان حريصاً على عدم إثارة استياء إسرائيل، التي تربطها بمصر معاهدة سلام موقعة عام 1979 أو واشنطن التي تقدم مساعدات للقاهرة.