قال أمس إبراهيم عنانى عضو إتحاد المؤرخين العرب أن جميع السدود التى تنشأها أثيوبيا محكوم عليها بالفشل ،نظرا لطبيعتها الجغرافية التى تسببت فى فشل جميع المشروعات المائية التي أقامتها أثيوبيا لتخزين مياه النيل قبل مرور 20عام، نظرا لتركيب أراضيها غيرالمتناغم فهي إما أراضي مرتفعة وشديدة الانحدارأو وديان ضيقة وعميقة في الأسفل. ورأى عنانى فى دراسة بحثية بعنوان "أثيوبيا و مياه النيل" أن تعاون مصر مع أديس أبابا في إنشاء هذه السدود لن يؤثر علي حصة مصر من مياه النيل،مشيرا أن أثيوبيا لديها فائض كبير من المياه يجعلها تفشل في الإستفادة من 936 مليار متر مكعب من مياه الأمطار سنوياً.
وأضاف أن إتجاه إثيوبيا لبناء أكبر سد في العالم ويبلغ طوله 140 متراً فإنها مجبرة علي ذلك بسبب طبيعة الوديان العميقة والضيقة وليس للاستعراض كما فسرته بعض التقاريرالإعلامية فإن هذا السد يقع علي نهر أدمو وليست له علاقة بحوض النيل ولا يشكل أدني تأثير علي حصة مصر من مياه النيل.
وأوضح أن الطبيعة الجيولوجية تعمل ضد إثيوبيا وهى عبارة عن هضبة شديدة الإرتفاع عن سطح الأرض ب 4620 متراً فوق سطح البحر وتنحدر 10 أمتار كل كيلومتر مربع ، وفي مناطق أخري تعاني شدة الانخفاض عن سطح البحر،الأمر الذي يؤثر بالسلب علي بناء السدود بل يدمرها علي غرارما حدث من قبل عام 2010 عندما دمرإنحدار مياه النهر أحد السدود بمجرد افتتاحه.
وأشار عنانى فى دراسته إلى بعض المعوقات التي تمنع إثيوبيا من إقامة مشاريع كبري لتخزين المياه فى مقدمتها التوزيع غير المناسب للأمطار حيث أن الأمطار التي تسقط علي إثيوبيا سنوياً لا تهطل إلا في 3 أشهر فقط أما بقية العام فلا تسقط الأمطار. وعن ثاني المعوقات أشار إلى رتفاع نسبة البحر من المياه التي تسقط علي إثيوبيا ويرجع ذلك إلي ارتفاع الأراضي الإثيوبية عن مستوي سطح البحر،الأمر الذي يعوق إمكانية إنشاء سدود،وحتي إذا أقيمت لابد أن تكون ضعف طول السد العالي البالغ 111متر وستنهار في وقت قصير بسبب إندفاع المياه .
ولفت إلى أن نوع الصخور يلعب أيضاً دور سلبي بالنسبة لمشروعات تخزين المياه في إثيوبيا إذ تشكل الصخور الصلبة التي لا تخزن المياه ولا تحتفظ بها 75% من الأراضي الأثيوبية أما ال 25% المتبقية فهي صخوررسوبية من الحجر الجيري التي لا تصلح أيضاً لتخزين المياه الجوفية لأن هذه الصخور تذوب في المياه.
وأشار عنانى أن طبقات الطمي تعد أبرز العوامل التي تجعل العمر الافتراضي لأي سد في إثيوبيا يتراوح ما بين 5 سنوات و 20 سنة علي الأكثر بسبب عوامل النحت للأراضي الأثيوبية.