أكد رياض المالكي وزير الشئون الخارجية الفلسطينية تمسك العرب بالمبادرة العربية للسلام كإطار لإيجاد حل للنزاع في المنطقة. وقال المالكي ، في مؤتمر صحفي عقده على هامش الاجتماع الطارىء لمجلس جامعة الدول العربية بالقاهرة يوم الأربعاء ، "هناك إشارة واضحة في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي جرى هذا اليوم بمقر الجامعة العربية على ضرورة التعامل بايجابية مع المواقف والتصريحات الصادرة عن الإدارة الأمريكيةالجديدة". وأضاف "تنتظر السلطة الوطنية إعلان الإدارة الأمريكية عن خطتها لإحلال السلام مع نهاية يوليو القادم بما يضمن استئناف المفاوضات مع إسرائيل واستعادة الحقوق الفلسطينية والعربية وإنهاء حالة الصراع". وتابع "اعتبرنا أن هناك فرصة استثنائية موجودة لإحلال السلام ويجب أن نتعامل معها وواضح أن هناك تفهما أمريكيا لجوهر الصراع وتفهما من قبل إدارة الرئيس (الأمريكي باراك) أوباما بالنسبة للنقاط التي تعيق إحداث اختراق وتقدم في عملية السلام وفي مقدمتها الاستيطان". وأكد أهمية موقف الإدارة الأمريكية المتمسك بحل الدولتين وبشمولية الحل ، مضيفا "كل هذه المعطيات يجب أن نتعامل معها كعرب بإيجابية وأن نعمل على مساعدة الرئيس أوباما من أجل ترجمة هذه المؤشرات والمواقف لإستراتيجية وآلية عمل أمريكية تسمح بالانتقال مباشرة إلى المفاوضات". وردا على سؤال حول ترحيب الإدارة الأمريكية بخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتمسك بيهودية الدولة ، قال المالكي " نحن في نهاية المطاف لن نركز على خطاب نتنياهو بقدر ما هو مطلوب التركيز على التوجهات الأمريكية المشجعة ونحن سنتجاهل ما قاله نتنياهو وسنتعامل بكل ايجابية مع الموقف الأمريكي الإيجابي ونتعامل معه باهتمام". وفيما يتعلق بالمبادرة العربية للسلام ، قال وزير الشئون الخارجية الفلسطينية "نحن نؤكد أن هذه المبادرة ستبقى وستكون أساس وجوهر عملية التفاوض الفلسطينية الإسرائيلية والعربية الإسرائيلية". من جانبه ، أعلن وزير الدولة القطري للشئون الخارجية أحمد بن عبد الله آل محمود أن قطر سوف تشارك في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية مع اللجنة الرباعية الدولية بعد غد الجمعة في إيطاليا. وقال آل محمود ، في تصريحات صحفية بعد اختتام الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب اليوم ، إن قطر تدعم دائما العمل في اتجاه عملية السلام ولذلك سوف تشارك في هذه اللجنة. وأضاف أن الموقف العربي واضح في هذا الشأن حيث يتمسك بكل قوة بالمبادرة العربية للسلام ، مشيرا إلى الموقف الأمريكي الواضح من المبادرة في ظل هذه الإدارة الجديدة التي تسعي للعمل على حل النزاع العربي الإسرائيلي بإقامة الدولتين والعمل على وقف الاستيطان. وأوضح أن الإدارة الأمريكية سوف تعرض خطة حول عملية السلام خلال الشهر القادم. من جانبه ، قال يوسف أحمد مندوب سوريا لدى جامعة الدول العربية ورئيس وفدها في الاجتماع ، إن خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما وتوجهه السياسي يتضمن نقاطا إيجابية. وأعرب عن أمله في أن يستطيع أن يحول هذا الموقف إلى موقف عملي حقيقي وأن يضغط على إسرائيل وأن يلزمها بتلبية متطلبات السلام والإنخراط في عملية سلام حقيقي. وكان وزير خارجية الأردن ناصر جودة قال إن مجلس وزراء الخارجية العرب ناقش في اجتماعه الطارئ اليوم الأربعاء التطورات علي الساحة في المنطقة خاصة فيما يتعلق بالمحاولات المبذولة عربيا ودوليا لإحياء مفاوضات مباشرة بين الجانبين وانطلاق هذه المفاوضات وصولا لحل الدولتين في اطار حل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي. وأضاف جودة ، في تصريحات له علي هامش الاجتماع اليوم ، أن البيان الختامي الصادر عن الاجتماع سيرحب بالنقاط الايجابية التى طرحها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه بالقاهرة وكذلك من قبل الإدارة الأمريكية والتزامها بالمبادئ المتفق عليها من قبلنا جميعا وهي حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والتي تعيش جنبا إلي جنب في امن وسلام مع إسرائيل ضمن إطار الحل الشامل للصراع العربي الإسرائيلي وضرورة وقف الاستيطان وهو موقف مرحب به من قبل الإدارة الأمريكية. وتابع "أكد الاجتماع الموقف العربي الثابت بالتمسك بمبادرة السلام العربية بكل ما جاء فيها ، ونحن في انتظار الخطة الأمريكية المتوقع أن تطرح في الفترة المقبلة والتي تتضمن المفاهيم التي تم التعبير عنها من قبل المسئولين الأمريكيين". ومضى "أكد الاجتماع ضرورة عدم السماح لأي طرف بعرقلة الجهود الرامية لإطلاق هذه المفاوضات لأن هناك مصلحة عربية وأمريكية ودولية بأن يعم السلام والأمن والاستقرار بالشرق الأوسط ونحن ننتظر الخطوات المقبلة". وأشاد وزير الخارجية الأردني بجهود مصر في المفاوضات التي تجري بين الفصائل الفلسطينية والحوار الوطني الفلسطيني ، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستكون في منتهى الأهمية وتتطلب التحرك الجاد من قبل الجميع. وكان مجلس جامعة الدول العربية عقد اجتماعا طارئا اليوم الأربعاء برئاسة وزير الدولة للشؤن الخارجية السودانى على أحمد كرتى وسط غياب ملحوظ من عدد من الوزراء الفاعلين حيث لم يشارك سوى 10 وزراء للخارجية و4 وزراء دولة للشئون الخارجية ومثل باقي الدول مندوبوها الدائمون لدى الجامعة. وكشفت مصادر عربية وجود اتفاق خلال الاجتماع ، الذي اقتصر علي جلسة مغلقة بمشاركة رؤساء الوفود وعضوين فقط ، علي قيام وفد وزاري عربى رفيع المستوى اضافة لامين عام جامعة الدول العربية بطرح نتائج الاجتماع وما سيتوصل إليه الوزراء من خطة تحرك والإحتمالات المختلفة المتعلقة بجهود تحقيق السلام في المنطقة علي اللجنة الرباعية الدولية فى اجتماعها الوزاري بعد غد الجمعة فى مدينة "تريستا"بايطاليا. وقالت المصادر ان "الاجتماع ناقش سبل التحرك العربي في ضوء الأفكار التي وردت في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي - الإسرائيلي والتحركات بشأن عملية السلام وتأكيده في خطابه بجامعة القاهرة في الرابع من حزيران/ يونيو الجاري ضرورة وقف الاستيطان وإيجاد حل سلمي للأزمة على أساس حل الدولتين ومطالبته بضرورة فتح صفحة جديدة بين العرب والولايات المتحدة". وأضافت أن "الوزراء ناقشوا ايضا خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل حوالي عشرة أيام في جامعة "بار إيلان" بتل أبيب والذي دعا فيه لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح ومنقوصة السيادة ورفض وقف الاستيطان ودعوته إلى تطبيع اقتصادي مع الدول العربية".