«بدأ الاهتمام بالكوميكس من طفولتى، بداية من قراءة ميكى وتان تان»، قول تامر فتحى، أحد القراء المهتمين بالقصص المصورة بجميع أشكالها. بداية اهتمام تامر بالكوميكس تشبه بدايات العديد من القراء، فالكثير فى طفولتهم تعاملوا مع القصص المصورة كمجلة «ميكي» التى تصدرها دار الهلال، مرورا ب«تان تان» فى المراهقة، تلك القصص التى كانت تصدر مترجمة عن دار المعارف، قد يخفت هذا الشغف بالقصص المصورة لدى الكثيرين، فى حين قد يستمر بأشكال أخرى مثلما عند تامر فتحى، الذى بدأ اهتمامه بالكتب المصورة للأطفال ثم مرحلة الأبطال الخارقين، إلى الاهتمام بالروايات المصورة Graphic Novels حاليا وهى الموجهة لفئات أكثر نضجا. يرى تامر أن الثقافة فى مصر لا تزال تنظر للكتب المصورة على أنها كتب للأطفال، أما من جهة اهتمامه بهذه النوعية بالكتب فيقول: «أحيانا لضيق الوقت أميل لقراءة الكتب المصورة أكثر من الكتب الأخرى». تامر مهتم بهذا الفن لدرجة مشاركته فى ورشة ككاتب لسيناريوهات كتب مصورة، يتحدث عن أن الورشة لم تخرج بمنتج، ويضيف أن سوق النشر فى مصر تحتاج إلى مغامرة لترويج الكتب المصورة، خاصة أن مصر لا تخلو من مواهب فى الرسم والكتابة.
كان الاهتمام العربى القديم بالقصص المصورة نابع من الترجمات اللبنانية التى كانت تصل إلى مصر فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى، إلى جانب بعض الإصدارات المترجمة المصرية، ربما انحسر هذا الاهتمام بعد ذلك، حتى جاء عصر الإنترنت، ليستعيد محبو هذه النوعية من المطبوعات شغفهم عن طريق تحميل مثل هذه الكتب إلكترونيا، أو معرفة عوالم جديدة منها مثل المنتجات الأوروبية أو اليابانية أو المطبوعات الموجهة بشكل أساسى للكبار لا للأطفال كما هو شائع بالنسبة لهذه النوعية من الكتب.
وأدى ظهور الإنترنت لظهور العديد من المدونات والمنتديات العربية ثم صفحات الفيس بوك التى تهتم بهذه الكتب كمنتديات «عرب كوميكس» و«كوميكس جيت»، التى تهتم بتجميع هذه السلاسل وترجمتها وعمل مجتمع يتناقش حولها.
ومؤخرا ظهرت أكثر من مجلة مصرية تتخصص فى القصص المصورة تتجاوز فكرة التأثر بالثقافات غير المصرية بكافة أنواعها وتتجاوز تصور توجهها للأطفال بحيث تكون موجهة لفئات أكبر سنا، كمجلة «توك توك» ومجلة «الدشمة».
فى 2008 أصدر مجدى الشافعى رواية مصورة بعنوان «مترو» لتعرف كأول رواية مصورة فى مصر، سريعا ما صودرت الرواية وتعرضت لحكم قضائى يقتضى منعها من التداول بحجة أنها منافية للآداب العامة. وقد يبدو أن أحد أسباب هذا المنع هو عدم فهم هذا النوع الفنى.
يرى مجدى الشافعى أن عدم رواج فن القصص المصورة فى مصر سببه كان تبنى المؤسسات لمثل هذا الفن، مما يجعله فنا موجها، فى حين أن انحسار تأثير هذه المؤسسات بعد الثورة هو ما أتاح الفرصة لظهور اصدارات جديدة للقصص المصورة.