سوبر مان، بات مان، سبايدر مان، آيرون مان، كابتن أمريكا، كلهم يصنفون كأبطال خارقين من الصعب أن يتجاهل أى أحد تأثيرهم الذى يصل إلينا عن طريق العديد من المنتجات الثقافية والترفيهية، سواء كتب مصورة أو أفلام أو حتى ألعاب إلكترونية أو دمى للأطفال. البطل الخارق Superhero كما يعرف فى القواميس هو شخصية متخيلة يملك قوى خاصة خارقة تفوق قدرات الإنسان العادى. وازدهرت فكرة الأبطال الخارقين فى الولاياتالمتحدةالأمريكية فى الثلاثينيات من القرن الماضى من خلال منشورات القصص المصورة، وربما تكون شخصية «سوبر مان» Superman الشهيرة وأحد تعبيرات الثقافة الأمريكى، هى أول شخصية تنطبق عليها تعريفات البطل الخارق الشائعة. ارتبط ظهور الأبطال الخارقين فى أمريكا فى فترة «الكساد الاقتصادى العظيم» فى الثلاثينيات، وازدهرت هذه الشخصيات أيضا فى فترة الحرب العالمية الثانية لتوازى بطولاتهم بطولات الجنود الأمريكان، فقد يظهر الأبطال الخارقون أحيانا وهم يحاربون قوى المحور، وكان أكثر شخصيات الأبطال الخارقين تعبيرا عن ذلك شخصية «كابتن أمريكا» (Captain America). لتتبع الحرب العالمية الثانية فترة يقال عنها «العصر الذهبى للأبطال الخارقين».
تتنوع شخصيات الأبطال الخارقين وتتنوع قدراتها، بحيث تحمل هذه النوعية من الشخصيات ثوابت ومتغيرات، فعادة الأبطال الخارقين يكافحون الجرائم التى تحاصر مدنهم الهادئة، ويكافحون أيضا الأشرار ذوى القوى الخارقة Super Villains الذين يواجهونهم. ولكن تتنوع طبيعتهم، فسبايدر مان لديه حواس مرهفة، ويستطيع أن يتسلق الجدران ويرمى بشباك العنكبوت على أعدائه، تلك القدرات التى حصل عليها بسبب قرصة عنكبوت مشع، فى حين أن قوى سوبر مان نشأت من خلال كون أصله يعود إلى كوكب آخر، باتمان بطل خارق مختلف لأنه لا يملك قوى غير إنسانية، هو فقط يستعين بالتدريب المستمر والتكنولوجيا الحديثة ليتفوق على أعدائه.
تتكرر لدى الأبطال الخارقين أفكار معينة كالالتزامات الأخلاقية، عدم القتل بقدر الإمكان عند باتمان مثلا، أو المسئولية التى يجب أن توازى القوة عند سبايدر مان. ويتنوع الدافع الذى يحثهم على فعل هذا أو ذاك، مما قد يعود لتاريخ مأساة فى طفولتهم، كاليتم المبكر الشائع بينهم.
تتنوع أزياء هؤلاء الأبطال والتى تعبر عن شخصياتهم، كابتن أمريكا التى تمثل أزياءه علم أمريكا، سبايدر مان الذى تظهر خطوط شباك العنكبوت على ملابسه، بات مان الذى تمثل ملابسه الداكنة طبيعته الغامضة كفارس الظلام The Dark Knight. إلى جانب ذلك يتنوع أعداؤهم الخارقون أيضا والذين عليهم أن يحملوا جاذبية موازية تجعل الصراع مثيرا بالنسبة للقارئ.
وربما واحدة من أعمق الأفكار فى أدب الأبطال الخارقين هى الهوية المزدوجة لهؤلاء الأبطال، بين أناس عاديين حينما لا يرتدون زى البطولة وأناس خارقين وقت المعركة، هذه الأمر الذى يوقع الأبطال فى تناقضات أخلاقية متعددة. وقد يكون البطل الخارق وحيدا أو وسط فريق، كمجموعات: The Avengers, Fantastic Four, X-Men.
تملك شركتا Dc Comics وMarvel Comics الأمريكيتين الجانب الأعظم من الأبطال الخارقين، وإن كانت هناك العديد من الإصدارات التى لا تنتمى لهاتين الشركتين تستخدم أبطالا بهذا التصنيف. اعتاد الناس من قديم الزمان صناعة آلهة أو أنصاف آلهة أو أشخاص ذوى قوى خارقة تفوق قوى الإنسان، كذلك كان الأبطال الشعبيون ركيزة أساسية فى أدب العديد من الثقافات، لذلك يظل هناك بأن شخصيات الأبطال الخارقين هى التى تماثل تلك الأساطير القديمة والحكايات الشعبية فى ثقافتنا الجديدة.
الأفكار التى تقدمها الشخصيات الخارقة قد يتم إثارة الجدل حولها لأنها فى ظن البعض تقدم مضمونا سلبيا، ربما الأكثر شيوعا بالنسبة لنا هو اتهام هذه الشخصيات، سواء من خلال الكتب المصورة أو الأفلام أو غيرها، أنها تروج للثقافة الأمريكية. فى عام 1954 كتب عالم النفس الألمانى «فريدريك فيرثام» كتاب «إغواء الأبرياء»، اتهم فيه صناعة القصص المصورة ومن ضمنها قصص الأبطال الخارقين بتقديم محتوى يحث على العنف ويقدم إيحاءات جنسية أو مثلية جنسية أو فاشية سياسية، مما يقدم رسائل غير ملائمة للأطفال والمراهقين الذين يقرأونها. فى هذه الأثناء حققت لجنة بمجلس الشيوخ الأمريكى فى مدى التأثير السلبى الذى تحدثه القصص المصورة على الأطفال والمراهقين، مما جعل شركات صناعة القصص المصورة تضع رقابة ذاتية على محتواها، وما أدى للانحسار هذه الصناعة لعدة سنوات.