كان الأمريكى جيمس هولمز معجبا بشكل خاص ببات مان من ضمن مجموعة الأبطال الخارقين، ولكنه لم يكن معجبا فحسب بالبطل الخارق ولكن بعدوه الخارق أيضا، «الجوكر». فى أحد العروض المبكرة لفيلم بات مان الآخير The Dark Knight Rises فتح جيمس هولمز النار على جمهور السينما فى كولورادو بالولايات المتحدة، ليقتل 12 شخصا ويصيب أكثر من خمسين، هولمز كان يصبغ شعره باللون البرتقالى بطريقة تشبه ما كان يفعله الجوكر. مثل هذه الحوادث تستعيد ما يقال دوما عن الجوانب السلبية التى تقدمها منتجات ثقافة الأبطال الخارقين ومدى تأثيرها على الشباب. لا يبدو أن أحدا من المهتمين بقصص الأبطال الخارقين قادر على تجاهل فكرة الرسائل المختبئة Hidden Messages التى تقدمها هذه القصص سواء من خلال الكتب أو الأفلام أو غيرها من الوسائط، يزيد الأمر عند متلقى هذه النوعية من القصص خاصة أن والاختلاف الثقافى بين صانعى القصص ومتلقوها مطروح، يقول أحمد عبده: «عندما يستطيع صانع القصص المصورة أن يجعلك تحب الشخصية سواء بملابسها أو قواها أو تصرفاتها فقد امتلكك، وهو يستطيع أن يزرع فيك أى شيء، قد يكون هذا الشيء إيجابيا كالشجاعة مثلا أو سلبيا كطرح فكرة القوة الأمريكية، أو كون سوبر مان لا يمكن أن يهزم تعبيرا عن أمريكا التى لا يمكن أن تهزم».
فارق الثقافة هذا يكون مطروحا فى المنتدى الذى يشرف عليه عبده، ففى الأوقات التى تترجم فيها القصص المصورة قد يحذف مترجم كادرات يراها إباحية، أو يعترض المشتركون على نقل هذه الكادرات كما هى. محمد الحسينى يشير أنه مع الوقت ومع دخوله المرحلة الجامعية بدأ يكون أكثر وعيا بهذه الرسائل المختبئة، ويقول: «كونهم يصدرون ثقافتهم من خلال الصناعة هذا فى حد ذاته نجاح وعلينا أن نتفهم هذا».
ولكن هذه الرسائل قد تجعل البعض ينحسر شغفه بهذه القصص بصفة عامة، شريف الألفى الذى يبلغ من العمر 50 عاما الآن، والذى يربطه شغفه القديم بالأبطال الخارقين بمنتديات القصص المصورة يرى أن أمريكا تحاول غرس صورة بطلها فى مثل هذه القصص، ولكنه مع ذلك يستمر فى متابعتها: «عليّ أن أستمر فى متابعة هذه القصص لأعرف تفكير هؤلاء الناس». ولكن مع ذلك يرى الألفى أن هذه القصص لم تخل من تأثير إيجابى على حياته، فطبيعة الأجسام الخارقة التى كان يراها فى القصص جعلته يهتم بالرياضة وبناء جسمه طوال حياته.