نظم المئات من أطباء مصر سلاسل بشرية، ظهر اليوم الخميس، للمطالبة برفع مخصصات الصحة في الميزانية العامة للدولة، وتحسين الخدمات المقدمة للمرضى. وانطلقت السلسلة البشرية من مقر نقابة الأطباء بوسط القاهرة في اتجاه وزارة الصحة القريبة منها، حيث ارتدى الأطباء، الذين يمثلون كافة التخصصات الطبية، المعطف الأبيض.
ورفع الأطباء لافتات تعكس مطالبهم وبينها: «إضرابنا من أجل حقوق الفقراء، مطالبنا رفع ميزانية الصحة من 4% إلى 15%»، و«نطالب بتأمين المستشفيات»، و«نطالب بحصة عادلة للصحة وأجر عادل للفريق الطبي وتأمين حقيقي للمستشفيات».
ودخل أطباء في إضراب جزئي مفتوح عن العمل منذ مطلع أكتوبر الماضي؛ استجابةً لدعوة نقابة الأطباء للمطالبة بتحسين الخدمة الطبية للمريض ورفع الأجور وزيادة ميزانية وزارة الصحة، فيما أعلنت وزارة الصحة استعانتها بقوافل طبية في المناطق التي تعاني من نقص الخدمة الصحية بسبب الإضراب.
من جانبه، قال رشوان شعبان، المتحدث الرسمي لمنظمة، «أطباء بلا حقوق»، إن "الغرض من السلاسل البشرية التأكيد على مطالبنا، والتي تتلخص في ميزانية عادلة لقطاع الصحة، والتأمين الفوري الكامل والدائم للمستشفيات الحكومية، ووجود كادر خاص للعاملين بالصحة"، مشيرًا إلى أن "أطباء مصر يقومون بهذا الإضراب من أجل المرضى أولا".
أما فتحية خليل، طبيبة بالتأمين الصحي ومشاركة في السلسلة البشرية، فاعتبرت مسيرة الأطباء بداية لوقفات مماثلة خلال الأسابيع القادمة، وقالت: "في حال اكتشفنا أن الوقفة السلمية لا تصل بنا إلى نتيجة، سنقوم بتقديم استقالات جماعية مسببة، يصل عددها لأكثر من 1500 طبيب"، بحسب قولها.
وأضافت فتحية، "كل ما نريده تحسين أحوال الأطباء والمستشفيات والخدمة الصحية للمريض، ولن نقوم بإضراب كامل لأنه ضد المريض، لكن في الوقت نفسه لن نترك حقوقنا وحقوق المرضى».
وقال حازم الشناوي، أحد الأطباء المشاركين في المسيرة، إن "الوقفة السلمية جاءت ردًا على تجاهل وزارة الصحة لمطالب الأطباء، فلا ميزانية أو تأمين للمستشفيات حدثت على أرض الواقع"، لافتًن إلى أن "الإضراب مستمر حتى تحقيق كافة مطالب الأطباء".
ورغم أن الإضراب لم يشمل الأقسام الطبية التي تمس حياة المرضى، كالطوارئ والرعايات المركزة، لكن نسبة المشاركة فيه وصلت إلى 65% في جميع المحافظات عقب عيد الأضحى، بحسب منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء.
وشاركت حركات سياسية وثورية مصرية في مسيرة الأطباء؛ تعبيرًا عن دعم مطالبهم، وبينهم حركة «الاشتراكيين الثوريين» التي رفعت لافتات تنتقد أداء الحكومة المصرية، ومنها «أين العدالة الاجتماعية يا دكتور مرسي!؟»، و«تسقط حكومة مرسي عدوة العمال».
فيما رفع آخرون صورًا تعبر عن الأوضاع السيئة للخدمة الصحية في المستشفيات الحكومية، ولافتات مكتوب عليها «المستشفيات الحكومية في مصر مقبرة الفقراء».
كما شاركت أحزاب «مصر القوية، المصري الديمقراطي، التحالف الشعبي الاشتراكي» بوفود شبابية في المسيرة للإعلان عن تضامنهم الكامل مع الإضراب ومطالبه.
ورفع أعضاء حركة التيار الشعبي لافتات خضراء كتب عليها «حقنا في الرعاية الصحية»، و«حقنا في التأمين الكامل»، و«حقنا في الأجور العادلة».