استعد عشرات الملايين على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، أمس الأحد، لقدوم الإعصار "ساندي" وهو عاصفة ضخمة يتوقع أن تجتاح المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية برياح عاتية وفيضانات عارمة وسقوط كثيف للثلوج.
والإعصار "ساندي" الذي من المتوقع أن يضرب الشاطئ في وقت متأخر اليوم الاثنين، قد يوجه ضربة قوية لمدن رئيسية في المنطقة التي سيمر بها، بما في ذلك نيويورك وفيلادلفيا وواشنطن وبالتمور وبوسطن، ومن المتوقع أن يضرب مركزه منطقة نيويورك-نيوجرزي ثم يتجه إلى الداخل نحو فيلادلفيا وبقية بنسلفانيا.
والحجم الهائل للعاصفة يعني أن تأثيرها قد يمتد من ولايات الأطلسي إلى نيو انجلاند، وحذر المسؤولون من انقطاع للتيار الكهربائي على نطاق واسع قد يستمر عدة أيام.
وفي مدينة نيويورك ستتوقف جميع مرافق النقل من قطارات وحافلات ومترو الأنفاق، تحسباً للإعصار، وصدرت أوامر لنحو 375 ألف شخص بالإجلاء عن المناطق المنخفضة.
وفي تصريح عقب اجتماعه مع مسؤولي مركز مجابهة العواصف، التابع للحكومة الاتحادية في واشنطن وصف الرئيس الأمريكي- باراك أوباما ساندي بأنه "عاصفة خطيرة وضخمة" وأهاب بسكان الساحل الشرقي للولايات المتحدة مراعاة الأوامر الصادرة من مسؤولي الولايات والمحليات؛ لحماية أنفسهم من العاصفة.
وقال مدير المركز القومي للأعاصير ريك ناب "أنها منظومة كبيرة جداً جداً..العاصفة ستؤدي إلى طقس سيء من حيث المياه والرياح".
ومن شأن العاصفة أن تُصيب المركز المالي المضطرب للبلاد بحالة من الشلل التام، رغم أن البورصة الرئيسية في "وول ستريت: قالت أنها تعتزم فتح أبوابها كالمعتاد اليوم الاثنين؛ لأن لديها منشآت بديلة تستطيع استخدامها.
ومع اقتراب الإعصار تهافت السكان المقيمون على خط السير المتوقع للإعصار على شراء كشافات الإضاءة والمولدات الكهربائية والبطاريات والأطعمة والإمدادات الأخرى؛ تحسباً لانقطاع الكهرباء.
كما ستغلق مدارس مدينة نيويورك، اليوم الاثنين، وأعلنت حكومات محلية أخرى عن اغلاق مدارسها.
وبدأت بالفعل الرياح القوية للعاصفة تضرب فرجينيا، وقد تصل إلى مناطق أخرى من ساحل الأطلسي.
كما ذكر خبراء الأرصاد الجوية أمس الأحد، أن "عاصفة قوية" نادرة ناجمة عن تيار قوي قادم من القطب الشمالي ربما تتسبب في هطول أمطار يصل منسوبها إلى 30 سنتيمتراً في بعض المناطق وسقوط ثلوج بارتفاع 60 سنتيمتراً في جبال من وست فرجينيا إلى كنتاكي.
وقالت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي على موقعها على الانترنت إن "ساندي" قد تكون أكبر عاصفة تضرب الولاياتالمتحدة.
وتسبب الإعصار ساندي بالفعل في تعطل أنظمة النقل.
وقالت شركة "فلايت اوير" الجوية أن أكثر من 700 رحلة جوية منها رحلات دولية أُلغيت أمس الأحد، وأن ما يقرب من 2500 رحلة أخرى ستلغى اليوم الاثنين.
وصدرت أوامر للكازيونات في نيوجرزي بالإغلاق، وقرر مسؤولو الولاية وقف الحافلات والقطارات في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين.
ووضع الحكام في ولايات أخرى قوات الحرس الوطني في حالة تأهب، وقال حاكم ولاية فرجينيا- روبرت ماكدونيل لشبكة (سي.ان.ان) "نطلب من المواطنين التحلي بالصبر وأن يكونوا على استعداد لمهمة شاقة، ولكن لدينا برنامجاً فعالاً للغاية لإعادة التيار الكهربائي وأعتقد أننا مستعدون".
وفي واشنطن قال أوباما، إن المسؤولين أكدوا له أن لديهم كل الموارد التي يحتاجونها وشدد قائلاً إن "من الأهمية بمكان أن نواجه العاصفة بسرعة وكفاءة".
كما قال قبل تسعة أيام فقط من الانتخابات الرئاسية "سنقضي على الروتين ولن تكبل اللوائح حركتنا".
وأخرج الإعصار ساندي، سباق انتخابات الرئاسة عن مساره فقد أجبر أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني، على إلغاء جولات انتخابية مقررة، وأذكى ذلك المخاوف من أن العاصفة قد تؤثر على التصويت المبكر قبل موعد الانتخابات في السادس من نوفمبر.
وأودى الإعصار ساندي بحياة 66 شخصا على الأقل أثناء اجتياحه جزر "الكاريبي" بينهم 51 شخصا في "هايتي" معظمهم لاقوا حتفهم نتيجة السيول والانهيارات الطينية.