دعت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الثلاثاء، إلى تشكيل ائتلاف حكومي جديد في لبنان الذي يشهد أزمة سياسية، بعد اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في 19 أكتوبر.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة- فيكتوريا نولاند أن "عدم الاستقرار المصدر من سوريا يهدد أكثر من أي وقت مضى أمن لبنان، ويعود إلى اللبنانيين حقيقة أن يختاروا حكومة يكون بإمكانها القضاء على هذا التهديد".
وأضافت "ندعم الجهود التي يقوم بها الرئيس اللبناني- ميشال سليمان، وقادة مسؤولون أخرون في لبنان؛ لتشكيل حكومة فعالة ولاتخاذ إجراءات ضرورية بعد الاعتداء الإرهابي في 19 أكتوبر".
ورداً على سؤال، لمعرفة ما إذا كانت الولاياتالمتحدة تؤيد تغيير الحكومة في لبنان، أجابت "نولاند" إن "الرئيس سليمان بدأ محادثات مع جميع الأحزاب لتشكيل حكومة جديدة ونحن ندعم هذه العملية".
وأضافت أن واشنطن لا تريد حصول "فراغ سياسي" في لبنان.
وجاءت هذه التصريحات بعد تلك التي أدلت بها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي- كاثرين اشتون، التي أعربت أمس الثلاثاء، في بيروت عن قلقها حيال الاستقرار في لبنان.
وتأتي زيارة وزيرة الخارجية الأوروبية، غداة تأكيد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان، دعمهم للاستقرار واستمرار العمل الحكومي، وذلك على اثر لقائهم رئيس الجمهورية.
وتأتي هذه المواقف مع مطالبة المعارضة اللبنانية باستقالة الحكومة التي يرأسها نجيب ميقاتي، بعد اتهامها ب "تغطية" اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن، بتفجير استهدف سيارته في الأشرفية في شرق بيروت الجمعة، كما اتهمت المعارضة المناهضة لدمشق، نظام الرئيس بشار الاسد بالوقوف خلف الاغتيال.
وكانت واشنطن، أعلنت الاثنين أن الشرطة الفدرالية ستشارك في التحقيق بالاعتداء، وأوضحت نولاند، أن فريقاً سيتوجه إلى بيروت "قريبا جداً".
كما شهدت مناطق لبنانية مختلفة منذ الجمعة، احتجاجات على مقتل الحسن، شملت اشتباكات بين الجيش ومسلحين في منطقة "سنية" في غرب بيروت، وبين السنة والعلويين في مدينة طرابلس (شمال) أدت إلى مقتل سبعة أشخاص.
وكان "الحسن" من أبرز الضباط الأمنيين "السنة"، ومقرباً من "سعد الحريري"، رئيس الوزراء السابق المعارض لسوريا، وتحول تشييعه الأحد في وسط بيروت، تظاهرة شعبية طالبت بسقوط الحكومة التي تضم أكثرية من حزب الله وحلفائه المقربين من دمشق، وانتهت التظاهرة بمحاولة متظاهرين اقتحام السرايا الحكومية، وعلى الاثر وجه عدد من أركان المعارضة نداء إلى أنصارهم للانسحاب من الشوارع.