كثيرا ما نرفع شعارات الإخاء والوحدة الوطنية، لكن ما جرى مساء الاثنين الماضى بالمركز الكاثوليكى المصرى جاء تجسيدا حقيقيا وواقعيا لتلك الأخوة.. لكن هذه المرة بلا شعارات.
فأقام الأب بطرس دانيال حفل تكريم أسرة مسلسل «الخواجة عبد القادر» فى أمسية حملت عنوان «دعوة للحب الآلهى.. فالناس موتى وأهل الحب أحياء»، كما كتب على دعوة التكريم، التى كتب عليها أيضا بيت للشاعر جبران خليل جبران «أحبك ساجدا فى جامعك وراكعا فى هيكلك ومصليا فى كنيستك».
فالبعض قد يندهش من اختيار مركز كاثوليكى أسرة عمل يعده البعض إسلاميا خالصا لتكريمه، لكن المبرر أنه «يلتقى فى مساحة مشتركة مع كل الأديان فى الحب والتسامح، ومن هنا جاءت أمسية التكريم لتوجية رسالة للجميع بألف معنى ومغزى، بحسب الأب بطرس».
حضر من أبطال العمل يحيى الفخرانى ومحمود الجندى وأحمد فؤادج سليم وصلاح رشوان وسلمى غريب والمخرج شادى الفخرانى ورافقهم على المنصة الأب بطرس دانيال وأدار الأمسية الإعلامى إمام عمر.
افتتح الأمسية الأب بطرس دانيال فتحدث عن الحب النقى المنزه عن الغرض وهو حب الله والوطن والآخر، واعتبر الخواجة عبد القادر جرس إنذار لتجديد الخطاب الدينى فى زمن غابت فيه المحبة، معتبرا أنه طاقه نور فى وقت الظلام.
تحدث الفخرانى، عن أهمية قاعة «النيل» التى شهدت التكريم، وقال: هذا المكان كان يرعى جمعية الفيلم فى الماضى والفنان الذى يقدر له أن يجلس فى الصف الأخير بتلك القاعة كان يعتبره شرفا.. فما بالك بمن يحوز جائزة ويكرم فى هذا المكان.
وتطرق الفخرانى الى العمل وموضوعه وقال: منذ فترة بعيدة ويشغلنى كمواطن مدى التغير الذى شهده تغير فهم الناس لتعاليم الإسلام وتطبيقها.. فالتسامح الذى تربينا عليه غير موجود الآن، وكثير مما نراه الآن تطرفا أبعد ما يكون عن الدين الذى تربينا عليه صغارا وشهدنا سماحته.
وفتح النقاش بين الجمهور والضيوف فتحدث شادى الفخرانى عن التحضير للعمل ورفض من قالوا إن أول خمس حلقات شهدت إيقاعا بطيئا عكس باقى المسلسل.. ودافع الفنان محمود الجندى عن ظهورة فى أكثر من 5 أعمال فى رمضان الماضى وقال «حرفتى هى التمثيل لذا فأنا استطيع القيام بهذا فضلا عن أنى أخشى أن أترك دورا جيدا فلا أحظى به مرة أخرى».
وأثناء حديث الجندى عن دوره طلب الفخرانى من إمام عمر منحه مساحة ليوجه سؤالا للجندى فقال: سؤال لم أرد أن أسالك إياه من قبل وكنت أشعر أثناء التصوير أن فيك شيئا صوفيا أو أنك مررت بتجربة مماثلة.. فابتسم الجندى مجيبا: هذا قريب بالفعل من الصحة.
وأضاف «فى طفولتى كان لى صديق عمر يدعى جرجس رزق الله وكنت أذهب أنا للكتاب وجرجس لمدرسة أخرى مختلفة بها موسيقى وألعاب وغيرها فطلبت من والدى الحاقى بها فرفض فى البداية ولكننى أصررت ورفضت الذهاب للكتاب.. فتوجه والدى الى الأب راعى الكنيسة ووافق، وقال لوالدى أحضره وسيجلس مع الأولاد يتعلم معه، وعندما كنت أراهم يتحدثون فى الدين لم ألاحظ أى فارق.. فكلها معانى أخوة وتسامح حثنا عليها الإسلام.
ثم تحدث أحمد فؤاد سليم عن الشخصية التى جسدها، وكيف أنه أداها بعيدا عن «الشر المطلق.. فهى شخصية لها تكوين خاص بين الشر الكبير وبعض الخير وكذلك تحدث صلاح رشوان عن قيم سقطت وتغيرت من جيل لجيل وتحتاج وقفة كبيرة لإدراك ما فات وسقط منها».