توفي صباح الأحد، الفنان عبد الرحمن قيروش، الملقب ب"باكو"، أحد مؤسسي الفرقة الأسطورية "ناس الغيوان"، والذي وافته المنية بإحدى المصحات الخاصة بمدينة الدارالبيضاء، موضحًا أنه عانى الفقيد على مدار خمس سنوات من مرض عضال، ألزمه الفراش وهو في حالة شلل نصفي. قال عمر السيد، عضو فرقة "ناس الغيوان" ومديرها الفني، إنه من المرتقب أن تتم مراسم الدفن، الاثنين، بمقبرة الشهداء بمدينة الدارالبيضاء، وأن القرار النهائي في اختيار مكان دفنه يعود لزوجته، وهي في طريقها إلى الدارالبيضاء، وكانت في سفر لحظة وفاة زوجها.
أضاف عمر السيد، أن الفقيد شكل أحد دعائم النواة الصلبة لهذه الفرقة، التي دخلت تاريخ الموسيقى العالمية، عبر قلوب المغاربة قاطبة، وأن مسار عبد الرحمان رفقة الفرقة على مدار العشرين عامًا، والتي امتدت من سنة 1973 إلى 1993، كان مفعمًا بالعطاء والإبداع الأصيل، مشيرًا إلى أن الفقيد ترك بصمات ستبقى مضيئة إلى الأبد.
كان الفنان باكو، يعتبر أن من أبرز العازفين على آلة "الكنبري" التقليدية، والمعروفة أيضًا باسم "السنتير"، والتي كان يقوم بصناعتها بنفسه، واستطاع أن يمنحها إشعاعًا عالميًا.
وأبرز هذا الفنان المنحدر من مدينة الصويرة، المعروفة بطابعها الصوفي وموسيقى "كناوة" ذات الأصول الإفريقية والأمازيغية، حضورًا قويًا على خشبة المسرح، بصوته الجميل والأسطوري، الذي كان يجذب الآلاف من المتفرجين.
وتعود آخر مشاركة لعبد الرحمان قيروش مع المجموعة إلى سنة 1996، وغنى خلالها "كنا خمسة"، تكريمًا واحتفاء برفاق دربه القدامى من مجموعة "ناس الغيوان"، خاصة المرحومين، العربي باطما وبوجميع، الذي انصهر أسلوبهما "البدوي" مع أسلوب عبد الرحمن كيروج "لكناوي"، في أجواء صوفية.