أن تعزف والبعض يستمع إليك ليرقص فهذا شيء طبيعي، ولكن أن ترقص وتؤدي وتمثل وتناقش قضايا على نغمات موسيقى لا تسمعها فهذا هو الشيء غير التقليدي، الذي أراد رضا عبد العزيز "عراب" فرقة الصامتين أن يفعله.
الفرقة الموسيقية التي رفعت شعار "بالفن والإبداع نتحدث إلى العالم" لا تتضمن شخصًا واحدًا يسمع أو يتحدث، فكل أعضائها من الصم والبكم، أما الموسيقى فيصغون إليها بإحساسهم وليس بآذانهم.
وفي هذا السياق أكد رضا عبد العزيز، مدير الفرقة، ضرورة دمج أصحاب الإعاقات في المجتمع من خلال الفن.. لافتًا أنه لاحظ أن مجمل العروض الفنية التي يمثل فيها صم أو بكم، لا تحقق صداها وانتشارها وسط المجتمع لأنهم يعتمدون لغة الإشارة، التي لا يفهمها الجمهور.
وهذا ما دفعه إلى تبني بعض معاقي السمع والكلام، فأنشأ فرقة مسرحية تعتمد على التعبير الحركي، وأطلق عليها "فرقة الصامتين" من خلال هذه الفرقة تم مناقشة الكثير من القضايا؛ مثل أطفال الحروب ومشاكل أصحاب الإعاقات مع المجتمع.
كما يستعد عبد العزيز حاليًا لعرض مسرحي، بعنوان "رفقًا بالقوارير" يناهض العنف ضد المرأة، وما يشمله من قضايا كالتحرش الجنسي وزواج القاصرات وفرض الحجاب على الأطفال بالقوة، وما إلى ذلك من قضايا تهم المرأة العربية التي يراها مقهورة ومظلومة ومجبرة لا تختار، ليس في مصر فقط بل في العالم العربي كله.
يُذكر أن رضا عبد العزيز طاف بفرقته العديد من البلدان، وكان آخرها الهند، ويستعد حاليًا لطفرة في عالم الاستعراض من خلال فرقته؛ حيث يستعين بعازفين مكفوفين، ليعزفوا للصامتين وسيشاهد المتفرج مدى الدمج والتناغم بين الرقص والموسيقى.