95 دقيقة هى مدة الفيلم الوثائقى «عن يهود مصر» الذى يوثق لحياة اليهود المصريين خلال النصف الأول من القرن العشرين ويرصد خروجهم الثانى من البلاد عقب العدوان الثلاثى بعد الخروج الأول فى عهد النبى موسى. عرض الفيلم فى إطار بانوراما السينما الأوروبية ليحقق نجاحا لافتا ويثبت أن السينما التسجيلية يمكن أن تجد لها جمهورا إذا توافرت فيها صفة معايير النجاح، حيث عرض الفيلم ثلاث مرات فى يوم واحد وسط إقبال جماهيرى كبير.
وعقب عرض الفيلم أقيمت ندوة لمناقشة أحداثه وأدارها الكاتب إبراهيم عبدالمجيد، حيث رفض مخرج الفيلم أمير رمسيس اعتبار فيلمه «تطبيعا»، وقال إنه مع حق عودة اليهود المصريين الذين قال إنهم «طردوا» من مصر فى الخمسينيات من القرن الماضى، مؤكدا أن ليس لنا الحق فى حرمان مصريين من العودة لبلادهم فى حال رغبوا فى ذلك.
وأضاف رمسيس أنه تربى على أفلام يوسف شاهين التى تناولت تلك الفترة التى كان المجتمع لا يفرق فيها بين الديانات.
من جانبه، قال إبراهيم عبدالمجيد إن الفيلم هو أول عمل يتناول قضية اليهود فى مصر بهذا الشكل، وما حدث مع اليهود فى الخمسينيات كان «خطأ دفعنا ثمنه غاليا»، وأدى لظهور كيان سمى بإسرائيل.
وأشار إلى أن وسائل الإعلام زرعت فى المصريين أن كل يهودى هو جاسوس وصهيونى، مشيرا إلى أن بعض اليهود تعرضوا بالفعل «للاضطهاد والتعذيب فى حقبة الخمسينيات على يد أجهزة الأمن شأنهم فى ذلك شأن الاخوان المسلمين والشيوعيين».
ودخل عبدالمجيد فى نقاش مع مصور الفيلم جون حكيم حول كيفية اختيار صورته ومعالمها وكيف كان يريد أن يبرز علاقة الشخوص فى الفيلم بمصر ، ليرد الأخير أنه يحلم أن تعيش مصر فى عصر لا يوجد به ما يسمى بالأقلية أو الأغلبية بل فيها مواطنون. وقالت الناقدة صفاء الليثى إن الفيلم يمثل مصالحة مع اليهود المصريين، وتساءلت: كيف فكر المخرج فى عرض فيلمه عن اليهود وخصوصا فى ظل حكم الإخوان المسلمين حاليا؟
وعلقت ماجدة شحاتة ابنة شحاتة هارون أحد الشخصيات التى ظهرت بالفيلم مستنكرة: احتكار اسرائيل أن تتحدث عن حق عودة اليهود المصريين لبلادهم؟ وانتقدت ان يركز الفيلم على شخصية مثيرة للجدل مثل هنرى كوريس عكس يوسف درويش وشحاتة هارون.
أما هيثم الخميسى منتج الفيلم فأكد أن فكرة العمل راودته منذ 15 عاما ككاتب للسيناريو ومنذ أربعة سنوات مع أمير كمخرج وهى فكرة مثيرة وحساسة وبالطبع لها مبرر وخصوصا حول المواطنة. استغرق تصوير الفيلم 3 سنوات بين القاهرة والاسكندرية وباريس، ويرصد أجزاء من حياة اليهود بمصر خلال النصف الأول من القرن العشرين وحتى خروجهم الثانى الكبير بعد العدوان الثلاثى فى 1956، وهو محاولة لإجابة أسئلة تتعلق بالتغير فى الهوية المصرية التى كانت يوما ما نموذجا للتسامح وقبول الآخر، وكيف تغيرت تدريجيا بالخلط بين السياسة وبين الأديان إلى مجتمع يرفض الآخر ويلفظه. ويوثّق للمرحلة خلال أحداث الفيلم د.محمد أبوالغار وكتابه «يهود مصر من الازدهار للشتات». من جانبها، قالت ماريان خورى، مسئولة بانوراما السينما الأوروبية إن الإقبال الشديد على الفيلم جاء لعدة أسباب فى مقدمتها أن الجمهور قد اعتاد على مدار الدورات السابقة وطوال عشرة أعوام أن يكون على موعد مع الفيلم الوثائقى الجيد.
حضر العرض الرسمى العديد من الشخصيات بينهم عمرو حمزاوى وزوجته الفنانة بسمة والمنتج محمد العدل والفنانة لقاء الخميسى والفنانة كندة علوش وزوجها الكاتب المسرحى السورى فارس الذهبى، والفنانة الشابة مريم حسن والسيناريست شهيرة سلام والموسيقار يحيى خليل والفنانة نسرين أمين والفنانة جيهان شعبان والفنان وليد فواز.