«احجز مقعدك إن استطعت.. تأهب لحدث يبدو فى بدايته أنه درب من دروب الخيال.. أنت الآن بصدد الإقلاع عن أرض الأوبرا المصرية وبالتحديد مركز الإبداع الفنى بصحبة قائد المركبة الفضائية خالد جلال الذى يطير بك إلى شتى ربوع العالم لتجد نفسك تارة أمام استعراض فرنسى الإيحاء وتارة أخرى أمام رقصة تانجو جنوبية وتارات عدة أمام مزيج من الاستعراضات المتلاحقة السريعة المختلفة الثقافات والاتجاهات الفكرية والمتظافرة داخل إيقاعات صارخة وتعبيرات حركية متناسقة لفرقة ينجح كل فرد فيها أن يلفت إنتباهك ويجذب أنظارك. التلاحق الحدثى المتناغم قد يكون بطلا حقيقيا فى أحيان ليست بالكثيرة ولكنك هنا ما تلبث أن تلتقط أنفاسك حتى تصاب بحالة من الرعب والضحك فى آن واحد، لقد وقعت أسيرا فى شباك خالد جلال الذى نجح فيما يقرب من 40 دقيقة فى استخلاص نفسك من نفسك وإدخالك فى عالم إبهار لم تكن تتوقع أن تقع به فى هذا التوقيت على الأقل.. كل تلك الأحداث تتعرض لها وسط مواقف كوميدية قد تبدو دخيلة على العرض وغير متناسقة فى البداية ولكنك ستفاجأ أنها ثمرة العرض الغنائى الاستعراضى الراقص.. إنك الآن تشاهد العرض المسرحى المبهر «أين أشباحى» الذى تقدمه الدفعة الثالثة بمركز الإبداع الفنى بقيادة المخرج خالد جلال والذى يخص مادة الرقص والاستعراض تحت إشراف المخرجين الشابين ومصممى الاستعراضات ضياء شفيق ومحمد مصطفى.
استخدم خالد جلال فى العرض فكرة «الأساتك» المطاطية على جنبات المسرح حتى تسهل من حركة الفنانين بداخله بحيث يبدو الممثل عالقا بالهواء أو ملتصقا بالجدار وهى الطريقة التى أثارت إعجاب المشاهدين وضحكاتهم فى آن واحد، وكأن العرض يتحدى أفلام الرعب بما تحمله من إثارة والمسلسلات التركية بما تحمله من تشويق وجذب لانتباه المشاهد المصرى فى هذا العمل الذى يقدمه لايف بدون أى مونتاج أو إعادة على الهواء مباشرة.
قصة العرض تدور حول منزل مهجور يعين عليه ثلاثة من أفراد الأمن الذين يمثلون عنصر الكوميديا بالعرض يتجولون داخل المنزل فى البداية بطريقة طبيعية ثم يظهر لأحدهم بعض الأشباح الراقصة وعندما يحكى ما رآه لأصدقائه لا يصدقونه حتى يتعرضون بأنفسهم لرؤية الأشباح بأنفسهم تخرج من جدار المنزل وتثير الرعب بداخلهم.
وعن رقصات العرض قال ضياء شفيق: استغرقت أكثر من 6 أشهر مع طلبة الدفعة الثالثة البالغ عددهم 25 فنانا لتدريبهم على 6 استعراضات أولها مشهد ماين وثانيها استعراض على نغمات موسيقى هندى بينما باقى الاستعراضات تصنف ضمن اللايف ميوزيكال بإيقاعات مختلفة.
وأضاف: درست فى معهد البالية ثم سافرت إلى روسيا وقدمت هناك العديد من الاستعراضات التى لاقت نجاحا كبيرا ثم قررت أن أعود إلى مصر لكى أبتكر بعض الإستعراضات التى تجمع بين المصرية والعالمية واعتقد أن تصميماتى الاستعراضية فى «أين أشباحى» بالتعاون مع صديقى محمد مصطفى والمخرج الرائع خالد جلال حققت الكثير مما كنت أصبو إلى تقديمه فى بلدى الحبيبة مصر.
شاهد عرض «أين أشباحى» العديد من الفنانين والنقاد والشخصيات العامة وحصل على إعجاب معظمهم كما أثنى عليه د.محمد صابر عرب وزير الثقافة الذى شاهده مؤخرا وقرر عرضه فى محافظات مصر المختلفة تحقيقا للتواصل الثقافى بين المحافظات بداية بالإسكندرية وانتهاء بالأقصر وأسوان مؤكدا أن هذا الفن الذى يقدمه جلال جدير بالاحترام والتقدير ولابد أن يراه أكبر عدد ممكن من المصريين.