تطورت الاحتجاجات والاشتباكات في مدينة القرداحة، مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد؛ لتصل حد خطف 3 فتيات من عائلة الخيّر من قبل من وصفوا ب«شبيحة» آل الأسد الذين قالوا إنهم: "سيربون القرداحة بهؤلاء الفتيات"، حسبما أفادت إحدى الناشطات العلويات. وأضافت الناشطة ل«سكاي نيوز عربية»: "قالوا إنهم سيربون القرداحة بالفتيات المخطوفات، كما قالوا من قبل إنهم سيربون درعا بأطفالها المعتقلين، وهذا ما لن يحدث". وأوضحت أن: "حادثة الخطف ليست بجديدة على العائلات العلوية التي طالما عانت من تشبيح عائلة الأسد وأعوانهم، لكنها وللمرة الأولى، يكون هذا الاختطاف على خلفية الاختلاف بالآراء السياسية".
وتداولت مصادر مختلفة أن الرئيس السوري على اطلاع مباشر على ما يحدث في مدينته القرداحة، ويبدي قلقًا حيال الأحداث فيها، فيما يدور الحديث عن عرض قدمه الأسد لعائلتي الخيّر وعثمان بمغادرة القرداحة مقابل معاقبة من قتل لهم أفرادًا من أسرتهم.
كما قام "الشبيحة" بإحراق محال عائلات الخيّر وعبود وإسماعيل في القرداحة، وانتشرت الحواجز الأمنية في المدينة في تطور جديد للأحداث هناك، وفقًا لأحد الناشطين في مدينة القرداحة على فيسبوك.
وقال الشيخ عدنان العرعور، أحد أهم الشيوخ السنة المؤيدين للثورة السورية، وله أتباعه ومريدوه في الداخل السوري، على حسابه في تويتر: "إن ما حدث في القرداحة من بغي آل الأسد على عوائلها لدليل على إصرار العصابة الأسدية بالبغي على الجميع للتفرد بالحكم، فهبوا يا شرفاء الطائفة مع ثورتنا".
وعانت مدن اللاذقية وجبلة والقرداحة وطرطوس وأغلب قرى الساحل السوري من قمع وتشبيح الشبيحة التابعين لعائلة الأسد وأقاربهم على مر سنوات طويلة قبيل الثورة السورية، منذ أواخر 1975، وعمل بشار الأسد على ضبطهم وكبحهم ما بين عامي 2002 و2003، وفقًا لمعارضين علويين.
يشار إلى أن تسمية "شبيح" تعود إلى السيارة الأكثر استخدامًا لدى تلك المجموعات وهي "المرسيدس - الشبح"، أو إلى تشبيه ممارساتهم الإجرامية بما تفعله الأشباح.
وكان 8 أشخاص، من عائلات الخيّر وعثمان وعبود، قتلوا الأحد الماضي في اشتباكات مع شبيحة آل الأسد على خلفية الاختلاف بالرأي السياسي إزاء ما تشهده البلاد.
وتعتبر عائلة الخيّر من أكبر عائلات القرداحة، ولها مكانة ثقافية ودينية لدى الطائفة العلوية، وقد امتنع أبناؤها عن حمل السلاح لرفضهم العنف المنتشر في البلاد.