• العملية تمت فى مستشفى جامعة جوتنبرج بالسويد لسيدتين فى الثلاثينيات تلقين أرحام أمهاتهن.. الأولى استأصل رحمها لإصابتها بالسرطان والثانية ولدت بدون رحم •على المرأة المتلقية لرحم أمها أن تنتظر عاما كاملا قبل أن تبدأ التلقيح الصناعى أملا فى الحمل • شارك فى العملية فريق من عشرة جراحين بعد جهد استمر عشر سنوات تم فيها التجريب على الفئران والخنازير والقردة • سيسمح لهن بالحمل مرتين يستأصل بعدهما الرحم لتفادى الأعراض الجانبية للأدوية المثبطة للمناعة • تتوقف المرأة عن التبويض فى الخمسينيات لكن يظل رحمها إلى ما بعد الستينيات قادرا على العطاء حى الأنسجة • إذا اكتملت التجربة كان المرة الأولى فى التاريخ التى تأتى الأم ووليدها من رحم واحد
لحظة بلاشك فارقة فى تاريخ العلم الحديث تلك التى تعلقت فيها أنظار العالم للحدث العلمى المهم الذى أعلنته السويد صباح الثامن عشر من شهر سبتمبر الحالى.
نجح علماء السويد فى إجراء عملية دقيقة فريدة لزراعة رحم أم فى ابنتها. التجربة شملت امرأتين فى الثلاثينيات من العمر. الأولى فقدت رحمها الذى تم استئصاله منذ سنوات إثر إصابتها بسرطان عنق الرحم. أما الثانية فقد ولدت بلا رحم.
العمليتان أجريتا فى يومين متعاقبين 16 و17 سبتمبر وقد استغرقت كل منهما سبع ساعات متصلة. قام بالعمليتين فريق من أطباء وجراحى جامعة جوتنبرج السويدية Univirsity of Gothenburg اقتصر البيان القصير الذى أصدرته المستشفى على إعلان الخبر لكن إدارة المستشفى سمحت للجراحين بالحديث لوسائل الإعلام وان أصرت على الاحتفاظ بأسماء السيدات الأربع إلى حين.
كيف بدأت القصة؟
تحدث رئيس فريق الجراحين إلى وسائل الإعلام ملتقطا طرف الخيط: د. بران ستروم Dr. Mats Brannstrom «واتتنى الفكرة أثناء فترة عملى بأستراليا. كان على يوما أن أواجه شابة صغيرة بأنه يجب استئصال رحمها إذا أرادت الحياة. كان الأمر صعبا للغاية لكنها تقبلت الأمر وبغاتتنى بسؤال: هل يمكنك أن تنقل لى رحم أمى؟ إنها على استعداد.
عدت بالفكرة إلى السويد وبدأت أدرس الأمر واستعد له منذ عام 1999 كانت الفكرة بالفعل جيدة. إذا أن السويد تحظر عملية استئجار الأرحام التى تبيحها بلاد كثيرة. يمكن للمرأة غير القادرة على حمل جنينها فى رحمها بسبب أو لآخر أن تستأجر رحم سيدة أخرى ليزرع فيه جنينها الذى يخضع للتلقيح الصناعى فيما يعرف بطفل الأنبوب. حينما يتم الحمل فإن الأم التى قبلت أن يسكن رحمها طفل ليس من بويضاتها عليه أن تسلمه للأم التى أعطت بويضتها.
إلى جانب تحريم تلك الطريقة فى السويد لاعتبارات أخلاقية فإن زراعة رحم الأم لابنتها يبدو أمرا مقبولا للعلاقة الإنسانية بين الأم وابنتها إلى جانب العلاقة البيولوجية. تطابق الأنسجة بين الأم وابنتها قد يقلل من جرعات الأدوية المثبطة للخناعة التى ستتلقاها حتما الابنة. فما زال رحم الأم جسما غريبا سيحاول جسم الابنة ان يلفظه.
هناك أيضا احتمالات النزيف والعدوى والجلطة ولكن فى صورة تقل كثيرا إذا ما كان الرحم الذى ستتم زراعته لامرأة غريبة تبرعت به.
محاولات سابقة بدأتها السعودية وتركيا
العملية التى أجراها جراحو السويد بلاشك تعد أول عملية لزراعة رحم أم لابنتها. لكن السبق فى عمليات زراعة الرحم كان للسعودية حيث تم زراعة رحم سيدة لفى السادسة والأربعين توفيت فى حادث سيارة لامرأة فى السادسة والعشرين من عمرها ولدت بلا رحم. نجحت العملية بصورة تقترب من الكمال إذ قدر لتلك الشابة أن تستقبل دورتها الشهرية لمرتين متعاقبتين لكن جلطة مفاجئة أصابت أنسجة الرحم بعد 99 يوما فكان أن استأصل معها الرحم فانتهى الحلم قبل أن يبدأ.
المحاولة الثانية أقدم عليها جراح لأمراض النساء يعمل فى مستشفى جامعى بأنطاليا تركيا. د.عمر أوكزان Dr. Omar Okzan قام د.عمر بزراعة رحم سيدة متبرعة لشابة فى الواحد والعشرين من عمرها فى أغسطس الماضى 2011. كان لتلك الشابة من الحظ أن يعمل رحمها بصورة صحية سليمة فقد تحقق لها دورة شهرية كاملة لستة أشهر متعاقبة ومازالت تحت الملاحظة استعدادا للتلقيح الصناعى حينما تواتيها الدورة الشهرية للمرة الثانية عشرة ويصبح الرحم مستعدا تماما لاستقبال الجنين.
كيف تجرى عملية زرع الرحم؟
ككل عمليات زرع الأعضاء يشترك فريق متكامل من الأطباء والجراحين والفنيين والممرضات على مستوى عال من التدريب والمهارة.
ينقسم الفريق إلى فريقين يهتم أحدهما بالإنسان المانح للعضو والآخر بالإنسان المتلقى.
فى حالة زراعة الرحم يبدأ الفريق الذى يتولى أمر الأم فيستأصل الرحم من خلال شق جراحى فى البطن ليضعه برفق فى حمام من الثلج لمدة لا تتجاوز العشرين دقيقة يراعى فيها الاهتمام بالأوعية الدموية.
ينقل الرحم إلى المرأة المتلقية ليثبت فى مكانه التشريحى الطبيعى ويتم توصيله بأنسجة المهبل عند فتحه. بعد التأكد من بدء عمل الدورة الدموية فى الشرايين والأوردة ينهى الجراحون عملهم فى انتظار النتائج.
يرتبط نجاح العملية برد فعل الجسم وقدرة الرحم على النهوض بوظائفه الفسيولوجية الطبيعية والتى تأتى فى مقدمتها قدرته على الاستجابة للهرمونات وبدء الدورة الطبيعية الشهرية.
انتظام الدورة الشهرية لشهور متعاقبة تأكيد لقدرة الرحم على تحمل تبعات الحمل ومسئولياته البيولوجية.
ما هو مستقبل هذا الحمل؟
يتمنى بالطبع الأطباء أن يكتمل الحمل دون صعوبات خاصة أن المرأة التى تمت لها زراعة الرحم تضطر لتلقى جرعات دائمة ومستمرة من الأدوية المثبطة للمناعة. إلى جانب الأعراض الجانبية المختلفة فان هبوط مستوى مناعة الحامل يعرضها للإصابة بالعدوى فى مواجهة أى ميكروب ولو ضعيف الأثر.
مشكلات تكوين المشيمة بصورة قد لا تسمح بأدائها لوظيفتها المهمة للطفل.
مخاطر الولادة المبكرة فى أى وقت قائمة وربما كانت أهم ما يواجه الطبيب من صعوبة إلى جانب احتمالات تكوين جلطات الرحم التى تهدد بنهاية الحمل.
لذا فالحكم النهائى على نجاح العملية يبقى مؤجلا لحين ينصت الحكام لصراخ طفل ربما تمناه الجراحون قبل أمه نفسها.
زراعة الرحم أمل الراغبات فى الأمومة
تقدر جماعة جوتنبرج عدد السيدات اللائى يطمحن لإجراء تلك العملية فى السويد حاليا بألفى سيدة بينما يتصاعد الرقم فى تقديرهم إلى عشرة آلاف سيدة فى إنجلترا المعروفة بريادتها لأبحاث وتجارب الخصوبة.
ويستعد الفريق الجراحى لإجراء ثمانى حالات لزراعة الرحم سبع منها من أمهات لبناتهن بينما الثامنة من أخت أكبر لأختها الأصغر.
الرأى الآخر
مازالت السويد تتلقى تهانى العالم على تلك الخطوة الرائدة منتشية بما أحرزه جراحوها من سبق وما حققوه من نجاح. لكن ربما كان هناك لآخرين رأى آخر فى الأمر.
رغم أن الولاياتالمتحدة تتبنى نفس الفكرة ولها برنامجها الذى يكاد يلحق ببرنامج السويد فيما يتعلق بعمليات زراعة الرحم. إلا أن تصريحات جراحى أمراض النسا والولادة فيها قد تشى ببعض ما فى نفوسهم من أفكار سلبية.
«مازال الوقت طويلا أمام عمليات زراعة الرحم حتى تتحقق منها فائدة حقيقية. عندما بدأت عمليات زراعة الأعضاء فى الخمسينيات والستينيات والسبعينيات كان الغرض هو حماية حياة الإنسان.
نقل الكلى أو الكبد أو القلب عمليات تنقذ أرواح البشر. لكن نقل الرحم؟ لماذا؟
على السيدة التى بلا رحم أن تستأجر رحما لجنينها إذا كانت الأمومة هى قضيتها الأولى».
كان هذا تعليق أحد أشهر جراحى أمراض النسا فى أمريكا د. ميكل جرين
Dr. Micheal Grun of Massachuschs General Hospital
للرأى بلا شك وجاهته خاصة أن تكاليف العملية فيما يبدو خيالية ورصد تلك الميزانية الضخمة ربما كان من الأكثر حكمة توجيهها لأغراض بحثية تتعلق بأمراض مازالت الوقاية منها أمل فى انقاذ حياة الملايين من البشر كالإيدز والدرن الرئوى وأمراض سوء التغذية عند الأطفال. لكن يظل للعمل سلطانه ورغبة حقيقية تدفع العلماء لارتياد المجهول وتحقيق المستحيل وتحدى الصعب.
بالعلم كان للرحم أن يستقبل الأم ووليدها فى صورة غير مألوفة للطبيعة البشرية. إنها بلا شك معجزة تحدث فى السويد.
ا لكولين.. عنصر غذائى ينبه موروثاتك الجينية
من المألوف أن يوصى الأطباء بجرعات من حامض الفوليك (Filic acid) أحد أعضاء أسرة فيتامين (ب) المركب فى بدايات حمل المرأة وعند إتمامه لأهميته فى عمليات اكتمال بناء الجهاز العصبى إلى جانب احتمالات التشوهات الخلقية إذا ما غاب بصورة واضحة. دراسة حديثة فى علوم الوراثة قام بها فريق من أطباء تخصصوا فى الحمل الخطر وفريق آخر من أطباء الوراثة بالتعاون مع فريق من أطباء التغذية الاكلينيكية من جامعتى كورنيل ورورشيستر Cornell University Orichster قدموا إضافة مدهشة نشرتها الدورية العلمية FAESB Jouenal هذا الأسوبع. مادة الكولين (Choline) المتوافرة فى اللحوم والبيض ومنتجات الألبان أيضا فى الكرنب والقرنبيط وجنين حبات القمح لها أثر مماثل للفوليات وأهميتها تماثلها. لذا يجب على الحامل أن تضمن طعامها كل مصادر الكولين التى يحسن بالطبع أن تكون طبيعية.
كيف يلعب الكولين هذا الدور المهم فى حياة الجنين وما الذى يسفر عنه؟
تشير الدراسة إلى أن نسبة عالية نسبيا من الكولين فى دم الأم ومنها إلى جنينها قادرة على مواجهة ما يتسلل إليه من عوامل قد تزيد من حساسيته لهرمون الضغط العصبى (الكورتيزول) الأمر الذى يعتقد أن منشأ التفاعلات الوراثية التى تقود إلى العيوب الخلقية والتخلف العقلى والأمراض المزمنة على مدى الحياة فيما بعد مثل الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
وفقا للأحداث من نظريات الوراثة (Epigenesis) فإن الجنين يتكون بطريقة التخلف المتعاقب بمعنى آخر يتخلق بسلسلة من التشكيلات المتعاقبة المتتالية والمترتبة على بعضها البعض. فيما سبق كان يعتقد أن كل أعضاء الجنين موجودة مسبقا فى الجرتوية أو البويضة التى تم تلقيحها.
رغم أنه قد اكتمل منذ عهد قريب التوصيف الكامل فموروثات الإنسان الجينية (الجينوم) إلا أن الأسرار الوراثية فيما يبدو لن ينجلى تماما.
خلال عملية تخليق الجنين داخل الرحم أصبح من الممكن فى وجود تقنيات علمية بالغة التعقيد رفيعة المستوى الفنى فى أداء الاختبارات رصد دلالات معينة على حامض دى. إن. إيه الذى منه تتكون الجينات وبالتالى صفات ومواصفات الجنين وأعضائه المختلفة، تتطور الجينات الموجودة كأصابع البيانو التى تصدح بالموسيقى على اختلاف نغماتها رغم ثبات الأصابع البيضاء والسوداء وفقا لأصابع الإنسان التى لمسها برفق كان أو بعنف وانفعال.
رصد الباحثون الدلالات الوراثية فى وجود نسبة عالية من الكولين فوجدوها تلك التى تؤثر فى محور هورمونى يربط بين المخ (الهيبوتلامس) والغدة النخامية والغدد فوق الكلوية (HPA AXIS).
الواقع أن ذلك المحور الهورمونى مسئول عن كل هورمونات الجسم الإنسانى بشكل أو بآخر. وله أهمية فريدة فى تنظيم أعمال الهورمونات وتأثيراتها المختلفة.
هذا المحور أيضا مسئول عن إفراز هورمون الكوريتزول (Cortisol).
ارتفاع نسبة الكورتيزول فى دم الجنين نتيجة ارتفاعه فى دم الأم الحامل نتيجة تعرضها للضغوط العصبية المختلفة ينذر باحتمال إصابة هذا الجنين بأى من الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم أو السكر. أىضا باحتمالات الإصابة بمتلازمات مرضية مختلفة تؤثر فى عمليات التمثيل الغذائى فيما بعد.
تعلق الطبيبة ايفابريسمان EVA K.pressman أستاذ أمراض النساء والمتخصصة فى الحمل الخطر بجامعة روشستر بعد مشاركتها فى أعمال البحث على النتائج بقولها: الدراسة مهمة ونتائجها تجزم بأنه مازال لدى الإنسان ما يقدمه من جهد يساهم فى دعم الموروثات الجينية فلم يعد حامض دى، إن. إيه قدر يمكنه تدمير اجنتنا دون مقاومة تذكر منا! الكولين موجود فى متناول يد الأم الحامل فقط عليها أن تنتبه لضرورة وأهمية دوره فتضمن فى قائمة طعامها اليومية قدرا كافيا منه.
فيروس الإيدز: السم والترياق فيروس الإيدز: وباء هذا العصر هل يمكن استخدامه لعلاج السرطان؟ الإجابة تأتى بنعم إثر نشر نتائج دراسة علمية مهمة نشرتها الدورية العلمية Plos Genetics فى 23 أغسطس 2012.
من المعروف عن فيروس الإيدز أنه يكتسب شراسته من قدرته المذهلة على تغيير صورته بمجرد دخوله خلايا جسم الإسنان. قدرته على التنوع وإنتاج صور منه متعددة داخل الخلايا تدعم قدرته على الانقسام بسرعة خارقة إذ إنه بقدرة طاغية يخترق شفرة الخلايا التى يحتلها ويطوعها. تلك القدرة المذهلة كانت محل انتباه فريق للبحث العلمى من معهد علمى باستراسبورج: CNRS Institute de Biologie Moleculaire et Cellulaire فقام برصد تلك التحولات التى يحدثها فيروس الإيدز بمعاونة أحد البروتينات فى تركيبه الوراثى والتى تمكنه من مقاومة كل العقاقير التى يستخدمها العلم لمكافحته بلا جدوى. وكانت فكرة البحث المدهشة: هل يمكن استغلال تلك الخاصية فى علاج أمراض الخلايا خاصة السرطان؟
بدأ الباحثون بإحداث طفرة فى فيروس الإيدز بتحويله إلى كيان وراثى مختلف تماما بإدخال جين إنسانى إليه يوجد فى كل خلال الإنسان يرمز إليه (dck) بروتينى الطبيعة مكافح للرسطان إذ إنه يدعم عمل الأدوية التى تستخدم لعلاج السرطان ويساهم فى نشاط عملها داخل الخلايا.
الواقع أن الفكرة فى حد ذاتها ليست جديدة فقد سبقت محاولات معهد استراسبورج محاولات عديدة. الجديد فى تلك التجربة أن فريق البحث العلمى اختار ثمانين نوعا من تلك البروتينات التى يمكن استحداثها لتحمل نفس التسمية (dck) داخل الموروث الجينى البشرى لتجربتها فى وجود أحد العقاقير المستخدمة فى علاج السرطان.
من ثمانين نوعا من تلك الأنواع من البروتين برز أحد تلك البروتينات (dck) الذى كان له أثر مدهش فى زيادة فاعلية العقار المستخدم لعلاج تلك الخلايا السرطانية بنسبة 300:1 مقارنة بالموروث الجينى البروتينى الذى يوجد بصورة طبيعية فى خلايا الإنسان فى حالة استخدام الجرعة العادية المتعارف عليها دوليا. نجاح التجربة على مستوى مزرعة الخلايا سيتيح بلا شك قريبا أن تجرى ذات التجربة على حيوانات التجارب ثم الإنسان.
أهم النتائج المنتظرة هو احتمال تخفيض جرعات الأدوية والعلاج الكيماوى إلى الحد الأدنى نتيجة زيادة حساسية الخلايا السرطانية فى وجود ذلك البروتين المستحدث. بالتالى يمكن العلاج بأمان دون تأثيرات جانبية كما يحدث الآن.