انتهى المخرج التونسي شاكر بن يحمد من وضع لمساته الأخيرة على فيلمه الجديد "إذاعة الشيطان"، الذي رمز له ب66.6 FM، وتم تقديم الفيلم إلى لجنة التحكيم في مهرجان دبي السينمائي الدولي. وقال بن يحمد: "إن الفيلم يتحدث عن التضليل الإعلامي الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام، أثناء تغطيتها للثورات العربية."
وأضاف، أن الفيلم لا يخص بلدًا بعينه أو ثورة دون أخرى، بل هو محاولة لكشف كيف يتم التضليل الإعلامي أثناء تغطية نفس الحدث؛ ففي حين تصر إحدى وسائل الإعلام أن الوضع هادئ ومستتب أمنيًا في مدينة ما، تروج وسيلة إعلام أخرى إلى أن الوضع شبه كارثي في نفس المدينة، ما يؤثر في المتلقي وطريقة استقباله للمعلومة، وذلك بحسب وعي المتلقي وقدرته على التمييز بين الإعلام الصادق والإعلام المضلل.
ويشير بن يحمد إلى أنه غير مؤمن بالحيادية المطلقة، ويعتقد أن العرب ضحية الإعلام المضلل.
وشارك في الفيلمأ ممثلون من 7 جنسيات مختلفة، وتم تصويره في مملكة البحرين؛ لتشابه بيئة الفيلم مع البيئة الشعبية في مدينة المحرق والبيئة الصحراوية في منطقة الصخير.
وختامًا، يؤكد بن يحمد أن لعبة التضليل الإعلامي نجحت إلى حد كبير في التسويق لصالح الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، والرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، في بداية الثورتين التونسية والمصرية، لكن وسائل الإعلام المضللة لم تنجح في تسويق بشار الأسد وعلي عبد الله صالح ومعمر القذافي، ما يدل على أن التضليل الإعلامي مهما كان متقنًا إلا أن فترة صلاحيته محدودة، وبعدها يصبح مكشوفًا ونقطة سوداء في سجل وسيلة الإعلام التي تمارس التضليل.
جدير بالذكر، أن بن يحمد قد حصل على الجائزة الثانية في مهرجان أبوظبي الدولي للسينما عن فيلمه الأول "يومك".