اختلفت بعض الآراء والتعليقات، على أول مقال للدكتور باسم يوسف، ب«جريدة الشروق» اليومية، والذي اختار له موضوعًا شائكًا بعنوان "فوائد الإلحاد"، وبرغم الاختلاف في تعلقيات القراء، إلا أن أغلبهم احتفى بتجربة باسم يوسف الأولى في الكتابة الصحفية. وتحت عنوان "فوائد الإلحاد" تحدث باسم يوسف، قائلا: "إن القنوات الدينية التي تحمل عنوان "الإسلام قادم" هي بعيدة كل البعد عن الإسلام ولو استمرت في سياستها بهذه الطريقة، سنصل قريبًا إلى رؤيه شعار "الإلحاد قادم".
وتابع يوسف: "صدمتك؟ أنا آسف، استحملني، لكن تعال نتكلم بصراحة، هل هناك ملحدون في مصر والعالم العربي أم لا؟ إذا أجبت بلا، فأرجوك أن تتوقف عن القراءة الآن؛ لأن هذا معناه أن حضرتك تعيش في مدينة موجودة فقط في مسلسل على هامش السيرة؛ حيث الجميع موحدون بالله."
واختتم مقاله بقوله: "وفي النهايه يا سيدي، لو انت شايف أن كل الكلام اللي أنا بقوله ده غلط، وإن احنا بلد متدين بطبعه، وأن إيرادات فيلم شارع الهرم وترتيبنا المتقدم في البحث عن الجنس على الإنترنت وحفلات التحرش الجماعي كل عيد ما هي إلا مظاهر استثنائية، ولا تعكس طبيعة المجتمع."
وعلى موقع الجريدة الإلكتروني، علق عدد من قراء «الشروق»، مايقرب من 50 قارئًا معظمهم يهنئون باسم يوسف بأول كتاباته الصحفية، وأيضًا على فكرة المقال الجريئة؛ فقال محمد سعد: "أنا سعيد يا باسم، أنك فتحت موضوعا زي ده؛ لأني أول مرة قابلت الموقف ده مكنتش فاهم أعمل إيه، واحد صاحبي بيقولي أنا مش مؤمن بدين ومكنتش مؤمن بالله، الموقف كان صعب؛ لأني مكنتش متخيل أن في واحد مسلم في البطاقة وهو مش معترف بالدين أصلا، بس على العموم لازم نأخذ بالنا، أن الدعوة العالمية للإلحاد تمارس نشاطها بقوه وبأسلوب مرغوب حتى برامج الدعوة للإلحاد تمتاز بأسلوب مشوق، كأنك بتتفرج على عمل فني مش اتجاه ديني".
وفي نفس السياق، أبدى هشام متولي إعجابه بالمقال، وقال، إنه يجب تعديل مناهج التربية الدينية الإسلامية والمسيحية في المدارس، كما يجب الاهتمام بتعديل أسلوب الدعوة -كما تقول- وتطوير الدعاة وتسليحهم بكيفية المناقشة، وتطوير أدائهم ومعلوماتهم العامة الحالية، وليس انغلاقهم على كتب التراث فقط، بارك الله فيك يا باسم.
كما قال محمد ياسين: "والله أنا شايف، أن هذا الكلام لو يقصد به الدكتور باسم توعية الأمة والمشايخ على الدعوة، فجزاه الله كل خير، فهناك فعلا كثير من المشايخ تركوا الدعوة واتجهوا لتكوين أحزاب وصراعات سياسية، وأولى لنا قبل أن نطبق الشريعة الإسلامية، أن يفهم الناس معنى الدين؛ فالدين المعاملة، حتى يكون الناس متقبلين تطبيق الشريعة من المسلمين وغيرهم."
وأكد القارئ عادل شعبان، قائلا "فكرة المقال في منتهي الروعة -لكنه طويل- واعتقد أن انتشار أي دين أو فكرة يبدأ بالدعوة ونشر حب الفكرة بين الناس، ومن العجيب ما ورد في مذكرات الدعوة والدعاية لحسن البنا؛ أنه بدأ دعوته بحرفيين وكان يجوب المقاهي ويعظ الناس ويعلمهم، كما أنه لم يترك المساجد ولا محاورة رجال العلم وشيوخ الأزهر والوجهاء، فقد تنتج عن الدعوة من يؤمن بفكرتك ويدافع عنها ويعمل لها، ومن يؤمن بها ويساندها ولايدعو لها ولا ينشرها، ومنهم من يتأثر بها تراكميًا، حتى تأتي الفرصة التي يدخل فيها، ومن الناس من يحاربها ويقف لها بالمرصاد".
وقال هاني إسماعيل في تعليقه: "مقال خطير، أؤيد كل ما جاء فيه، أنا لا أكتب في مثل هذه المواضيع، ولكني ألخص زمننا المعاصر عندنا شكل ديني، أما المضمون فهو أقرب إلى الإلحاد، هذا مما أراه حولي وخاصة في مجال تخصصي."
كما علق قراء الجريدة على موقعي التواصل الاجتماعي «تويتر وفيس بوك»؛ حيث وصل عدد التعليقات أكثر من 600 تعليق، وعبروا عن سعادتهم لدخول باسم يوسف مجال الكتابة الصحفية.
ومن بين هذه التعليقات المرحبة بفكرة المقال، قالت هدى الترهاني: "إن هذا مقال فوق الممتاز بجد، وفعلا نسبة الإلحاد زادت بطريقة مش طبيعية وعمر المنع والقتل والحد هيبقوا الحل أبدا."
وعلق الدكتور عبد المحسن سعد الرويشد على المقال، قائلا: "إن الإلحاد عار وغلق متعمد لكل حواس الإدراك للفهم واليقين بوجود الله جل وعلا، وألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، قال تعالى (من يرد الله ان يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقًا حرجًا كمن يصعّد فى السماء".
وقال أحمد ثروت: "المقال غاية في الروعة والجمال .. بس احنا اللي فعلا بنحب نخبي دماغنا في الرمل.. أنا مش فاهم ليه كل الهجوم ده، كل مافي الأمر أنه استعرض مشاكلنا من غير حرج، واقترح الحل في الخطاب الديني والشباب والأجيال الجديدة."
ومن جهة أخرى، انتقد عدد ليس بكثير المقال؛ سواء من القراء على الموقع الإلكترونى للجريدة أو على صفحتيها بموقعي التواصل الاجتماعي تويتر وفيس بوك، وكانت أغلب الانتقادات أن المقال كان طويلا جدًا، وأنه ناقش موضوعًا غاية في الجرأة؛ حيث قال أحمد سليمان: "دكتور باسم.. أولاً مبروك على المقال، ثانيًا.. اْختلف معاك في حجم المشكلة، فحضرتك صورت أنها ظاهرة كبيرة تكتس الشارع المصري، وخلطت بين العصاة والمقصرين ممن يفطروا رمضان مثلا بمنكري الدين من الأصل، وهذا خلط لا يقع فيه باحث زي حضرتك".