لا تملك سوى أن تحب شخصيات مسلسل خرم إبرة رغم جرائمهم.. فالبطل نصاب وصديقه مزور وشقيقة البطل إمرأة مستبدة لا تمانع فى فضح أسرار جيرانها إذا ضايقوها أو طالبوها بحقوقهم ورغم ذلك فتجد أن أهم صفاتهم الطيبة والشهامة. يقول مؤلف المسلسل حسان دهشان، الذى يخوض أول تجربة درامية حقيقية له على حد وصفه، نحن نتحدث فى هذا العمل عن طبقة تمثل حوالى 40% من المصريين والتى يطلق عليها الطبقة المهمشة التى لا تمتلك حق الاختيار للعيش فى حياة أفضل ولا يجدوا أمامهم سوى الوسائل غير القانونية لتحسين مستوى معيشتهم حتى لو من خلال خرم الإبرة، وليس بغريب أن يتعاطف معهم المشاهد تضامنا مع الظروف الصعبة التى يمر بها أبناء هذه الطبقة الذين دفعوا الثمن الحقيقى لفساد نظام دام 30 عاما.
وفى الوقت نفسه يرفض دهشان اتهامه بتبرير الخطأ والدافاع عن المجرمين، ويضيف: لا يوجد أحد سوى تماما وكلنا نخطئ ورغم هذا فأنا لا أبرر، وليس دورى أن أبرر ولكن الواقع أكثر تعقيدا وأشد قسوة مما نعرضه فى المسلسل.
وعن تحول أحداث المسلسل فى النصف الثانى إلى ما يشبه الفيلم الهندى، ضحك قائلا: لا أعتبر أن هذا الأمر فيه إهانة للعمل خاصة أن السينما الهندية أصبحت تنافس بقوة السينما الأمريكية ولكن التغيير الذى طرأ على النصف الثانى من العمل كان متعمدا.. فقد كانت تواجهنى مشكلة معقدة، فالنصف الأول من الاحداث ملىء بالميلودراما وكنت بحاجة لفك هذه المسألة فالمواطن المصرى مش ناقص هم فلجأت لمجموعة مواقف كوميدية لأرسم البسمة على وجه المشاهدين لكن بشكل منطقى.
فالبطل سعيد البرنس هذا النصاب خفيف الدم أحد شباب الطبقة المهمشة والذى يسعى للثروة منذ بداية الأحداث يجد أن أمواله التى أخيرا نالها بعد مشوار صعب فى جعبة تلك الأسرة التى ظلمها منذ 5 أعوام حينما استولى على الأوراق الشخصية وجواز سفر ابنها الأكبر وعائلها الوحيد بعد تعرضه لحادث سيارة ومن هنا قاده فكره ليحتل شخصية ضابط المخابرات ليسترد أمواله وتتصاعد الأحداث.
وعما اذا كانت رغبته فى إضافة مواقف كوميدية هى التى دفعت أسرة العمل للاستعانة بالأسطىزلطة أو الفنان مدحت شاكر تلك الشخصية التى انتشرت عبر الانترنت والفنان رامى غيط أوضح: بالنسبة لمدحت شاك.. بالطبع استعنا به لإضافة مواقف كوميدية ولقد أجهدنا بشكل كبير فى البحث عنه وايجادة عبر الانترنت للعب دور شقيق عنايات رحاب الجمل، وحينما وقف أمام الكاميرا ورأيت أداءه الرائع تمنيت لو كانت مساحة دوره أكبر خاصة أنه حقق نجاحا كبيرا مع المشاهدين.
أما رامى فلم يكن السبب إضافة جرعة كوميدية لكن لاقتناعى بموهبته وبأنه ممثل ممتاز ولولا ولعه بلعب الشخصيات الكارتونية لكان من الممكن أن يكون له شأن آخر مع إبرازه لامكانياته الفنية.
ورفض مؤلف خرم إبرة اعتبار شخصية عمر سعد بالنمطية بالنسبة له، حيث سبق الجمهور أن شاهده فيها أكثر من مرة، موضحا: ربما البيئة مشابهة وهذا الأمر يبدو رسالة يتبناها عمرو سعد الذى يميل بشكل كبير لطبقة المهمشين ويسعى جاهد لتسليط الضوء عليهم، لكن بالطبع ليست هناك أى علاقة بشخصية سعيد البرنس فى خرم إبرة، بدوره فى مسلسل عبدالعزيز الذى يجوز لنا أن نتهمه بالنمطية الشديدة وهو يجسد قصة صعود رجل بسيط يعمل فى شارع عبدالعزيز.
وأشاد دهشان بالفنانة سوسن بدر التى لعبت دور عواطف شقيقة سعيد البرنس، قال إنه لو كان الأمر بيده لمنحتها جائزة أحسن ممثلة بعد نجاحها فى لعب الشخصية بشكل عبقرى وهى تقدم نموذج السيدة المقاتلة وتواجه كل الظروف بقوة وشراسة، وأيضا الفنانة هالة فاخر أو جليلة تلك النموذج للمرأة الحنون الضعيفة التى كانت دوما تعيش وراء الرجل.. أما زوجها أو ابنها البكر وحينما اختفى الاثنان نزلت الشارع حتى تنفق على أسرتها الصغيرة.
وكشف أن خرم إبرة كان مشروعا لفيلم سينمائى، وقال: كان هذا العمل فى البداية مجرد فكرة لفيلم سينمائى جمعتنى بصديقى المخرج إبراهيم صخر وعرضناها على عمرو سعد لكنه رأى أن الفكرة تحتوى على تفاصيل كثيرة لا يمكن ترجمتها فى فيلم حتى لو استمر عرضه لأكثر من ساعتين، وطلب تحويله الى مسلسل تليفزيونى واقتنعت بالفكرة وسعيت جاهدا ألا يصاب العمل بمرض المط وبطء الايقاع الدرامى.. فلجأت الى كتابة شخصيات متوازية ومنتجة تثرى من قيمة الأحداث.