نجاة برشلونة

● تابع أولى مباريات الكلاسيكو هذا الموسم بين ريال مدريد وبرشلونة ملايين المشاهدين فى أكثر من مائتى دولة حول العالم، وشاهدنا استاد سانتياجو بيرنابو محتشدا بالجماهير فى احتفالية رياضية، ولم يقل أحد عن المباراة لماذا كل هذا الاهتمام، لابد من القضاء على ظاهرة ريال مدريد وبرشلونة، وهو ما يتردد أحيانا هنا فى مصر بشأن الأهلى والزمالك، حيث تقابل مباريات القمة بينهما فى بعض الأحيان باستنكار وبمغالطات لا علاقة لها بتاريخ الناديين أو بواقع اللعبة أو بظاهرة القطبية التى تضفى على كرة القدم وعلى الحياة أيضا هذا المذاق الخاص والمتعة الخاصة.. ومازلت أذكر مقولة جميلة ورائعة للأستاذ صلاح حافظ الذى قال لو لم يكن هناك أهلى وزمالك لاخترعهما الجمهور.
● وظاهرة القطبية أسبابها مختلفة ومتعددة، وأسباب الصراع التاريخى بين ريال مدريد وبرشلونة معروفة، وتعود إلى رعاية الملك ألفونسو لفريق الريال، والأندية تكوينات حديثة لايزيد عمرها على 150 عاما، وهى ذات فكرة سياسية إطارها رياضى وعنوانها وطنى لكن القطبية تصل إلى مستوى الخصومة بين فريقين فى شعب واحد، وتكون عنيفة وصارخة لأسباب مختلفة سواء دينية كما فى حالة ايرلندا الشمالية واسكتلندا، أو لأسباب اجتماعية كما فى الأرجنتين، أو لأسباب سياسية كما فى حالة الوحدات والفيصلى فى الأردن.. والظاهرة عموما موجودة فى كل دولة ومدينة بالعالم تلعب كرة القدم.. وستبقى دراما اللعبة قوية وغنية كلما تخاصم طرفان على نفس القدر من القوة..
● لا غنى عن الأهلى والزمالك.. لكن لا مانع من ظهور قوى أخرى تصنع نفس القدر من التاريخ بكثير من الانتصارات والبطولات.
● لكن يبقى أن الكلاسيكو كان أقل من مستواه على الرغم من الأهداف الأربعة، وكان ريال مدريد يستحق أن يخرج فائزا، لابتعاد برشلونة كله عن مستواه وعدم قدرته على أداء اللقاء بأسلوبه المعتاد لأسباب بدنية تتعلق بنقص اللياقة، وغياب عناصر مهمة بسبب الإصابات.. لاشك أن برشلونة نجا بالتعادل..
● كان أداء الأهلى مميزا فى الشوط الأول من مباراته مع مولودية الجزائرى، وقوة ممثل الكرة المصرية زادت من ضعف الفريق الضيف، ولو كان الأهلى عكس مستواه فى الشوطين، فاستبدل الثانى بالأول لخرج الكثير من المشاهدين وهم يشيدون بأداء الفريق، والواقع أن الأهلى لم يلعب 45 دقيقة منذ أكثر من عامين بنفس المستوى الذى قدمه أمام المولودية فى الشوط الأول.. وحظى الفريق بتقدير وإعجاب الكثير من النقاد والخبراء فى العالم العربى.
● الناقد عليه أن يرى التسعين دقيقة، ولا يكتفى بالدقائق الأخيرة وعليه ألا ينتظر النتيجة لتقييم الأداء، وعليه أن يشاهد جيدا مستوى اللاعب الفرد وما يقدمه للجماعة، كذلك عليه أن يبحث عن عقل المدرب داخل الملعب، فهل هو موجود أم يتابع اللقاء وهو لا يبالى.. ويبقى هنا أن فريق المولودية لم يكن ندا حقيقيا للأهلى فى الشوط الأول، وكان أضعف من أن يكون ندا فى الشوط الثانى خاصة حين هبطت عزيمة لاعبى الأهلى.. لكنه ليس الأهلى الفاشل بأى حال من الأحوال الذى يجامله النقاد والإعلام..؟!