فيلم (أندرومان) يمثل المغرب بمهرجان الإسكندرية

يحظى فيلم "أندرومان من دم وفحم" لمخرجه عز العرب العلوي بشرف تمثيل المغرب بمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط في دورته الثامنة والعشرين، المزمع تنظيمه في الفترة ما بين 12 و19 سبتمبر/المقبل المقبل إلى جانب 22 فيلماً مغربياً مشاركاً خارج المسابقة
وحصل الفيلم على جوائز وطنية، حيث حاز في مهرجان طنجة للفيلم الوطني في دورته الثالثة عشرة على ثلاث جوائز، هي جائزة أحسن دور أول نسائي، وجائزة أحسن موسيقى، وجائزة أحسن دور رجالي ثانوي... كما حاز الفيلم على جائزة أحسن فيلم التي تمنحها جمعية نقاد السينما بالمغرب على هامش المهرجان الوطني للفيلم بطنجة
وينتظر أن يشارك في مهرجان الإسكندرية في دورة هذا العام برئاسة الدكتور وليد سيف 11 فيلماً سينمائياً بمشاركة 13 دولة من مختلف دول العالم الأوروبية والإفريقية والعربية تحت شعار "الكرامة الإنسانية"
وتدور أحداثه حول أسرة قروية متواضعة تعيش من أشغال تجارة الفحم الخشبي بمنطقة نائية ومعزولة بحبال الأطلس المتوسط تدعى "بولمان"، من أب يدعى بالأمازيغية "أوشن"، وتعني الذئب، يمارس سلطته على ابنته ويحولها إلى ذكر بعد أن حرمه القدر من ابن ذكر، وذلك رغبة منه في الحفاظ على أرض ملك للأسرة قد تضيع في حال عدم وجود ذكر بين أفرادها
والفيلم يعتمد في مقاربته الشمولية على أداء "أندرومان" لشخصية مزدوجة، وهي أن تكون بمظهر رجل أمام القبيلة، بحيث تخفي شعرها وملامحها الناعمة والأنثوية بقبعة وملابس واسعة، وفي المنزل تعمل كفتاة تطهو وتعتني بأختها الصغيرة، حيت يأتي يوم يراها فيه والدها تحمل فستاناً، فينهال بالضربات عليها ويعلقها بحبل بالبئر، لتنسى أنوثتها، ويخيرها بين أن تكون صبياً أم فتاة، ثم يقوم بحلاقة شعرها
واعتبرت كريمة الودغيري الباحثة في علم الاجتماع أن موضوع الفيلم يجسد تمظهراً خطيراً لقهر الأنثى واغتيال حقوقها الطبيعية كامرأة في مجتمع يؤمن بالأعراف التي تقدس الذكورية، مشيرة إلى أن بعض القبائل المغربية ما زالت تؤمن بأفضلية الذكر على الأنثى، وما يسمى أراضي "السلاليات" التي ينفرد بها الرجال دون النساء، في اغتصاب واضح لحق المرأة في الإرث وفي حقها من أراضي الجموع والتملك في القبيلة لأكبر دليل على اغتيال حقوقها
وتجدر الإشارة إلى أن دورة مهرجان الإسكندرية ستشهد منافسة شرسة بين أقوى الأعمال السينمائية بدول البحر المتوسط المنتجة للسينما، يأتي في مقدمتها الفيلم التركي "الثعبان" للمخرج كانرايرينكانز، والفيلم التونسي"دائماً براندو" للمخرج رضا باهي، والفيلم الجزائري" قديش تحبيني" للمخرجة فاطمة الزهراء زموم، وعروض كثيرة من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبوسنة