طالبت الأممالمتحدة الحكومة الفلبينية بإصدار قانون يسمح بتوزيع وسائل منع الحمل مجانا، حيث تقول المنظمة الدولية إن القانون سيسهم في تقليل معدل الوفيات في البلاد التى تعاني أحد أكبر معدلات الوفيات خلال الولاده في جنوب شرقي آسيا. في هذه الاثناء تعارض الكنيسة الكاثوليكية اصدار هذا القانون وتعتبره وسيلة لافساد الشعب الفلبيني والتلاعب باخلاقياته حيث يقوم الكهنة بقيادة الاحتجاجات الاستباقية على اصدار القانون.
وشهدت العاصمة الفلبينية مانيلا السبت الماضي مظاهرة شارك فيها عشرات الالاف بقيادة احد قساوسة الكنيسة لمطالبة الحكومة بعدم دعم القانون حيث يدين اكثر من 80% من سكان البلاد بالمذهب الكاثوليكي.
من جانبه اعلن الرئيس الفلبيني بينيغنو اكينو دعمه للقانون مؤكدا انه سيساعد الأسر التى تريد الاكتفاء بطفلين فقط.
وتسعى الحكومة الفلبينية إلى خفض معدل وفيات الأمهات بشكل جذري وإنقاذ برنامج تنظيم الأسرة القومي الذي باء بالفشل، وذلك عن طريق ضخ 12 مليون دولار أمريكي لتوفير وسائل منع الحمل في عام 2012.
وقد أعلنت وزارة الصحة أنها ستستخدم هذه الأموال لشراء اللوازم الأساسية لتنظيم الأسرة وتوزيعها على نطاق واسع في المراكز الاجتماعية التي تعاني نقصا كبيرا في التمويل في جميع أنحاء البلاد.
وجاء هذا القرار مثيراً للجدل حيث اعترف مسؤولو الصحة العامة ودعاة تنظيم الأسرة بأن المسؤولين المحليين قد لا ينفذوا القرار المذكور خوفاً من إغضاب الكنيسة أو خسارة أصوات مؤيدي الكنيسة الكاثوليكية.
ميزانية ضخمة احتجاجات للكنيسة الكاثوليكية ويفترض أن توفر الحكومة الأموال اللازمة للمبادرة الجديدة لتنظيم الأسرة من مخصصات الموازنة العامة لعام 2012 التي تبلغ 990 مليون دولار.
ويقول مسؤولو الصحة أن تلك الخطوة تهدف إلى خفض معدل وفيات الأمهات الذي ارتفع من 1620 حالة وفاة لكل مليون ولادة إلى 2210 حالة وفاة العام الماضي أي بزيادة 35% وفقا للدراسة التي أعدتها الحكومة.
وذكر مسؤولو الصحة أنه بتلك الوتيرة ستخفق الفلبين على الأرجح في تحقيق الهدف الإنمائي للألفية للأمم المتحدة القائم على خفض معدل وفيات الأمهات لعام 1990 بنسبة 75 بالمائة بحلول عام 2015.
وتمت مناقشة مشروع قانون الصحة الإنجابية -الذي يشمل تخصيص أموال لوسائل منع الحمل وتقديم الثقافة الجنسية لأطفال المدارس الابتدائية- بصورة لاذعة في البرلمان الفلبيني مرات عدة خلال العامين الماضيين لكن دون نية معلنة للموافقة عليه في وقت قريب.
وفي عام 2005 قدمت الجهات المانحة للفلبين ما يزيد على 4 ملايين دولار لدعم وسائل منع الحمل، حيث أسهمت الولاياتالمتحدةالأمريكية بجزء كبير من هذا المبلغ وفقاً لتحالف لوازم الصحة الإنجابية للقطاع الخاص والعام الذي يقوم بتتبع شحنات مستلزمات الصحة الإنجابية.