كشفت المطربة شيرين عبدالوهاب أن أمنية حياتها أن يكون لها حفل كل شهر مثل الذى كانت تقيمه كوكب الشرق أم كلثوم، وكانت فاعلياته تبث على الهواء مباشرة فى الخميس الأول من كل شهر، على أن يكون حضور هذا الحفل متاحا لكل الجمهور بأسعار زهيدة. قالت شيرين إن عدم حماس الجهات الرسمية لإقامة الحفلات الغنائية هو السبب، مشيرة إلى أن أم كلثوم لم تكن تقيم هذه الحفلات بمجهود شخصى منها، ولكن الإذاعة المصرية كانت تقف خلفها، وكذلك كل مؤسسات الدولة كانت تساعدها، وأتصور أن الفن المصرى لن يعود الى أمجاده وريادته مرة أخرى إلا إذا ساندته ودعمته المؤسسات الرسمية لأنها تفعل ذلك من أجل الفن وليس لتحقيق أرباح.
ووصفت شيرين عدم وجود مهرجان مهم فى مصر مثل الدول العربية ب«الخيبة الثقيلة»، متعجبة من أن مصر التى تشهد ميلاد كل نجوم الأغنية فى الوطن العربى تعانى أزمة فى اقامة الحفلات والمهرجانات، واقترحت أن يكون فى كل مدينة سياحية بمصر مهرجان للأغنية مؤكدة أن مصر بها مسارح مهمة وكثيرة ليست أقل من الدوحة أو قرطاج أو موازين أو جرش، أو هلا فبراير أو بيت الدين.
لكن الفرق أن مصر تتجاهل الغناء، والدول الأخرى تهتم به وتوليه أهمية كبيرة، فمصر حتى لا تفكر فى استغلال الغناء والفن لتنشط السياحة، لأنه إذا أقيم مهرجان فى الأقصر مثلا مؤكد أن السياحة ستضاعف وكذلك شرم الشيخ وغيرها من الأماكن السياحية المهمة فى مصر.
ثم لماذا نحرم أنفسنا والجمهور المصرى المحب للموسيقى من متعة الاستماع للمطربين العرب والعالميين الذين يعشقهم.
وعما إذا كانت ترى حلا لهذه الازمة التى يعانى منها كل المطربين المصريين أكدت شيرين أنها من قبل اقترحت أكثر من مرة فى عهد النظام السابق اقامة مهرجان سنوى فى جنينة الأندلس ولكن لم يتحمس أحد للتنفيذ.
من ناحية أخرى، قررت شيرين عبدالوهاب بشكل نهائى عدم تجديد تعاقدها مع الشركة المنتجه لألبوماتها روتانا والذى ينتهى فعليا خلال أيام دون أن ينفذ الطرفان بنود العقد كاملة.
وأكدت أن الشركة أخلت بتنفيذ بنود العقد الذى كان ينص على تصوير أغنيتين من آخر ألبوماتى «اسأل على» الذى طرحته الشركة مطلع 2012 مع المخرجة اللبنانية ليلى كنعان، ورغم التحضير للتصوير الا أن الشركة لم تلتزم بموعد التصوير الذى كان مفترضا أن يتم الشهر الماضى، وفى المقابل قررت أن أعامل الشركة بالمثل ولا أنفذ برنامج حفلاتى معها والذى لا يتجاوز حفلين كرد فعل طبيعى لإخلالها ببنود العقد، وعدم تصوير الأغنيتين.
وكشفت شيرين عن أن قرار عدم تجديد تعاقدها مع روتانا اتخذته قبل فترة طويلة لشعورها بالإهمال وعدم إقامة دعاية مناسبة لأغانيها بالمقارنة بما تفعله لغيرها من المطربين، وأوضحت أنها فضلت عدم اعلان موقفها من الشركة الا بعد انتهائها من تنفيذ بنود العقد كاملة وطرح آخر ألبومها، ولكن إخلال الشركة بتصوير الأغانى هو ما دفعها لرفض غناء آخر حفلين فى العقد.
وقالت شيرين إن عدم اهتمام روتانا بإقامة دعاية جيدة لألبومها لم يمنعها من الاحتفال بنجاح الألبوم، مشددة على أن شركات إنتاج الكاسيت تملك القدرة على أن تجعل أى مطرب رقم 1 إذا أرادت ذلك، ويمكنها أن تخسف بنفس المطرب سابع أرض إذا أردات أيضا.
وهو ما استنتجته من تعامل روتانا معها الفترة الأخيرة، لكنها أكدت فى الوقت نفسه أن هذه الشركة أو غيرها لن تستطيع أن تخسف بشيرين عبدالوهاب الأرض حسب وصفها.
وأشارت إلى أنها تعرف قيمة نفسها جيدا، ولا تسمح لأحد أن يتهمها بأنها غير ناجحة، أو أن ألبوماتها لا تحقق أرباحا لمجرد أنها يتم تسريبها على مواقع الإنترنت.
وتوقعت شيرين ألا تزول سيطرة وتحكم شركات الإنتاج على المطربين إلا إذا عرف كل فنان حجمه الحقيقى وقيمة نفسه، ولا يسمح لأى منتج أن يتعامل معه بشكل غير لائق أو يقلل من مكانته، واذا شعر أن البوماته تخسر، ويسبب للشركة خسائر عليه أن يحفظ كرامته ويبدأ فى الإنتاج لنفسه ليعرف إن كان يحقق مكاسب أم لا.
فعلى المنتج أن يحل مشاكله بعيدا عن المطرب وألا يضغط عليه حتى يتفرغ لفنه.
وحول إذا ما كانت ستنتج لنفسها قالت شيرين إنها لا تريد أن تستبق الأحداث، فمن الممكن أن تنتج ألبوماتها بنفسها، أو تتعاقد مع شركة جديدة بشرط أن تكون مطربتها الأولى.
كانت شيرين قد تعاقدت مع شركة روتانا على إنتاج ألبومين فقط بدون تحديد مدة زمنية لتنفيذهما فى العقد، وتم إصدار أول ألبوم عام 2009 تحت عنوان «حبيت»، بعد وضعها طفلتها الأولى مريم، قبل ذلك طرحت مينى ألبوم تحت عنوان «بطمنك» عام 2008، واعتبرته إهداء للشركة لتأخرها فى تنفيذ أول ألبوماتها «حبيت»، وابتعدت شيرين مرة أخرى عن الساحة ثلاث سنوات قبل أن تصدر ألبومها الثانى والأخير مع الشركة «اسأل على»، وكان ضمن أسباب تأخير هذا الألبوم اندلاع ثورة 25 يناير، بالإضافة إلى إنجابها طفلتها الثانية «هنا».