كواحد من الجنود السنة الذين يشكلون غالبية الجيش السوري، كان الملازم عدنان صليبي يدفع إلى الصفوف الأمامية لوحدات تقاتل مدينة حمص التي انتفضت ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وكان الجنود العلويون الذين ينتمون إلى الأقلية التي ينتمي إليها الأسد يبقون في المؤخرة، ويسيطر العلويون على الجيش السوري من خلال هيمنتهم على قيادات الضباط والأخطر على جهازي المخابرات والشرطة السرية على النمط السوفيتي، وهما مكلفان بمنع حدوث أية معارضة أو انشقاق.
وقال صليبي وهو شاب نحيل (23 عاما): "السنة يستخدمون كوقود للمدافع وانهارت الروح المعنوية، رحل 75 رجلا من لوائي من بين 250 ، أما الباقون فإما قتلوا أو أصيبوا أو انشقوا. "وفور أن سنحت لي الفرصة هربت". ووصل صليبي مع رفيق له سالمين إلى تركيا الأسبوع الماضي.
وكانا من بين موجة جديدة من المنشقين السنة الذين تركوا في الأسابيع القليلة الماضية الجيش السوري، الذي يعاني من نقص في قوات المشاة، ويعتمد أكثر على المدفعية الثقيلة لقصف البلدات السنية.
وتقول المعارضة السورية: "إن 17 ألف شخص على الأقل قتلوا في الانتفاضة ضد الأسد، بينما يقول الرئيس السوري إنه يدافع عن بلاده في مواجهة إرهابيين مدعومين من الخارج."
ويلجأ الأفراد الموالون للأسد في الجيش السوري إلى تكتيكات سوفيتية قديمة لمنع الجنود من الفرار من الجبهة، بما في ذلك التهديد بالقتل.
وقال صليبي: "في حمص كنت أخشى من المخابرات العسكرية خلفي أكثر من المتمردين أمامي، الجيش أصبح آلة قتل ونهب، كنت سأنشق مبكرا لولا خوفي على سلامة والدي."